قصف إيراني جديد يستهدف بلدات عراقية حدودية في إقليم كردستان ونزوح لعشرات العائلات

03 أكتوبر 2022
القصف الإيراني خلف أضراراً مادية (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

جددت المدفعية الإيرانية، اليوم الإثنين، قصفها قرى وبلدات حدودية عراقية شمال عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، من دون تسجيل خسائر بشرية، لكنها أحدثت حرائق في مناطق غابات وأضراراً مادية أخرى.

ومنذ عدة أيام، تواصل إيران قصف مدن ومناطق عراقية شمالي البلاد ضمن إقليم كردستان، تستهدف مواقع جماعات وأحزاب كردية إيرانية معارضة تتخذ من العراق مقراً لها. وتتهم طهران تلك الجماعات بالاضطلاع بدور في موجة الاحتجاجات الحالية التي تشهدها عدة مدن إيرانية منذ أكثر من أسبوعين احتجاجاً على مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية كردية تبث من إقليم كردستان، عن مصادر أمنية في قوات البشمركة، قولها إن "القصف الإيراني المدفعي استهدف منطقة هورني ضمن ناحية سوران شمال أربيل"، مؤكدة عدم تسجيل أي خسائر بشرية في المنطقة المستهدفة.

وبينت مصادر أمنية عراقية كردية أن "القصف الإيراني الجديد طاول منطقتي برادوست وبالكايتي التابعتين لبلدة سوران شمال أربيل".

ووفقاً للمصادر ذاتها التي نقلت عنها وكالة أخبار كردية مقربة من حكومة الإقليم، فإن القصف جرى بواسطة قذائف المدفعية، واستهدف محيط قرية صقر ومنطقة بربزينا، وقرية كوستان سرك، وهلكورت وبرما سردي في منطقتي برادوست وبالكايتي.

في السياق، قال مسؤول في وحدات البشمركة ضمن اللواء 80، الذي ينتشر في محيط المناطق المستهدفة، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنه "لم تُسجّل خسائر بشرية جراء القصف"، مؤكداً أن "الأضرار اقتصرت على الماديات بسبب نزوح الأهالي من المناطق المستهدفة خلال الأيام الماضية"، متحدثاً عن حرائق في غابات البلوط والزيتون في منطقة هلكورت وتمت السيطرة عليها سريعا"، كاشفا عن تدخل مؤسسة البارزاني الخيرية لإغاثة العائلات النازحة من القصف".

ونفذت القوات الإيرانية، منذ الأربعاء الماضي، سلسلة هجمات صاروخية ومدفعية، وأخرى بواسطة طائرات مسيرة، على مناطق عراقية مختلفة ضمن إقليم كردستان شمالي البلاد، خلفت حتى الآن 13 قتيلا بينهم طفل وامرأة، ونحو 60 جريحاً غالبيتهم من المدنيين من سكان منطقة كويسنجق شرقي السليمانية.

توازياً، نقلت محطة رووداو الناطقة بالكردية في أربيل، عن مختار قرية وردة شمالي أربيل عبد الستار وردي، تأكيده "فرار 120 عائلة من القرية بسبب القصف، مؤكدا أن القرية التابعة لقضاء جومان شمال أربيل لم يبق فيها سوى 10 عائلات الآن". 

وقال إن "أصوات القصف العالية والأدخنة الكثيفة واستمرار تحليق طائرات المراقبة الإيرانية في القرية سببت الذعر والهلع لسكان القرية وفرارهم".

بدوره، أكد قائم مقام قضاء جومان وكالة عبد الوهاب محمود، للصحافيين، أن "الناس يخافون تكرار القصف وهم محقون (في النزوح) لأن تكرار القصف سيسبب الكثير من الضرر لأهالي المنطقة".

ويتزامن القصف الإيراني الجديد مع وصول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أربيل ولقائه بالمسؤولين المحليين في الإقليم، وفقاً لبيان لمكتب الكاظمي.

وبحسب المكتب، فإن "زيارة الكاظمي إلى إقليم كردستان تأتي لبحث ملفات عديدة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية ببغداد"، مبيناً أن "الكاظمي سيلقي كلمةً يتطرق فيها إلى مستجدات المشهد السياسي".

المساهمون