نظم العشرات من ممثلي القوائم الانتخابية الفلسطينية، مساء اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية في ميدان المنارة في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، رفضاً لأي توجه لتأجيل الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في 22 مايو/ أيار المقبل.
ورفع المشاركون شعارات رفضت ما سمته التحول إلى مملكة، حسب تعبيرهم، كما رفضت شعارات أخرى أن تكون القدس ذريعة لتأجيل الانتخابات، وتؤكد على الحق الدستوري في الانتخابات.
وتأتي هذه الوقفة قبيل اجتماع للفصائل الفلسطينية دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيعقد غداً الخميس، بمدينة رام الله. ومن المقرر أن يبحث الاجتماع مسألة الانتخابات، ويأتي بعد اجتماع للجنة المركزية لحركة "فتح "خرجت عنه معلومات بأن هناك توجها لتأجيل الانتخابات تحت عنوان "لا انتخابات بدون القدس".
وتأتي الوقفة بمشاركة قوائم مستقلة وأخرى حزبية، منها قائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة "حماس"، وقائمة "نبض الشعب" الممثلة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اللتين شارك ممثلون عنهما.
وقال هاني المصري، مرشح قائمة الحرية (برئاسة ناصر القدوة ودعم مروان البرغوثي)، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة والاعتصام بمدينة رام الله: "إن الوقفة تمثل قرابة 25 قائمة انتخابية، ما أرادت قوله هو لا للتأجيل، ولا شرعية لأحد دون انتخابات"، ورفض المصري أي قرارات يمكن أن تصدر، غداً الخميس، عن اجتماع الفصائل بتأجيل الانتخابات.
وأضاف المصري: "حسب القانون لا الرئيس وحده ولا الفصائل معه بمقدورهم تأجيل الانتخابات، فقط المخول بذلك هي لجنة الانتخابات المركزية، والتي قالت إنها جاهزة لوضع بدائل للانتخاب في القدس، وذلك يعني أن سبب التأجيل ليس القدس وإنما الخشية من نتائج الانتخابات التي لا تروق لفصيل معين (في إشارة لحركة فتح)".
وأكد المصري أن القوائم الانتخابية اتفقت على التحرك لرفض التأجيل وستجتمع غداً، الخميس، للاتفاق على الخطوات التالية، بحيث يكون تحركا سلميا جماهيريا وقانونيا ديمقراطيا.
وحول القبول بانتخابات بدون القدس، قال رئيس قائمة الحراك الفلسطيني الموحد خالد دويكات، لـ"العربي الجديد": "إن القوائم مصرة على إجراء الانتخابات في القدس"، مؤكدًا ضرورة أن تكون مدينة القدس أولى خطوات الاشتباك الفعلي مع الاحتلال.
وقال دويكات: "من يقول لا انتخابات بدون القدس هو من يريد تأجيل الانتخابات بذريعة القدس، ويكرس سيطرة الاحتلال على القدس. نحن المجتمعين الآن نقول بأنها هي العاصمة ولتكن تحديا، ولنرفع سقف التحدي مع الاحتلال لفرض إرادة الشعب الفلسطيني كما فرضها أبناء القدس خلال الأسبوعين الماضيين".
ورفض نزار بنات، المرشح عن قائمة الحرية والكرامة، في حديثه مع "العربي الجديد"، القول إن تأجيل الانتخابات يمكن أن يكون بسبب منع الاحتلال إجراءها في القدس، وقال: "ليس من أجل القدس، من يريد القدس لماذا ذهب إلى هذا الاتفاق الغبي الذي اختزل الألوف الكثيرة من أهل القدس بستة آلاف فقط يسمح لهم بالاقتراع داخل المدينة".
وتابع بنات: "كما صادر هذا الاتفاق حق المقدسيين في وطنهم بأن جعلهم مواطنين في دولة أخرى، حين جعل سقفهم بالتصويت في مكتب صندوق البريد وفي يوم سبت (عطلة إسرائيلية). من يصوت في سفارة أو مركز بريد يكون من بلد آخر. هذه جريمة ارتكبها مهندس اتفاق أوسلو، وهو محمود عباس".
ورفض مرشح قائمة "نبض الشعب" التابعة للجبهة الشعبية أشرف أبو عرام، في حديث لـ"العربي الجديد"، تأجيل الانتخابات، مؤكداً أن قائمته ترى أن القدس ذريعة للتأجيل.
وقال أبو عرام: "شعبنا انتزع سيادته في القدس في هبة باب العمود. نستطيع تقديم نموذج مشابه لذلك وخلق حالة من الاشتباك السياسي في القدس مع الاحتلال لفرض الانتخابات".
وأكد أبو عرام أن المجتمعين من الفصائل، غداً الخميس، ليسوا جهة اختصاص في تأجيل الانتخابات، وقال: "قرار الانتخابات أصبح من الماضي".
بدوره، قال مرشح قائمة "العدالة للجميع" المستقلة نضال خروب، لـ"العربي الجديد": "إلى الآن لم يصدر أي تصريح من جهة مخولة بتأجيل الانتخابات وعلى رأسها لجنة الانتخابات. إن كان هناك توجه بذلك، فالمخول الوحيد كافة الفصائل، إضافة إلى رؤساء القوائم المرشحة. الشعب يريد التغيير، وهذا تبين من التسجيل في السجل الانتخابي. الانتخابات هي المفصل والطريق الوحيد لإيصال رسالتنا وصوتنا كشعب فلسطيني إلى العالم".