جددت المدفعية الإيرانية، اليوم الأربعاء، عمليات القصف المكثف على مواقع ومبان متفرقة في قرى وبلدات ناحية سيدكان التابعة لمدينة سوران شمالي أربيل، ضمن إقليم كردستان العراق، وسط استمرار عمليات نزوح سكان القرى العراقية الحدودية نتيجة القصف الذي أوقع خسائر بشرية ومادية في الأيام الماضية.
وبحسب أرقام جديدة صدرت عن السلطات الطبية في إقليم كردستان شمالي العراق، فقد بلغ عدد ضحايا القصف الإيراني منذ يوم الأربعاء الماضي ولغاية حدود صباح اليوم 18 قتيلا، بينهم طفل وامرأة، إلى جانب 58 جريحا، غالبيتهم من المدنيين. وطاول القصف أربع مناطق في إقليم كردستان، أبرزها بلدتا سيدكان وكويسنجق شمال أربيل وشرقي السليمانية.
واليوم الأربعاء، نقلت وسائل إعلام كردية عراقية عن مسؤولين محليين في إقليم كردستان قولهم إن "المدفعية الإيرانية عاودت صباح اليوم الأربعاء، قصف ناحية سيدكان التابعة لإدارة منطقة سوران شمال مدينة أربيل"، واستهدف القصف الجديد مراعي بربزين ومحيط بلدة سيدكان، وسط تأكيدات بعدم تسجيل أي خسائر بشرية جراء الهجوم.
بدوره، قال مختار قرية رازي الواقعة في ضواحي بلدة سيدكان شمال أربيل، شوان علي، لـ"العربي الجديد"، إن القصف المدفعي تسبب بإغلاق مدرستين في المنطقة، وسط نزوح السكان باتجاه دهوك وأربيل.
وأكد مختار قرية رازي أن القذائف التي تسقط خلفت خسائر مادية بين منازل ومزارع السكان، كاشفا عن مغادرة جماعية لأغلب القوى الكردية الإيرانية من المنطقة لأماكن مجهولة، لكن، وبحسب علي، فإن المدفعية الإيرانية ما زالت تقصف المواقع ذاتها منذ عدة أيام.
وأمس الثلاثاء، نقلت محطة تلفزيون "رووداو"، المرتبطة بحكومة إقليم كردستان العراق، عن بهرام ياسين، آمر قيادة "هلكورد" أحد ألوية قوات البشمركة، قوله إن القوات الإيرانية توغلت بعمق أكبر نحو المناطق المأهولة في ناحية سيدكان، مبيّناً أن قذائف سقطت على قرى وادي زرزي، شمالي أربيل.
ولفت ياسين إلى أن "القوات الإيرانية وسعت نطاق انتهاكها للحدود، وعبرت نقاط قوات البشمركة".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت، الخميس الماضي، في بيان، عن استدعاء السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق، وتسليمه مذكّرة احتجاج "شديدة اللهجة"، تضمّنت إدانة الحكومة العراقية للقصف الذي طاول إقليم كردستان.
وأشارت الخارجية في البيان أيضا إلى أن اعتداءات القوات الإيرانية على سيادة العراق وحرمة أراضيه "أخذت طابعاً جديداً".
ونفذت القوات الإيرانية، منذ الأربعاء الماضي، سلسلة هجمات صاروخية ومدفعية وأخرى بواسطة طائرات مسيرة، على مناطق عراقية مختلفة ضمن إقليم كردستان شمالي البلاد، خلفت حتى الآن 18 قتيلا، بينهم طفل وامرأة، ونحو 60 جريحا، غالبيتهم من المدنيين من سكان منطقة كويسنجق شرقي السليمانية.