قلق متزايد على الأسرى المضربين تزامناً مع فعاليات احتجاجية غداً

قلق متزايد على الأسرى المضربين تزامناً مع فعاليات احتجاجية للأسرى غداً

12 أكتوبر 2021
يتصاعد القلق على سلامة الأسرى المضربين عن الطعام مع استمرار سياسة التنكيل (العربي الجديد)
+ الخط -

وقفت الفلسطينية تيماء مصطفى وسط المعتصمين قبل ظهر اليوم الثلاثاء، أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية تحمل صورة شقيقها تميم (23 عاماً) من بلدة بورين جنوب نابلس شمال الضفة الغربية؛ تتنقل بين كاميرات الصحافيين تعبر عن خشية العائلة على وضعه الصحي، بعد أن وصل ليومه التاسع في الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد الإجراءات التعسفية بنقله أكثر من مرة وعزله انفرادياً منذ شهر، فهو يعاني كما تقول من اضطرابات في القلب وأمراض في المعدة.

منذ غد الأربعاء، لن يكون تميم وزميلاه بلال ياسين وشهاب طالب، اللذان يضربان أيضاً احتجاجاً على الظروف نفسها، وحدهم في المعركة؛ فإضراب يشمل أكثر من أربعمئة أسير من حركة "الجهاد الإسلامي" سيبدأ بدعم من باقي الفصائل الفلسطينية، رفضاً لاستمرار إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاتها التنكيلية والعقابية بحقهم.

يعطي ذلك لتميم وعائلته دفعة معنوية مفادها أنه ليس وحده في المعركة، لكن ذلك لا يخفف من الخشية على وضعه الصحي، تقول تيماء لـ"العربي الجديد" إن شقيقها كان خضع لعملية في أمعائه قبل نقله للعزل الانفرادي بفترة قصيرة، مؤكدة أنه كان في غرف حركة "الجهاد الإسلامي" في سجن النقب، والتي أحرقها الأسرى احتجاجاً على عقوبات وإجراءات تعسفية تبعت عملية هروب ستة أسرى الشهر الماضي، من سجن جلبوع عبر ما عرف بـ"نفق الحرية".

مذّاك، بدأت عملية التنكيل بتميم وزملائه، حيث نقل من سجن النقب إلى سجن الرملة، ثم سجن عسقلان، وأخيراً سجن إيشل، في تنقلات صعبة على الأسرى بسبب ظروف النقل والتكبيل ووضعهم في سيارة ذات مقاعد حديدية، لكن لم يكتف الاحتلال بذلك، بل عزله في زنازين انفرادية، وطالت مدة العزل إلى شهر تقريباً، ليعلن إضرابه منذ تسعة أيام ضد كل تلك الظروف، رغم وضعه الصحي الخاص.

علمت العائلة بحسب تيماء، بكل ذلك بطرق خاصة، لكن حتى اللحظة لم تبلغ العائلة بزيارة من محامٍ أو ممثل عن الصليب الأحمر الدولي لتميم والاطمئنان عليه، وهو ممنوع من الزيارة.

حال تميم هي حال كثير من الأسرى الذين يتعرضون لإجراءات تعسفية عديدة، أقلها النقل من غرف حركة "الجهاد الإسلامي" إلى غرف الفصائل الأخرى، بهدف تفريق أسرى الحركة وضرب تنظيمها في السجون بعد عملية "نفق الحرية"، يرافق ذلك إجراءات مشددة أثناء ما يعرف بالعدد والفورة (استراحة الأسرى في الساحات)، إضافة لعزل عدد آخر من الأسرى.

يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد" على هامش الاعتصام الأسبوعي لمؤسسات الأسرى وأهاليهم أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة: "إن الإضراب الذي سيبدأ غداً الأربعاء، هو إضراب اضطراري في مواجهة إجراءات فرضتها سلطات الاحتلال مباشرة بعد عملية نفق الحرية، فهي تريد تكريس نمط المعاملة الذي ساد الشهر الفائت، كسياسة مستمرة ومتواصلة في السجون، وهو ما يمثل خطراً على الحركة الأسيرة وتنظيم حركة الجهاد الإسلامي في السجون".

وأكد فارس أن الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية بصدد بلورة خطة نضالية مساندة وداعمة لأسرى "الجهاد" من قبل باقي الفصائل، مشيراً إلى أن الوضع في السجون بشكل عام مشحون، لأن أسرى الحركة موزعون على كل الغرف في السجون، معتبراً أن كل أسير من "الجهاد" في غرفة بمثابة "قنبلة موقوتة" يمكن أن تنفجر في أية لحظة.

وأشار فارس إلى أن إدارة سجون الاحتلال تراجعت بما يتعلق بالاتفاق مع الحركة الأسيرة بإلغاء الإجراءات التعسفية، مؤكداً أن ذلك التراجع يتمثل بالمبالغة في عمليات الفحص والتفتيش والطريقة التي تتم بها، بما يحمل معاني الإذلال والإهانة والاستفزاز أكثر من أن تكون لأسباب أمنية.

ونظمت مؤسسات الأسرى الاعتصام الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة اليوم، إسناداً للحركة الأسيرة ولخطوة الإضراب عن الطعام المزمع إطلاقها غداً، كذلك تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري بلا تهمة، وفق ملفات سرية لا تعرض على الأسرى ومحاميهم.

ويواصل الإضرابَ ضد تلك السياسية، بحسب نادي الأسير، سبعة أسرى ويساندهم في إضراب تضامني ثلاثة أسرى آخرين، وأقدم المضربين هو كايد الفسفوس، المضرب منذ 90 يوماً، ومقداد القواسمة منذ 83 يوماً، ويطالب المضربون بتحديد سقف زمني للإفراج عنهم، حيث يتم عادة تمديد الاعتقال الإداري فور انتهائه دون سقوف زمنية.

المساهمون