قطر تستضيف حوار التعاون الآسيوي: سعي لصوت موحد للقارة

02 أكتوبر 2024
أمير قطر خلال مؤتمر للأمم المتحدة في الدوحة، مارس 2023 (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استضافة قطر للقمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي: تستضيف قطر القمة بمشاركة 35 رئيساً ورئيس حكومة من آسيا، تحت شعار "الدبلوماسية الرياضية"، مما يعكس اهتمامها بتعزيز العلاقات الإقليمية.

- أهمية "الدبلوماسية الرياضية" والتعاون الآسيوي: يركز الشعار على الرياضة كقوة ناعمة للتنمية والتقارب بين الشعوب، مع دعم الشباب والتنمية والمرأة، ويشمل سوق دول التعاون الآسيوي 4.4 مليارات نسمة.

- مبادرات قطر ودورها في تعزيز التعاون الآسيوي: أطلقت قطر مبادرات تعليمية وتدريبية، وتولت رئاسة حوار التعاون الآسيوي لعام 2019، مع تعزيز التواصل بين رجال الأعمال والقطاع الخاص، مما يعزز دورها في توحيد أصوات آسيا.

تستضيف قطر اليوم الأربعاء وغداً الخميس مؤتمر القمة الثالثة لمنتدى حوار التعاون الآسيوي بمشاركة 35 رئيساً ورئيس حكومة في قارة آسيا. ويفتتح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، غداً الخميس، القمة التي تعقد تحت شعار "الدبلوماسية الرياضية". وبحسب الديوان الأميري القطري، يشارك في القمة عدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، لـ"العربي الجديد"، إن استضافة الدوحة القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي تعكس اهتمام الدوحة بتعزيز العلاقات مع آسيا والمحيط، وتعزيز التعاون الإقليمي في هذا الإطار لمواجهة التحديات التي نعيشها اليوم.

منتدى حوار التعاون الآسيوي

واستضافت الدوحة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعمال القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي على المستوى الوزاري تحت شعار "الدبلوماسية الرياضية". وجاء اختيار شعار "الدبلوماسية الرياضية" عنواناً لقمة حوار التعاون الآسيوي لأهمية الرياضة بوصفها قوة ناعمة في تنمية البلدان والتقارب بين الشعوب والثقافات، والتركيز على القضايا المتعلقة بدعم الشباب والتنمية والمرأة، باعتبارها ثلاث ركائز أساسية في إطار الرياضة. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، خلال مشاركته في اجتماع حوار التعاون الآسيوي بنيويورك في سبتمبر/أيلول العام الماضي، إنه "رغم التنوع الكبير الذي تتسم به دول القارة الآسيوية من حيث الموارد الطبيعية والبشرية، وإمكاناتها الاقتصادية الضخمة ومصادر الطاقة، فلا يزال هناك العديد من التحديات التي تحتم على دولها مواصلة التعاون والعمل الجماعي".

يتجاوز حجم سوق دول حوار التعاون الآسيوي 4.4 مليارات نسمة

ويتجاوز حجم سوق دول حوار التعاون الآسيوي 4.4 مليارات نسمة، أي ما يعادل 60% من عدد سكان العالم. وشهد حوار التعاون الآسيوي عقد قمتين، الأولى في تايلاند عام 2002 بمشاركة 18 دولة آسيوية من المؤسسين، والثانية في الكويت عام 2012 بمشاركة 31 دولة، حيث تستضيف العاصمة الكويت مقر أمانته العامة.

وأطلقت قطر، في سبتمبر 2005، مبادرة أيادي الخير نحو آسيا "روتا"، وهي مبادرة تابعة إلى "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، للمجتمعات والدول الآسيوية التي يعاني سكانها من مستويات دخل منخفض، أو يعيشون في ظروف اجتماعية غير مستقرة بفعل الأزمات والحروب والتغير المناخي، حيث قامت "روتا"، بالتعاون مع الشركاء والمتطوعين والمجتمعات المحلية، بتوفير التعليم والتدريب لأكثر من مليوني طفل وشاب في 20 دولة، من أجل بناء قدراتهم للمساهمة في مستقبل مستدام.

وتولت دولة قطر رئاسة حوار التعاون الآسيوي لعام 2019، حيث استضافت الدوحة الاجتماع الوزاري الـ16 للدول الأعضاء في الحوار، وأطلقت فيه مبادرة دولة قطر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والتي لقيت إشادة واسعة. وكان الاجتماع الوزاري الذي عقد في الدوحة في مايو/أيار عام 2019 قد أوصى بالعمل على تعزيز الوحدة وتوسيع التبادلات الثقافية وتعميق التعاون العلمي لتعزيز التنمية المستدامة والازدهار والمساهمة بشكل أكبر في إرساء السلام وتحقيق الاستقرار والتنمية في العالم. كما أوصى الاجتماع الوزاري بتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وكذلك تعزيز التعاون لمعالجة الآثار المترتبة عن تغير المناخ والكوارث الطبيعية. وبلغ حجم التبادل التجاري بين دولة قطر ودول حوار التعاون الآسيوي عام 2018 نحو 81 مليار دولار، وتمثل نحو 70% من حجم التجارة الخارجية لدولة قطر.

منتدى اقتصادي وآخر رياضي

وفق جدول أعمال قمة حوار التعاون الآسيوي في الدوحة، سيعقد "منتدى الأعمال" الذي سيصبح المنتدى الثاني الذي تستضيفه دولة قطر في إطار حوار التعاون الآسيوي، وستسعى من خلاله إلى تعزيز التواصل بين رجال الأعمال والقطاع الخاص في الدول الأعضاء، كما يشمل جدول الأعمال عقد اجتماع آخر لوزراء الرياضة في الدول الآسيوية.

وأثنى الكاتب والإعلامي القطري عيسى آل إسحاق، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على استضافة قطر قمة حوار التعاون الآسيوي الذي يعزّز الدور الذي تلعبه قطر على الساحة الدولية بصفتها دولة داعية للحوار والتعاون وتحقيق السلام، مؤكداً حرص قطر على المساهمة في توحيد أصوات قارة آسيا والدفاع عن مصالحها لتصبح قوة لا يستهان بها دولياً.

ورأى آل إسحاق في قمة حوار التعاون الآسيوي فرصة كبيرة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الدول الآسيوية، خصوصاً لما تمتلكه من تنوع في الموارد الطبيعية والصناعية والتجارية. ولفت إلى المبادرة التي أطلقتها دولة قطر لتعليم اللغة العربية بين دول الأعضاء، موضحاً أن التعليم الوسيلة الوحيدة التي تساند تقارب الفجوات بين ثقافات الشعوب المختلفة في كافة أنحاء العالم.

ووصف الصحافي والإعلامي القطري صالح غريب استضافة قطر قمة حوار التعاون الآسيوي بالمهمة. وقال لـ"العربي الجديد": إننا أمام فرصة لتعزيز التعاون والحوار الاقتصادي والسياسي المفقود بين دول قارة آسيا. وعرض للعديد من المبادرات والمساعدات التي قدمتها وما زالت دول مجلس التعاون الخليجي لدول آسيا، وخصوصاً في مجال التعليم والبنية التحتية والاستثمارات ومكافحة الفقر. واعتبر أن تعزيز العلاقات بين المنظومات الآسيوية لدول حوار التعاون الآسيوي سيساهم في توحيد الصوت الآسيوي وجعله قوة لا يستهان بها دولياً.

وأثيرت فكرة حوار التعاون الآسيوي في المؤتمر الدولي الأول للأحزاب السياسية الآسيوية الذي عقد في مانيلا في سبتمبر العام 2000، واقترح حينها أن آسيا باعتبارها قارة ينبغي أن يكون لها منتدى لمناقشة التعاون، لتطرح عقب ذلك الفكرة رسمياً خلال اجتماع وزراء خارجية "آسيان" الـ34 في هانوي عام 2001.

وحوار التعاون الآسيوي منظمة حكومية دولية أُنشئت في 18 يونيو/حزيران 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي على مستوى القارة، والمساعدة في إدماج منظمات إقليمية منفصلة مثل آسيان ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.

ويهدف "حوار التعاون الآسيوي" إلى تعزيز الترابط بين الدول الآسيوية في جميع مجالات التعاون من خلال تحديد نقاط القوة المشتركة، وفرص آسيا التي ستساعد على الحد من الفقر وتحسين نوعية حياة الشعوب الآسيوية مع تطوير مجتمع قائم على المعرفة في آسيا وتعزيز المجتمع وتمكين فئات واسعة من الناس. كما يهدف حوار التعاون الآسيوي إلى توسيع التجارة والأسواق المالية في آسيا وزيادة القوة التفاوضية لبلدانها بدلاً من المنافسة، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية في آسيا في السوق العالمية، وإلى تحويل القارة الآسيوية في نهاية المطاف جماعةً قادرةً على التواصل مع بقية العالم على قدم المساواة والدفع بصورة أكثر إيجابية نحو السلام المتبادل والرخاء.

المساهمون