"قسد" تعتقل 20 شخصاً في دير الزور ومقتل 38 بدرعا الشهر الماضي
مقتل 1734مدنياً خلال 2020
كورونا ينهي حياة ضابط سوري متورط بجرائم حرب
النظام السوري يبدأ حملة ضد "داعش
"تحرير الشام" تطلق النار على تظاهرة في إدلب
اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) 20 شخصاً أثناء مداهمات قامت بها فجر اليوم الجمعة، في ريف دير الزور شرقي سورية، فيما سجل الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال في محافظة درعا (جنوباً)، حيث قتل 38 شخصاً، وسط فوضى أمنية تصاعدت وتيرتها منذ عملية التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في يوليو/تموز 2018.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات "قسد" اعتقلت نحو 20 شخصاً أثناء مداهمات قامت بها فجر اليوم الجمعة، في قرية أبو نيتل التابعة لمدينة الصور في ريف دير الزور، شرقي البلاد.
وأشار البوكمالي إلى أن قوات "قسد" فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة، قبل أن تبادر إلى شن حملة اعتقالات شملت أشخاصا كبارا في السن وشخصا واحدا على الأقل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كذلك عبثت "قسد" بمحتويات المنازل والملكيات الخاصة، وأحرقت سيارة عائدة لأحد الموقوفين، من دون أن تعرف أسباب هذه الاعتقالات حتى الآن، لكن يرجح أنها على خلفية عمليات القتل التي شهدتها المنطقة قبل نهاية العام، حيث كان قتل 5 أشخاص في يوم واحد في مناطق متفرقة من ريف دير الزور.
إلى ذلك، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، في تقرير نشر اليوم الجمعة، أن 38 شخصاً قتلوا في محافظة درعا جنوبي سورية في الشهر الأخير من العام المنصرم، مشيراً إلى أن من بين القتلى طفلين، فيما قتل 5 أشخاص في محافظة القنيطرة المجاورة، إضافة لشخصين من أبناء محافظة درعا قُتلا خارجها.
في التفاصيل، أحصى مكتب التوثيق التابع للموقع مقتل سبعة أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لقوات النظام، ستة منهم اعتُقلوا بعد إجرائهم تسوية مع النظام، من بينهم ثلاثة من المنشقين السابقين عنه.
كما قتل طفل نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب، وطفل آخر قضى بطلق ناري إثر استهداف مسلحين مجهولين والده، في حين قتل شخص برصاص قوات النظام أثناء ملاحقتهم له، وعثر على شخص من خارج المحافظة مرمياً بالرصاص، وتوفي رجل مسن متأثراً بجراحه التي عانى منها نتيجة ضربه بعنف من قبل مجهولين سرقوا منزل أحد أبنائه، كما قضى شاب من أبناء درعا إثر استهدافه بغارة جوية من قبل الطيران الروسي في ريف اللاذقية.
وسجّل المكتب مقتل 17 من قوات النظام، منهم ضابطان أحدهما برتبة مقدم والآخر برتبة نقيب واثنان من صف الضباط و7 مجندين في صفوف قوات النظام، بهجمات متفرقة في محافظة درعا، في حين قتل ضابط و4 مجندين في قوات النظام بمحافظة القنيطرة، إضافة لضابط من أبناء محافظة درعا قتل خارج المحافظة.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، وثق المكتب 15 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، حيث قضى 3 مدنيين جراء عمليات الاغتيال، من بينهم اثنان متهمان بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين قتل 11 قيادياً وعنصراً سابقاً في فصائل المعارضة، من بينهم قيادي واحد وثلاثة عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقب دخول المحافظة في اتفاق التسوية، إضافة لمقتل عنصر سابق في تنظيم "داعش".
وبحسب الموقع، فإن معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في الشهر المنصرم، جرت بواسطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء عملية واحدة بواسطة عبوة ناسفة، مشيراً إلى أن أية جهة لم تتبن عمليات الاغتيال هذه، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والمليشيات الموالية بتدبير معظمها، من خلال تجنيد مليشيات محلية لتنفيذها بهدف إيقاع أبناء المحافظة بعضهم ببعض.
كما وثق الموقع 26 حالة اعتقال على يد قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن اثنين منهم خلال الشهر ذاته، لافتاً إلى أن من بين المعتقلين 18 شاباً من أبناء المحافظة تم سوقهم إلى الخدمة العسكرية عقب اعتقالهم على حواجز قوات النظام.
وأوضح أن أعداد المعتقلين الفعليّة في المحافظة أكبر من هذا الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم بسبب مخاوفهم الأمنية، مشيراً أيضاً إلى حالتي اختطاف لشابين، أفرج عن أحدهما في اليوم نفسه.
وأضاف التقرير أن قوات النظام تواصل تعزيز حواجزها العسكرية بين مدن وبلدات محافظة درعا بالعناصر والآليات المتوسطة والثقيلة، خاصة استقدام مليشيات الفرقة الرابعة تعزيزات عسكرية إلى الريف الشرقي من المحافظة، في محاولة لقطع أوصال المناطق بعضها عن بعض، وتضييق الخناق عليها أكثر، في حين شهدت منطقة الحارة في الريف الشمالي الغربي حملة مداهمات لمنازل المدنيين بحثاً عن مطلوبين.
مقتل 1734 مدنياً عام 2020
أحصى تقرير حقوقي، صدر اليوم الجمعة، مقتل أكثر من 1700 مدني في سورية خلال العام الماضي، قتل كثير منهم بسبب التفجيرات والألغام.
وذكرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقريرها، أن القتل خارج نطاق القانون حصد 1734 مدنياً في سورية في عام 2020، بينهم 99 في ديسمبر/كانون الأول، مشيرة إلى أن قتل النازحين، والألغام، والتفجيرات عن بعد، أمور ميزت عمليات القتل في سورية في عام 2020.
ورصد التقرير الذي جاء في 50 صفحة حصيلة الضحايا المدنيين الذين تمَ توثيق مقتلهم على يد أطراف النزاع في عام 2020، ويسلط الضوء بشكل خاص على الضحايا من الأطفال والنساء، والضحايا الذين قضوا بسبب التعذيب، والكوادر الإعلامية والطبية وكوادر الدفاع المدني، كما يورد أبرز المجازر التي ارتكبتها أطراف النزاع طيلة العام المنصرم، مشيراً إلى أن الإحصائيات تشمل عمليات القتل خارج نطاق القانون من قبل القوى المسيطرة، ولا تشمل القتل بسبب خلافات بين أفراد المجتمع.
ويشير التقرير إلى أنه رغم التراجع المحدود في معدلات قتل المدنيين عام 2020 مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن أعداد الضحايا المدنيين كبيرة ومن بينهم 326 طفلاً.
ووفق التقرير، فإن ما ميّز عام 2020 هو سقوط عدد كبير من الضحايا بسبب الألغام في جميع أشهر العام تقريباً، لتبلغ حصيلة الضحايا بسبب الألغام 109 مدنيين، من بينهم 23 طفلاً، وهذا مؤشر على عدم قيام القوى المسيطرة ببذل جهود تذكر لإزالة الألغام، أو تحذير السكان منها.
وحسب التقرير، فإن من بين 1734 مدنياً، قتل النظام السوري 432 بينهم 79 طفلاً و29 امرأة، فيما قتلت القوات الروسية 211 مدنياً بينهم 62 طفلاً و48 امرأة. وقتل تنظيم "داعش" 21 مدنياً، فيما قتلت هيئة تحرير الشام 26 مدنياً.
وسجل التقرير مقتل 27 مدنياً على يد المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، فيما وثق مقتل 63 مدنياً على يد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ذات القيادة الكردية، و7 مدنيين على يد قوات التحالف الدولي، فيما قتل 947 مدنياً بينهم 162 طفلاً و83 امرأة على يد جهات لم يستطع تحديدها بدقة نظراً لتداخل مواقع الأطراف المتقاتلة.
وفاة ضابط متورط بجرائم حرب
توفي اللواء موريس مواس، المسؤول عن الكثير من المجازر والجرائم بحق السوريين خلال إدارته مستشفى تشرين العسكري والنقاط الطبية العسكرية في حمص في السنوات الماضية.
وذكرت نقابة الأطباء التابعة للنظام السوري، عبر "فيسبوك"، أن اللواء موريس مواس توفي أمس نتيجة إصابته بفيروس كورونا، فيما شكك آخرون بأسباب الوفاة مشيرين إلى أنها قد تكون ضمن عملية تصفية لكبار ضباط النظام المتورطين بجرائم حرب.
ويعتبر مواس المسؤول عن ارتكاب الجرائم في مستشفى تشرين العسكري والمستوصفات في دمشق وحمص، خلال تنقله بين النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام في السنوات الماضية.
وينحدر مواس من قرية رباح بريف حمص الغربي، وشغل سابقاً منصب مدير الخدمات الطبية ومدير مشفى تشرين العسكري بريف دمشق، وكان، أخيراً، أمين سر نقابة الأطباء التابعة للنظام.
كما أنه شقيق اللواء في قوات النظام جودت صليبي مواس، قائد اللواء "155" المسؤول عن إطلاق صواريخ (السكود) إلى معظم المناطق السورية، والذي ارتكب مجازر خاصة في عام 2013، وأبرزها مجزرة الكيميائي في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
"تحرير الشام" تطلق النار على تظاهرة في إدلب
من جانب آخر، أطلق عناصر تابعون لـ"هيئة تحرير الشام"، اليوم الجمعة، النار على متظاهرين في مدينة إدلب، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عناصر من هيئة تحرير الشام انتشروا بمحيط ساحة الساعة في مدينة إدلب بعد صلاة الجمعة، وأطلقوا النار فوق رؤوس متظاهرين من "آل غنوم" كانوا يطالبون بتطبيق العدالة بحق قاتلي اثنين من أبنائهم.
وأوضحت أن العناصر بدؤوا بالتضييق على المتظاهرين بهدف إرهابهم، لكنّ المجتمعين ردّدوا شعارات ضد هيئة تحرير الشام ووجودها في محافظة إدلب.
وكان شابان من العائلة قتلا قبل نحو شهرين على يد عدة أشخاص، ومنذ ذلك الحين تشهد المدينة وقفات لأشخاص من العائلة تطالب الهيئة بتنفيذ الأحكام الصادرة بحق القتلة، إلا أن الأخيرة لم تستجب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على مناطق محافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام بشكل كامل، وتفرض قبضة أمنية على السكان، ما اضطر الكثيرين للجوء إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني في ريف حلب الشمالي وتركيا.
وفي سياق منفصل، بدأت قوات النظام ومليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس"، مدعومة بالطيران الروسي، حملة ضد خلايا تنظيم "داعش" في بادية دير الزور الجنوبية.
وقال الناشط جاسم عليان لـ"العربي الجديد" إن الطائرات الروسية لم تتوقف عن قصف مناطق في البادية السورية منذ يوم أمس الخميس، في رد على مقتل أكثر من 30 عنصراً للنظام على يد خلايا "داعش" في المنطقة.
وأعلن تنظيم "داعش"، الخميس، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف حافلة تقل جنوداً تابعين للنظام السوري الأربعاء، عبر وكالته الرسمية "أعماق"، مؤكداً أنه قتل 40 من عناصر قوات النظام التابعين للفرقة الرابعة التي تعد نخبة قوات جيش النظام.