قوات الاحتلال تتراجع من مدينة حمد جنوبي قطاع غزة وتزيد الضغط على المهجّرين

24 اغسطس 2024
نزوح فلسطينيين من مدينة حمد بعد أوامر إخلاء إسرائيلية، 20 أغسطس 2024 (رحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة حمد السكنية في خانيونس بعد عملية عسكرية واسعة دمرت البنية التحتية وأبراج السكن.
- حذّر نشطاء من التحرك قرب المناطق المتوغلة بسبب وجود رافعات محملة بالأسلحة الرشاشة تستهدف كل من يقترب.
- حصر الاحتلال النازحين في مساحة ضيقة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً، مع إصدار أوامر إخلاء جديدة يومياً، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.

أدت عملية الاحتلال إلى تدمير كبير في البنية التحتية لمدينة حمد

كانت مدينة حمد جزءاً من المنطقة "الآمنة" وفق توصيف الاحتلال

يحصر الاحتلال النازحين في مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، من منطقة مدينة حمد السكنية غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد أيام من العملية العسكرية البرية والجوية الواسعة التي استهدفت المنطقة، وأدت إلى تدمير كبير في بنيتها التحتية، وتفجير معظم أبراجها السكنية. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الاحتلال المتوغلة في المكان تراجعت، وعاد مواطنون إليها، فيما انتشلت طواقم إسعافية جثامين شهداء من المنطقة، سقطوا خلال العملية العسكرية البرية، ولم يكن ممكناً انتشالهم قبل انسحاب قوات الاحتلال.

ولا تبعد الآليات العسكرية الإسرائيلية كثيراً عن المنطقة، لكنها لم تعد داخل مدينة حمد السكنية التي بنتها قطر قبل سنوات، دعماً للفلسطينيين في القطاع المحاصر، غير أنّ النشطاء يحذرون من التحرك في المناطق القريبة من التوغل الإسرائيلي، نتيجة مخاوف من استهدافهم من قبل قوات الاحتلال وطائراته المسيّرة. ورصد ناشطون تحدثوا مع "العربي الجديد" وجود ثلاث رافعات نصبها جيش الاحتلال في المناطق القريبة من توغله شمالي خانيونس وشرقي دير البلح وسط القطاع، محمّلة بالأسلحة الرشاشة التي تطلق الرصاص الحيّ على كل من يقترب من المنطقة وتستهدفه، وهي بالأساس تكشف المنطقة المحيطة بالتوغل البري.

وكانت مدينة حمد السكنية تضم بين جنباتها آلاف النازحين، وتتوسطها خيام النازحين من المناطق الأخرى، لكنها تحوّلت قبل أيام إلى منطقة عمليات قتالية "خطيرة" وفق الإعلان الإسرائيلي، وأُجبر الجميع على إخلائها تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي. ومدينة حمد كانت جزءاً من المنطقة الإنسانية "الآمنة" وفق التوصيف الإسرائيلي، لكنها لم تعد كذلك، مع استمرار تقليص الاحتلال الإسرائيلي المناطق، والضغط على النازحين فيها، وحشرهم في مناطق ضيقة للغاية.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان له، اليوم السبت، إنّ الاحتلال الإسرائيلي حصر النازحين في مساحة لا تتجاوز 35 كيلومتراً مربعاً في المناطق التي يقول إنها "إنسانية آمنة"، وهذه المناطق تتمركز في غرب دير البلح والزوايدة وسط القطاع، وأجزاء من مواصي خانيونس جنوباً. وتصدر قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكل شبه يومي، أوامر إخلاء جديدة لمناطق مختلفة من قطاع غزة، ما يزيد من الأعباء على الفلسطينيين في هذه المناطق، في ظل قلة أماكن الإيواء واضطرارهم إلى البقاء في الشوارع والطرقات، وصعوبة إيجاد ما يسدّ رمقهم ويعينهم على ظروف التنقل الإجبارية.

وكانت آخر أوامر الإخلاء التي صدرت هي لفلسطينيين في بيت لاهيا شمالاً وإلى جوارها العطاطرة ومنطقة الغبون وحيّ الكرامة شمال غربي مدينة غزة، وهي مناطق تضم الآلاف من السكان والنازحين المهجّرين، وهي كذلك واحدة من أكثر المناطق التي تعرّضت للتدمير والاستهداف منذ بداية الحرب، لقربها من البحر والمناطق الحدودية شمالاً.