في ظل الجدل وحالة الغضب التي تسود الشارع العربي بسبب موجة التطبيع مع إسرائيل، التي قادتها الإمارات وتبعتها البحرين، كانت هناك مخاوف مصرية أخرى، أثارتها مراكز ثقل وصناعة القرار، جراء الخطوة الإماراتية.
وبحسب مصادر، فإن قرار التطبيع الإماراتي الرسمي تسبب في أزمة من نوع آخر للجانب المصري. وقالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة بشكل عام غير راضية ولا مرحبة بخطوة التطبيع العربي الواسع، وهو ما يبدو من الموقف الرسمي الذي رحب على استحياء، أو يمكن تسميته بالترحيب البروتوكولي، بخطوتي الإمارات والبحرين، لأسباب مختلفة، ربما لا تتعلق بالمبدأ نفسه.
وجود عدد كبير من المصريين بالإمارات قد يدفع القاهرة للتعامل مع الدولة الخليجية باعتبارها مسرح عمليات استخباراتية جديد
وأضافت المصادر أن هناك مخاوف مصرية بسبب حالة الانفتاح الكبيرة في العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، وتحوّل الإمارات لمركز إقليمي للشركات الإسرائيلية من جهة، وجهاز الموساد من جهة أخرى، وهو ما يمثل خطراً على الأمن المصري، نظراً لوجود نحو مليون مصري يعملون في الإمارات، بخلاف مئات الآلاف الذين يترددون على الإمارات طوال العام لأسباب متعددة. وأوضحت المصادر أن حالة الانفتاح التي تعيشها العلاقات الإماراتية الإسرائيلية في ظل وجود العدد الكبير من المصريين في الإمارات، ستدفع المسؤولين المصريين، للتعامل مع الدولة الخليجية باعتبارها مسرح عمليات استخباراتية جديد، مشيرة، في الوقت ذاته، إلى أن تلك الجزئية ربما تكون مثار أزمات بين القاهرة وأبوظبي لاحقاً.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مشاورات داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، لاستحداث إدارة تكون معنية بالتواجد الإسرائيلي في الخليج خلال الفترة المقبلة. وستكون مهمة الإدارة الأساسية متابعة الأنشطة الإسرائيلية التي من شأنها استهداف أو المساس بمصالح القاهرة من جهة، ومتابعة نشاط المصريين في الخليج، خصوصاً في ظل معلومات الجانب المصري بقرب إتمام التطبيع مع السعودية وسلطنة عمان، حيث يعمل في بلدان الخليج أكثر من 3 ملايين مصري. وبحسب المصادر، فإن القاهرة رصدت تكثيفاً كبيراً من جانب مجموعات اقتصادية إسرائيلية، بافتتاح مقار رسمية لها في دبي وأبوظبي، بخلاف بدء مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والإماراتي، لفتح مقار رسمية، لمراكز ثقافية، وجمعيات يهودية غير هادفة للربح في دبي أيضاً، التي يتم الترويج لها كعاصمة للسلام، بحد تعبير المصادر.
توجه للإعلان عن الخطوات الرسمية بشأن إعلان إلحاق السودان بقرار التطبيع قبل الانتخابات الأميركية
من جهة أخرى، كشفت المصادر عن اجتماع جرى أخيراً في البحرين، شارك فيه مسؤول سعودي رفيع المستوى، مع رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، الذي زار المنامة أخيراً، تم التطرق خلاله لمسارعة الجهود في إلحاق دول عربية أخرى باتفاق التطبيع. وأضافت أن الاجتماع تناول وضع جدول زمني بالتوقيتات المقترحة لإعلان انضمام السعودية للاتفاق، وفقاً لما يتناسب مع الظروف الداخلية للمملكة. وبحسب المصادر فإن هناك توجهاً للإعلان عن الخطوات الرسمية بشأن إعلان إلحاق السودان بقرار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية، المقرر أن تجرى في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبحسب المصادر، فإن الإمارات أيضاً استقبلت خلال الأسبوعين الماضيين لقاءات متعددة جمعت أطرافاً عربية من عدة دول، بمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، لوضع أجندات عمل متعلقة بتسويق خطوة التطبيع للشارع العربي في العواصم الرافضة له حتى الآن. يأتي ذلك، في وقت يعتزم فيه وفد شعبي سوداني زيارة تل أبيب. وتعرض واشنطن على الخرطوم رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وصفقة لتخفيف ديون السودان الخارجية، مقابل تطبيع العلاقات مع الإسرائيليين.