قطر تدعو لتحرك دولي يحول دون اجتياح رفح

08 مايو 2024
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في الدوحة (حسين بيضون)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قطر تدين بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، معتبرةً ذلك تهديدًا لتهجير المواطنين قسرًا وتطالب بتحرك دولي لمنع جريمة إبادة جماعية وحماية المدنيين وفق القانون الدولي.
- تجدد قطر التأكيد على دعمها للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، محذرة من أن النزوح القسري للمدنيين يشكل انتهاكًا للقوانين الدولية ويزيد الأزمة الإنسانية.
- تواصلت المباحثات في القاهرة بين قطر، الولايات المتحدة، وحماس لوقف إطلاق النار في غزة، مع تجاوب إيجابي من الأطراف المشاركة، وتلقى أمير قطر اتصالًا من رئيس الوزراء الكندي لبحث الأوضاع.

دانت قطر قصف قوات الاحتلال بلدية رفح واجتياحها المعبر البري

دعت إلى تحرّك دولي عاجل يحول دون اجتياح رفح وارتكاب إبادة جماعية

الخارجية القطرية: إجبار المدنيين على النزوح القسري انتهاك للقانون

دانت دولة قطر بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف بلدية رفح واجتياحها المعبر البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء والسكن. ودعت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، اليوم الأربعاء، إلى تحرّك دولي عاجل يحول دون اجتياح رفح وارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما حذرت وزارة الخارجية من أن إجبار المدنيين على النزوح القسري من المدينة، التي أصبحت ملاذاً أخيراً لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة، يمثل انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية، ومن شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

وجددت الوزارة التأكيد على "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وتتصاعد التحذيرات من ارتفاع كبير محتمل بعدد الضحايا عقب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية بمدينة رفح، جنوبي القطاع، زعم أنها "محدودة النطاق"، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ"إخلاء" شرق المدينة قسراً والتوجه لمنطقة المواصي، جنوب غربي القطاع. فضلاً عن ذلك، خلفت الحرب على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نحو 113 ألفاً بين شهيد ومصاب، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وفي السياق، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا، اليوم الأربعاء، من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، جرى خلاله بحث مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى استعراض علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وسبل تطويرها.

ورغم التصعيد الإسرائيلي في رفح، تواصل وفود من قطر والولايات المتحدة وحماس مباحثاتها في القاهرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين مصريين قولهما إنّ كل الوفود الخمسة المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، أمس الثلاثاء، وهي من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، تجاوبت في القاهرة بشكل إيجابي مع استئناف المفاوضات، وإنه من المتوقع أن تستمر الاجتماعات صباح اليوم.

وذكر مصدر مطلع أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز سيسافر من القاهرة إلى إسرائيل في وقت لاحق من اليوم الأربعاء للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إنّ حماس قدمت اقتراحاً معدلاً وإنّ النص الجديد يشير إلى أن الفجوات المتبقية يمكن "سدها تماماً". وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.

وفي وقت سابق، قال مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، إن القاهرة أرسلت رسالة احتجاج إلى تل أبيب على توغل الجيش الإسرائيلي في معبر رفح و"محور فيلادلفيا"، بعدما أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، محذراً من أن التعنّت الإسرائيلي قد يدفع مصر إلى مراجعة دورها في الوساطة بمفاوضات غزة خلال الفترة المقبلة.

ودعت مصر إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين بما يشمل محور فيلادلفيا ومعبر رفح، مشددة على أنها ستكون مضطرة للبحث عن بدائل لإدخال المساعدات لغزة غير معبر رفح. وفي حين أكد المصدر نفسه أن "المشاهد التي نشرها الجيش الإسرائيلي للمحور وبوابة معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي أحدثت حالة من الغضب لدى القيادة المصرية"، ونبه إلى أن "عودة إسرائيل للتعنت في التفاوض ستدفع مصر إلى مراجعة دورها باعتبارها وسيطاً خلال المرحلة المقبلة".

المساهمون