تبدي إسرائيل قلقاً متزايداً من تعاظم مستوى التعاون العسكري والاقتصادي بين إيران وروسيا، وتخشى أن يسهم في تمكين طهران من التملص من تأثير العقوبات المفروضة عليها، وأن يفضي إلى تقليص موسكو هامش المناورة المتاح لجيش الاحتلال في سورية.
وقالت قناة كان الرسمية الإسرائيلية إن لقاء القمة الذي سيجمع الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان، في طهران الأسبوع المقبل، يثير مخاوف إسرائيل من أن يؤسس لتطوير العلاقات بين طهران وموسكو، لا سيما أنه جاء بعد الحديث الأميركي عن قرار إيران تزويد روسيا بمسيّرات هجومية لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.
وفي تقرير بثته الليلة الماضية، أشارت القناة إلى أن حكومات غربية تشاطر إسرائيل القلق ذاته، ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن هناك مخاوف من أن تتعاون روسيا وإيران في مجال التملص من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والغرب عليهما.
وأشارت القناة بشكل خاص إلى مخاوف إسرائيل والغرب من نجاح إيران وروسيا في التملص من العقوبات المفروضة على صناعة النفط في الدولتين، وأن تتمكنا من تصديره إلى الصين، خصوصا أن لإيران خبرة طويلة في التملص من العقوبات الاقتصادية و"بإمكانها تعليم الروس كيفية التهرب من العقوبات التي فرضت عليهم".
ونقلت القناة عن أوساط رسمية إسرائيلية قولها إن اجتماع القمة الذي سيجمع بوتين ورئيسي في طهران الأسبوع المقبل، بمشاركة أردوغان، يمثل ردا على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكل من إسرائيل والسعودية واجتماعه بقادة دول الخليج، ومصر والأردن والعراق في جدة.
من جهتها، حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من أن يسهم قرار إيران تزويد روسيا بمسيّرات هجومية لاستخدامها في حربها على أوكرانيا في تقليص هامش المناورة المتاح لإسرائيل في سورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مجرد موافقة الروس على تلقي دعم عسكري من إيران يمكن أن يؤثر على سلوكهم في سورية، لا سيما في كل ما يتعلق بالتعامل مع عمليات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الوجود الإيراني هناك، محذرة من أن الروس يمكن أن يعلنوا دعمهم للموقف الإيراني في سورية مما يقلص قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على العمل في الأجواء السورية واللبنانية.
واستدركت الصحيفة أن تقديم إيران المسيّرات الهجومية لروسيا، في الوقت الذي تشن فيه حربا على أوكرانيا، يمثل تدخلاً مباشراً لطهران في هذه الحرب ويجعلها طرفا فيها بشكل يمكن أن يفضي إلى تغيير موقف الدول الأوروبية من إيران التي ترى فيها حتى الآن شريكا لها.
واعتبرت "يديعوت" أن انحياز إيران لصالح روسيا يسهل على إسرائيل مهمة الضغط على بايدن لإظهار موقف متشدد إزاءها، وأن بايدن مطالب بأن يتخذ موقفاً قاطعاً بشأن البرنامج النووي الإيراني، ويتوجب عليه أن يقرر ما إذا كان سيعود إلى الاتفاق النووي أو أن يقتنع بموقف إسرائيل فيمارس عليها ضغوطا، بل حتى طرح الخيار العسكري في حال حاولت تطوير سلاح نووي أو سلاح تقليدي يهدد الغرب.
النائب والقيادي في حزب الليكود المعارض نير بركات، دعا إلى مهاجمة إيران في حال شن "حزب الله" هجوما على إسرائيل. وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم، أوضح بركات أن حرب لبنان الثالثة إن اندلعت يجب أن تكون أيضا "حرب إيران الأولى".
البيت الأبيض: تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية "تهديد كبير"
ويأتي القلق الإسرائيلي المتزايد منسجما مع قلق أميركي مماثل عبّر عنه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي قال، اليوم الأربعاء، إن محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعزيز العلاقات مع إيران وسط الصراع الأوكراني تمثل "تهديدا كبيرا".
وتزامنت تصريحات سوليفان مع تصريحات لمسؤولين أميركيين بأن إيران تستعد للمساعدة في تزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة، بما في ذلك بعض الطائرات التي يمكن استخدامها كسلاح، لنشرها في أوكرانيا.
وبحسب "رويترز"، وصف سوليفان توقيت رحلة بوتين إلى طهران الأسبوع المقبل بأنه "مثير للاهتمام".
ونقلت الوكالة عن سوليفان قوله: "أن تعزز روسيا تحالفها مع إيران لقتل الأوكرانيين أمر يجب على العالم كله أن ينظر إليه ويعتبره تهديدا بالغا".