مصر تهدّد بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إذا تواصل التشكيك بدورها

22 مايو 2024
محاولة لإنقاذ فلسطينيين تحت الأنقاض بعد القصف على بيت لاهيا بغزة، 18 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مصر تهدد بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ردًا على التقارير الإعلامية التي تشكك في جهودها الوساطية، وفقًا لتصريحات ضياء رشوان الذي ينتقد التقارير ويؤكد على الدور المصري بناءً على طلب من إسرائيل والولايات المتحدة.
- تقرير لشبكة سي أن أن يزعم تغيير مصر "بصمت" لشروط وقف إطلاق النار يثير الجدل، مما دفع مصر لتحدي الشبكة لإثبات مصادرها ونشر رد مصر رسميًا.
- قطر تدعو إلى تجاهل التقارير الإعلامية المشككة في جهود الوساطة وتؤكد على استمرار الجهود المشتركة مع مصر والولايات المتحدة لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مع التركيز على إنهاء الحرب وتحقيق السلام.

الأنصاري: جهود وساطة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة مستمرة

مصر: نستغرب الإساءة إلى جهودنا الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة

زعم تقرير لسي أن أن تغيير المخابرات المصرية "بصمت" شروط الاقتراح

هدّدت مصر، اليوم الأربعاء، بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إذا استمرّت محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية. وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان، في حديث تلفزيوني، إن مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية، بادعاءات مفارقة للواقع، لن تؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها، وقد تدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي.

وكان تقرير لشبكة سي أن أن الأميركية، نقلاً عن ثلاثة مصادر وصفت بالأشخاص الذين على دراية بتفاصيل المناقشات، قد أفاد، في وقت سابق اليوم الأربعاء، بأنّ المخابرات المصرية غيّرت "بصمت" شروط اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي وقّعت عليه إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى إلغاء صفقة ربما كانت ستفرج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتحدد مساراً لإنهاء القتال ووقف إطلاق النار في غزة مؤقتاً.

وقال رشوان إن المقال الذي نشرته الشبكة الأميركية، حول ما أسماه "تغيير مصر شروط صفقة وقف إطلاق النار" في قطاع غزة، هو في حقيقته محض ادعاءات خالية من أية معلومات أو حقائق، ولا يرتكز على أي مصادر صحافية يُعتد بها، وفق القواعد المهنية الصحافية المتعارف عليها عالمياً. وفي هذا السياق، تحدى موقع "سي أن أن" أن ينسب الادعاءات التي نشرها إلى مصادر أميركية أو إسرائيلية رسمية محددة، وطالب الموقعَ وكل وسائل الإعلام الدولية، بأن تتحرى الدقة في ما تنشره عن مثل هذه القضايا شديدة الحساسية، وألا تستند في نشر بعض الادعاءات إلى مصادر مجهلة تطلق عليها "مصادر مطلعة".

وأعلن رشوان أن مصر ترفض بصورة قاطعة هذه الادعاءات، وأن هيئة الاستعلامات قد وجّهت خطاباً رسمياً للموقع، يوضح هذا الرفض وما قام عليه من أسانيد، ويطالب الموقع بنشر الرد المصري بشكل فوري. وأضاف أن الموقع قد استجاب، ونشر أجزاء من هذا الرد، تضمن بعضاً من الملاحظات الواردة به وفي هذا البيان. وأوضح أن مثل هذا المقال الذي وصفه بالمغلوط والمليء بالمزاعم غير الصادقة، لا يؤدي، وربما يهدف، إلى تشويه دور مصر الرئيسي والبارز في محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي عليها قبل نحو ثمانية أشهر.

وأبدى استغراب مصر من محاولات بعض الأطراف الإساءة للجهود الهائلة التي بذلتها، ولا تزال، على مدار الأشهر الماضية، في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، لمنع قتل وجرح مئات المدنيين الأبرياء يومياً والتدمير الممنهج لكل مظاهر الحياة في القطاع. وأوضح رشوان أن مصر لاحظت خلال الفترات الأخيرة قيام أطراف بعينها بممارسة لعبة توالي توجيه الاتهامات للوسطاء، القطري تارة ثم المصري تارة أخرى، واتهامهما بالانحياز لأحد الأطراف، وإلقاء اللوم عليهما، للتسويف والتهرب من اتخاذ قرارات حاسمة بشأن صفقة وقف إطلاق النار، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة مقابل الأسرى الفلسطينيين، وذلك للحفاظ على مصالح سياسية شخصية لبعض هذه الأطراف، ومحاولاتها مواجهة الأزمات السياسية الداخلية الكبيرة التي تمر بها.

وأضاف أن ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، كان بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور، وهو ما جاء نتيجة إدراكهم مدى الخبرة والحرفية المصرية في إدارة مثل هذه المفاوضات، خاصة أن لمصر تجارب سابقة ناجحة متعددة، بين إسرائيل وحركة حماس. وأوضح رشوان أنه لا يمكن قراءة ما يجري من نشر زائف وما يروّج من أكاذيب حول الدور المصري، إلا بأنه محاولة لعقاب مصر على مواقفها المبدئية الثابتة تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في ظل قيامها بدور الوساطة.

ورأى أنه في هذا الإطار، يأتي أخيراً تمسّك مصر المعلن بضرورة وجود عناصر فلسطينية بالجانب الفلسطيني من معبر رفح، للموافقة على قيام مصر بتشغيله من جانبها، وعدم اعترافها بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر. كذلك يأتي في السياق نفسه موقف مصر المتسق مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بالانضمام إلى دولة جنوب أفريقيا في الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية، ضد ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، وفق قوله.

وحمّل رشوان، أخيراً، الأطراف المعنية، وخاصة تلك التي تروج الأكاذيب حول الموقف المصري، المسؤولية الكاملة عن الكوارث الإنسانية غير المسبوقة، وحرب الإبادة بقطاع غزة، وقتل وإصابة آلاف من الأبرياء الفلسطينيين، وتشريدهم، وتجويعهم، وتدمير كل شيء بالقطاع، فضلاً عن فقد المحتجزين الإسرائيليين حيواتهم نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية العدوانية على القطاع.

قطر: جهود وقف إطلاق النار في غزة مستمرّة

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، دعوة دولة قطر إلى عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية التي تحاول كيل الاتهامات لجهود الوساطة الجارية لوقف العدوان على غزة. وشدد الأنصاري في بيان، على ضرورة أن ينصبّ التركيز في هذا الوقت الحساس على سبل إنهاء الحرب في القطاع.

وقال الأنصاري إنّ جهود وساطة دولة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة مستمرة، مؤكداً أنّ الدول الثلاث تعمل بتنسيق تام من أجل التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، بما يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

وكان مصدر مصري رفيع المستوى، ثال في تصريحات لفضائية القاهرة الإخبارية في وقت سابق اليوم، إنّ مصر تستغرب محاولات بعض الأطراف لتعمّد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. 

وأضاف المصدر أنّ "من الغريب استناد بعض وسائل الإعلام إلى مصادر تطلق عليها مطلعة، ونتحدى إذا كان بالإمكان نسب ما تم نشره إلى مصادر أميركية أو إسرائيلية رسمية محددة"، متابعاً أنّ "بعض الأطراف تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة". 

وأوضح المصدر أنّ ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين في القطاع جاءت بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور، مشيراً إلى أنّ ممارسة مصر دور الوساطة في صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين، جاءت نظراً لخبرتها وقدرتها في إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.

في السياق نفسه، قال مصدر مصري مطلع على تحرّكات القاهرة في هذا الملف، إنّ مثل تلك التسريبات هدفها الرئيسي تهرّب حكومة بنيامين نتنياهو من المسؤولية، ولا سيما أنّ موافقة حركة حماس على الورقة المطروحة جاء مفاجئاً للجميع، في وقت كان نتنياهو يعوّل حتى آخر لحظة على رفض الحركة للورقة، وبالتالي يجد مبرراً لتهرّبه من إبرام اتفاق يوقف الحرب ويطلق سراح الأسرى. 

وسخر المصدر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، من الرواية المسرّبة بأنّ ما قامت به القاهرة كان سرّاً، متسائلاً: "كيف كان سرّاً وهم اطلعوا عليها ورفضوها"، مضيفاً أنّ ما يتحدثون عنه هو من صميم عمل الوسيط، حيث يقوم بتقريب وجهات النظر، وعمل مواءمات بين الأطروحات المتداولة، للوصول إلى صيغة ترضي الأطراف كافة.

وشدد المصدر على أنّ الجانب الإسرائيلي كان موافقاً على تلك الشروط، ولكن يبدو أنه تعرّض لصدمة بعد موافقة حركة حماس، خصوصاً أنّ ممثلي الإدارة الأميركية كانوا منخرطين بالتفاصيل والصياغات كافة، وكانت بعض الصياغات المستحدثة من جانبهم هم.