قناة إسرائيلية تكشف عن تنظيم إرهابي يهودي والشرطة تتجاهله

07 ديسمبر 2021
نظّم اليمين الديني المتطرف في إسرائيل مسيرة رفع أعلام (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت القناة الإسرائيلية الـ 13 مساء أمس الاثنين، عن تنظيم إرهابي يهودي جديد يستهدف على نحو خاص الفلسطينيين في الرملة واللد ويافا، قائلة إن أعضاء التنظيم الذين ينحدرون من "حركة كهانا"، وحزب "عوتسماه يهوديت" الذي يقوده عضو الكنيست اليميني الديني إيتمار بن غفير، كانوا يعتزمون شنّ هجوم على عرب فلسطينيين في مدينة الرملة، والاعتداء عليهم، وصولاً إلى الطعن والقتل، وعندما أوصلت القناة معلوماتها إلى الشرطة الإسرائيلية، اكتفت الأخيرة بتحذير أعضاء التنظيم اليهودي من أي نشاط، ما أدى بأعضاء التنظيم إلى تأجيل "عمليتهم الميدانية" ضد العرب الفلسطينيين في الرملة.

وجاء الكشف عن هذا التنظيم أمس الاثنين، بعد أن كان اليمين الديني المتطرف في إسرائيل بقيادة إيتمار بن غفير، وزعيم تنظيم "لهافا" بنتسي عوبشتاين، قد نظما مساء الأحد مسيرة رفع أعلام إسرائيلية في كل من اللد والرملة تحت شعار إعادة السيادة الإسرائيلية، وتعزيز أمن اليهود في المدن الفلسطينية التاريخية، التي يطلق عليها في إسرائيل المدن المشتركة، ولا سيما يافا، وعكا، واللد، والرملة، وحيفا.

وبحسب التقرير، فإن التنظيم اليهودي الإرهابي الجديد يُدعى "لافي"، ويعني الأسد، وإن مؤسسيه من نشطاء حزب "عوتسماه يهوديت"، وفي مقدمتهم رونين يسرائيلي، أحد أركان الحزب في الرملة، والحاخام الفاشي بنتسي عوبشتاين، زعيم تنظيم "لهافا" العنصري الذي يدّعي العمل لحماية بنات شعب إسرائيل، وإنقاذ من تزوجن منهنّ بعرب فلسطينيين.

وبيّن التقرير أن هذا التنظيم نشأ أول مرة في شهر مايو/أيار، خلال أحداث هبّة الكرامة، عندما اندلعت تظاهرات تضامنية في الداخل الفلسطيني، تضامناً مع الشيخ جراح، ورافقتها بعد شنّ العدوان الإسرائيلي على غزة، أعمال اعتداءات يهودية منظمة من قبل مجموعات من المستوطنين، جُلبوا من مستوطنات الضفة، بحجة حماية الجماعات اليهودية في هذه المدن.

ونظم هذه السفريات والاعتداءات حزب "عوتسماه يهوديت"، الذي يقوده عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يرفع وحزبه شعار "كهانا تصداق"، أي صدق كهانا، في إشارة إلى الحاخام اليهودي الفاشي مئير كهانا، الأميركي الأصول، الذي دعا في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي إلى طرد الفلسطينيين في الداخل، واصفاً إياهم بالسرطان في قلب الدولة.

وسبق للمفتش العام للشرطة الإسرائيلية نفسها، كوبي شبتاي، أن اتهم بن غفير صراحة بالمسؤولية عن اندلاع المواجهات في الشيخ جراح، وفي المدن التاريخية الفلسطينية على الساحل.

ووفقاً لتقرير القناة الـ 13 أمس، فقد تأسس التنظيم الجديد بزعامة بنتسي عوبشتاين بداية عبر مجموعات "واتساب" خلال أيام هبّة مايو، ونظّم أنصاره التظاهرات والاعتداءات على العرب في يافا واللد والرملة، لكن التنظيم ظل قائماً حتى بعد هذه الأحداث.

ووثّق التقرير بالصوت والصورة، رونين يسرائيلي وهو يتحدث مع المراسل وآخرين عن الاستعداد لعملية ميدانية ضد عرب الرملة، ووجوب التسلح، ولو بسكين أو هراوة لتنفيذ الاعتداءات.

وقال التقرير أيضاً إن القناة أبلغت الشرطة بمعلوماتها، لكن الشرطة، بدلاً من القبض على أنصار التنظيم وأعضائه، اكتفت بالاتصال بهم وتحذيرهم من أي نشاط، فيما لفت إلى أن رونين يسرائيلي وآخرين، قالوا إن زعيم "عوتسماه يهوديت"، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، لم يكن يعلم بنشاطهم، في الوقت الذي أظهر فيه التقرير دعوة إلى اجتماع نظمه التنظيم الجديد "لافي"، يتحدث فيه كل من إيتمار بن غفير، وبنتسي عوبشتاين. وأشار التقرير إلى أن زوجة بن غفير، تجنّد تمويلاً لصندوق (جمعية) "لإنقاذ شعب إسرائيل" يديره بنتسي غوبشتاين الذي كان مرشحاً على لائحة حزب "عوتسماه يهوديت".

وأورد التقرير توثيقاً لاتصال بين مراسل القناة وضابط الشرطة، يسأله عما حدث بعد نقل المعلومات للشرطة، ليجيبه الأخير بنوع من عدم الجدية بأنه جرى الحديث مع النشطاء وتحذيرهم.

خطاب رسمي أمني وسياسي ضد فلسطينيي الداخل

ويأتي الكشف عن هذا الأمر، في الوقت الذي يتعاظم فيه الخطاب الإسرائيلي الرسمي لجهات من الجيش والشاباك وقيادة الحكومة الإسرائيلية نفسها، ضد ما يُسمّى إسرائيلياً خطر اندلاع مواجهات بين فلسطينيي الداخل واليهود في المدن الساحلية التاريخية، قد تمتد لاضطرابات في الداخل الفلسطيني كله في أي حرب قادمة، وهو ما تجلّى أيضاً بكشف الجنرال الإسرائيلي إسحاق ترجمان الشهر الماضي، عن أن الجيش الإسرائيلي أعدّ طرقاً ترابية لنقل العتاد العسكري والجنود في حال اندلاع حرب قادمة، لتفادي نقل أرتال الجنود والعتاد الحربي من طريق وادي عارة، الذي تقع على جانبه بلدات فلسطينية، أبرزها كفر قرع، وعارة، ومدينة أم الفحم.

كذلك تزامن نشر التقرير مساء أمس، مع زيارة قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت للنقب، زار فيها بلدات يهودية تحت حجة الاستماع "إلى استغاثة" السكان اليهود في النقب الذين يدّعون، وتؤيدهم في ذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الدولة فقدت سيادتها في النقب، وأن سكان النقب العرب الفلسطينيين، لا يأبهون للقوانين ويعتدون على ممتلكات اليهود، ويمارسون إرهاباً مدنياً.

وقد انضم بينت (شغل في الماضي منصب مدير مجلس المستوطنات) لهذه الادعاءات، عندما امتنع عن زيارة أيٍّ من البلدات العربية في النقب، مبرزاً بدلاً من ذلك زيارته لتلة مرتفعة تطلّ على مدينة رهط العربية الفلسطينية، وهو يعلن أن الحكومة الإسرائيلية ستنتقل من أسلوب الدفاع إلى الهجوم.

وسبق لنفتالي بينت ووزيرة الداخلية أيليت شاكيد، أن قاما، خلال المعركة الانتخابية الأخيرة، بجولات في النقب برفقة جمعية المستوطنين اليمينية "رجافيم"، التي تمارس التحريض الدائم ضد الفلسطينيين في النقب، وتتهمهم بالاستيلاء على أراضي الدولة، وتوعد بينت في زياراته الانتخابية بأن يضع حداً "لهذه الظاهرة".

وبالفعل، أعلنت حكومته، التي يشارك في ائتلافها حزب عربي (القائمة العربية الموحدة - الحركة الإسلامية الجنوبية) مطلع الشهر الماضي، وضع خطة "للاعتراف بثلاث بلدات عربية في النقب مسلوبة الاعتراف"، ليتضح بعد ذلك أن الخطة تقضي بمصادرة آلاف الدونمات من أهالي هذه القرى، وإقامة بلدات جديدة لهم على أقل من ثلث مساحة الأراضي التي تملكها هذه القرى، وهي قرى خشم زنة وعبدة ورخمة.

المساهمون