قال محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هرئيل، إن أكثر ما يقلق إسرائيل اليوم هو حالة "الركود" والانتظار من قبل الإدارة الأميركية إلى حين تمكن الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي من الإمساك بزمام الأمور ومقاليد الحكم بشكل فعلي.
يأتي ذلك فيما تتجه الحكومة الإسرائيلية والمنظومة الأمنية والعسكرية إلى التركيز على التحذير من وصول إيران إلى ما تسميه "دولة حافة نووية" رغم عدم وجود تعريف واضح لهذا المسمى.
واستذكر هرئيل تحذيرات كل من رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت ووزير خارجيته يئير لبيد للأميركيين من أن إيران تقترب من الوصول إلى مكانة "دولة حافة نووية"، مشيرًا إلى أن هذا ما حذر منه قبل يومين مركز أبحاث الأمن القومي في إحاطة خاصة للرئيس إسحاق هرتسوغ مع نشر المركز تقريره السنوي الذي دعا فيه إلى ضمان وجود خيار عسكري إسرائيلي مستقل ضد إيران.
وبحسب هرئيل، فإن مختلف الجهات المعنية وذات الاختصاص في إسرائيل تحذر من نوايا إيران المتعلقة بقصر المدة الزمنية التي تمكنها من الوصول إلى مكانة "حافة نووية" تمكنها من إنتاج قنبلة نووية، بما فيها رئيس جهاز الموساد الأسبق داني يتوم قد أعلن مؤخرا أن إدارة بايدن رغم إعلانها أنها ستمنع إيران من حيازة قوة نووية إلا أنها (أي الإدارة الأميركية الجديدة) لن تمنع إيران من الوصول لدولة "حافة نووية".
وأشار هرئيل إلى أن المشكلة في الخطاب الإسرائيلي وحتى الأميركي حول هذا المصطلح تكمن في عدم وجود تعريف واضح ومحدد يبين ما هي دولة "حافة نووية" وما القدرات التي ينبغي أن تحوزها إيران للوصول إلى هذه المكانة.
وبحسبه فإن أكثر ما يقلق أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية هو ما يسمى بـ SQ1 والذي يحدد الكمية المطلوبة لبناء قنبلة نووية بـ 220 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، حيث يجب رفعها لاحقا لنسبة 93% في عملية تخصيب قصيرة وسريعة، ووفقا للتقديرات الحالية فإنه يمكن لإيران بلوغ هذه المرحلة خلال فترة تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وهو ما يعتبره هرئيل "أمرا مقلقا فعلا".
مع ذلك يعود هرئيل ليقول إن هذا المصطلح لا تعريف محددا له حتى أن جيش الاحتلال لا يعتقد أن مثل هذه الكمية ستحول إيران إلى دولة "حافة نووية"، وإنما فقط تخصيبها لنسبة 93% هو الذي سيوفر لإيران هذه المكانة، كما أن هذه المسألة لم يتم البت بها نهائيا مع الأميركيين، إضافة إلى أن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" لا تتفق مع تقديرات رئيس الموساد الأسبق داني يتوم.