أغلقت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ليل الجمعة - السبت، جميع المعابر النهرية ضمن مناطق سيطرتها على ضفتي نهر الخابور بريف محافظة دير الزور، شرقيّ سورية، وذلك لمنع التهريب، فيما لا تزال الحكومة العراقية تغلق معبر القائم مع الأراضي السورية أمام شاحنات الخضار لمنع تهريب المخدرات.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ جرافات بحماية من مدرعات عسكرية تابعة لـ"قسد" أغلقت، ليل الجمعة - السبت، جميع المعابر النهرية التي تصل ضفتي الخابور بريف دير الزور الشمالي.
وأكد العكيدي أنّ إغلاق المعابر النهرية جاء لمنع تهريب المخدرات والسلاح، ولا سيما أنّ تلك المعابر شهدت، خلال الآونة الأخيرة، عمليات تهريب بشكلٍ شبه يومي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري في الريف الجنوبي من محافظة دير الزور إلى مناطق سيطرة "قسد" وبالعكس، لكون ضفة الخابور التي تُسيطر عليها "قسد" تعتبر أبرز طرق التهريب بين مناطق سيطرة "قسد" في ريف دير الزور الشرقي.
وتابع العكيدي أنّ السكان المحليين قد أقاموا جسوراً بدائية ومعابر بين ضفتي الخابور نتيجة تهدم الجسور الرسمية إبان الحرب ضد تنظيم "داعش" سابقاً، وهذه المعابر تعمل على توريد السلاح والمخدرات من مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية والنظام في ريف دير الزور الجنوبي، ثم تُنقَل براً بطرق تهريب وتوزَّع في مناطق الرقة والحسكة التي تُسيطر عليها "قسد"، وجزء من تلك المواد التي تُهرَّب تُوصَل إلى مناطق تل أبيض ورأس العين، ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام"، التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المعارض، شمال شرقيّ البلاد.
وكانت قوات مكافحة المخدرات، التابعة لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، قد تمكّنت، في21 مايو/ أيار الفائت، من ضبط شحنة مخدرات مؤلفة من حبوب كبتاغون ومادة الحشيش، بالإضافة إلى اعتقال تاجر مخدرات في مدينة الرقة، شمال شرقيّ سورية، ولا سيما أنّ "قسد" تضبط بين الفينة والأخرى شحنات مخدرات مخبأة داخل صهاريج الوقود التي تكون قادمة من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرتها.
إلى ذلك، أشار العكيدي إلى أنّ السلطات العراقية منعت، أمس الجمعة، دخول الشاحنات المُحملة بالخضروات من الأراضي السورية عبر معبر القائم، بريف دير الزور الشرقي، إلى الأراضي العراقية.
ولفت العكيدي إلى أنّ منع دخول شاحنات الخضار جاء عقب ضبط الجيش العراقي شحنة مخدرات من نوع كبتاغون مخبأة داخل عدة أنواع من الخضروات، مرجحاً أن يستمر إغلاق المعبر لفترات أطول أمام شاحنات الخضار.
وبحسب العكيدي، فإنّ معبر القائم يشهد حركة تهريب مخدرات كبيرة جداً، وذلك بسبب النفوذ الإيراني على المعبر، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الشحنات الإيرانية التي تدخل من المعبر، من سورية إلى العراق والعكس، لا تُفتَّش بشكلٍ دقيق أو منتظم.