قوات الدعم السريع تطلق سراح أسرى.. والجيش السوداني يسقط مسيرتين في شندي

09 يونيو 2024
من مخلفات الحرب السودانية في أم درمان، 30 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات الدعم السريع في السودان أعلنت إطلاق سراح 739 أسيراً من الجيش والشرطة، مؤكدة التزامها بالمبادرات الإنسانية والقيم السودانية وقواعد القانون الدولي الإنساني، في خطوة تعكس جهودها لتعزيز السلام.
- واجهت هذه المبادرات الإنسانية عراقيل من الجيش السوداني، الذي اتُهم بتعطيل عمليات التسليم واستهداف أسرى، ما يشير إلى تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
- التوترات العسكرية بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني مستمرة، مع تبادل القصف وإسقاط مسيرات، ما يعكس استمرار الصراع المسلح وتأثيره المباشر على الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان.

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، يوم السبت، إطلاق سراح 739 أسيراً لديها من قوات الجيش والشرطة، زاعمة في بيان لها أنها "ظلت تقدم المبادرات الإنسانية انطلاقاً من القيم التي تؤمن بها، والتزاماً بقواعد القانون الدولي الإنساني، وأعراف وتقاليد الشعب السوداني". وبثت وسائط التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد ممن أُطلِق سراحهم إثر وصولهم إلى منطقة أبو قرون، شرقي العاصمة الخرطوم، وهي من معاقل التصوف الإسلامي. وبينما جرى استقبالهم واستضافتهم قبيل نقلهم إلى ذويهم، أفادت مصادر محلية بأن الزعامات الدينية في المنطقة هي التي توسطت لدى قوات الدعم السريع لإطلاق سراحهم.

وذكر بيان قوات الدعم السريع أنها "قامت بطرح مبادرة قبل نحو ستة أشهر بإطلاق سراح عدد 537 من منتسبي قوات الشرطة من ضباط وضباط صف وجنود، فضلاً عن مبادرة أخرى في مايو (أيار) الماضي بإطلاق سراح عدد 202 من أسرى الجيش، وتمت مخاطبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي رحبت بالمبادرات". وأضاف البيان: "بدأت الإجراءات بين الطرفين لإتمام عملية الإفراج، لكن الجيش أخذ يماطل ويضع العراقيل أمام عملية التسليم والتسلم"، مردفاً: "نحن في قوات الدعم السريع ندرك تماماً أن الجيش يرفض استلام أي أسير، وهناك عدد من الشواهد، أبرزها قيام الجيش في يونيو (حزيران) 2023 بقصف أحد المقار التابعة له، والذي كان يوجد فيه عدد من أسراه من كبار الضباط، ما أدى إلى مقتل وجرح 26 منهم".

وتابع البيان: "في ديسمبر (كانون الأول) عام 2023 عمل الجيش على عرقلة إخلاء مدنيين بينهم أجانب كانوا في كنيسة القديسة مريم في منطقة الشجرة بالخرطوم، بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد الاتفاق مع الطرفين، حيث قام الجيش باستهداف القافلة، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية". ولم يعلق الجيش ولا قوات الشرطة على الفور على خطوة الدعم السريع بإطلاق سراح الأسرى، ولا على الاتهامات الواردة في البيان.

الجيش السوداني يسقط مسيرتين في شندي

في غضون ذلك، تصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لمسيرات انتحارية وجهتها "قوات الدعم السريع" باتجاه مدينة شندي، شمال السودان.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن المسيرات استهدفت الفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي، وأن المضادات الأرضية التابعة للفرقة تمكنت من إسقاط مسيرتين. وأكد الشهود عودة الهدوء للمدينة التي تعرضت من قبل للاختبار ذاته.

ومنذ أشهر، استخدم "الدعم السريع" سلاح المسيرات الذي استهدف كلاً من عطبرة والقضارف وسنار وكوستي، وكلها مدن واقعة تحت سيطرة الجيش، ولم يسقط ضحايا فيها باستثناء مدينة عطبرة، التي قتل فيها نحو 12 شخصا تجمعوا مع آخرين في إفطار رمضاني نظمته كتيبة البراء بن مالك، التي تقاتل بجانب الجيش في حربه ضد "الدعم السريع".

وفي أم درمان، تبادل كل من الجيش و"الدعم السريع" القصف المدفعي. أما في مدينة الفاشر، غرب البلاد، فتستمر المعارك العنيفة منذ نحو شهر بين الطرفين، حيث يسعى "الدعم السريع" منذ العاشر من الشهر الماضي للسيطرة على المدينة التاريخية وآخر معاقل الجيش في إقليم دارفور. وأكد شهود عيان أن "الدعم السريع" قصف بالمدافع الأحياء الجنوبية والمستشفى الجنوبي للمدينة، وهو الوحيد الذي يعمل فيها، وأفاد الشهود بأنه خرج عن الخدمة في الساعات الماضية.

وما زالت حصيلة قتلى الحرب في السودان، التي اندلعت إثر نزاع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، غير معروفة بدقة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفاً، وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو. واتُّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجونها.