قطر تدعم محاسبة النظام السوري على استخدامه الأسلحة الكيميائية في دوما

28 يناير 2023
حمّلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نظام الأسد المسؤولية عن الهجوم في دوما (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أعربت دولة قطر عن دعمها الكامل الجهود الدولية الرامية إلى محاسبة النظام السوري على جرائمه المروعة في حق الشعب السوري، بما في ذلك استخدامه الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في إبريل/ نيسان 2018، وضمان تقديم مجرمي الحرب في سورية إلى العدالة الدولية.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، اليوم السبت، أنّ تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأخير، الذي خلص إلى مسؤولية النظام السوري عن الهجوم على مدينة دوما، "يكشف للعالم مجدداً بشاعة ووحشية هذا النظام عديم الضمير والإنسانية، الذي ما زال مستمراً في سياسة المجازر المروعة والأرض المحروقة والمدن المدمرة، متجاوزاً جميع الخطوط الحمراء التي تفرضها الأخلاق".

وشددت الخارجية القطرية على أنّ "أي حل سياسي في سورية لن يؤدي إلى نتيجة ناجحة ومستدامة بدون محاسبة المتورطين في ارتكاب هذه الجرائم الفظيعة".

كما جددت "موقف دولة قطر الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي بين كل الأطراف السورية، وفقاً لبيان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار".

وحمّلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قوات نظام بشار الأسد المسؤولية عن الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في 2018، والذي أسفر عن مقتل 43 شخصاً.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس الجمعة، إنّ تحقيقاً استمر قرابة عامين خلص إلى أن طائرة هليكوبتر عسكرية سورية واحدة على الأقل أسقطت أسطوانات غاز الكلور على مبان سكنية في مدينة دوما السورية التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في 2018.

وكان هجوم السابع من إبريل 2018، على مشارف دمشق جزءاً من هجوم عسكري كبير أعاد المنطقة إلى سيطرة القوات الحكومية، بعد حصار طويل مدعوم من روسيا على معقل المعارضة.

وفي مارس/ آذار 2019، خلص بالفعل تحقيق سابق أجرته المنظمة إلى وقوع هجوم كيميائي في دوما، لكن هذا التحقيق لم يكن مفوضاً بتوجيه اتهامات. 

وتنفي سورية استخدام أسلحة كيميائية، لكن تحقيقاً مشتركاً سابقاً للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة وجد أنّ الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب (السارين) في هجوم وقع في إبريل 2017، كما استخدمت غاز الكلور مراراً كسلاح، واتهمت تنظيم "داعش" باستخدام غاز الخردل. 

وأشار أحدث تحقيق إلى أنّ أربعة أشخاص في وحدة واحدة تابعة للقوات الجوية السورية هم المسؤولون، لكن لم يُعلن عن أسمائهم. وقالت المنظمة إنّ النتائج تستند إلى تحليل فني لنحو 70 عينة بيولوجية وبيئية ولصور من الأقمار الصناعية و66 مقابلة مع شهود واختبارات للصواريخ الباليستية والذخيرة. 

وجاء في ملخص للتقرير أنّ "طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل تابعة لوحدة القوات السورية الخاصة المعروفة باسم النمر، أسقطت أسطوانتين تحتويان على غاز الكلور السام على مبنيين سكنيين في منطقة مدنية مأهولة بالسكان في دوما، مما أسفر عن مقتل 43 شخصاً، وإلحاق أضرار بعشرات آخرين". 

وقوات النمر هي قوات النخبة السورية التي تستخدم بشكل عام في العمليات الهجومية في الحرب.

وقال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية السفير فرناندو أرياس "العالم يعرف الحقائق الآن. الأمر متروك للمجتمع الدولي كي يتخذ إجراءات، في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخارجها". 

وتأتي النتائج في أعقاب تحقيق أجري بين يناير/ كانون الثاني 2021 وديسمبر/ كانون الأول 2022. وقالت المنظمة إنّ النتائج "جرى التوصل إليها على أساس أسباب معقولة، وهي معيار الأدلة الذي تتبعه باستمرار هيئات تقصي الحقائق الدولية ولجان التحقيق". 

المساهمون