يستعد العراق لعقد أول اجتماع علني بين المملكة العربية السعودية وإيران في العاصمة بغداد، وتجرى التحضيرات حالياً للاجتماع الذي ستشارك فيه الدولتان بأعلى مستوى من التمثيل، حيث سيشارك وزيرا خارجية الدولتين، وفقاً لوزير الخارجية العراقية فؤاد حسين.
وقال حسين، في تصريحات صحافية، إنّ "خمس اجتماعات عقدت بين السعودية وإيران على المستوى الأمني، وأن ولي العهد السعودي طلب منا استضافة لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني في بغداد"، مؤكداً أن العراق "منشغل حالياً، وسيُحدّد موعد للقاء علني بين وزيري خارجية البلدين في بغداد".
وأكد الوزير العراقي أن "الاجتماعات التي كانت سرية وعلى المستوى الأمني ستصبح علنية بوساطة عراقية، وأن وزيري خارجية السعودية وإيران سيجتمعان في بغداد".
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن "خمس جولات من المفاوضات بين طهران والرياض في بغداد كانت إيجابية".
وذكر بيان للوزارة أنه "خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره العراقي فؤاد حسين، أكد الأخير أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رحب بالحوار السياسي والعلني بين طهران والرياض".
ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله: "نحن نرحب، والأرضية متوفرة لعقد الجولة القادمة من المفاوضات بصورة رسمية وسياسية وعلنية، ونشكر الجهود والدور الإيجابي لبغداد بهذا الصدد، ونتمنى أن نتمكن من القيام بخطوات إيجابية في الجولة القادمة".
وتجيء هذه الجولة بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى السعودية وإيران، قبل أيام من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية في 15 و16 يوليو/تموز الحالي تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، وحضور قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن "الجولة قد تعقد منتصف الشهر المقبل بحضور وزراء من إيران والسعودية في بغداد، وهي مؤشر على نجاح الدبلوماسية العراقية في حل بعض الخلافات والتوترات بين البلدين بعد أعوام من القطعية".
وأكمل الفايز أن "هناك رغبة واضحة من إيران والسعودية في الجلوس إلى طاولة الحوار، وإنهاء الخلافات بينهما، على أرض محايدة، وأن اللجوء إلى العراق يعد نصراً لبلادنا التي تأثرت كثيراً من الصراعات الخارجية"، مؤكداً أن "العراق لا بد أن يستفيد من نجاح تم التوصل إليه، وأن يفرض شروطاً في مجالات منها الأمن والطاقة واحترام السيادة".
من جهته، أشار النائب المستقل هادي السلامي إلى أن "حكومة مصطفى الكاظمي أثبتت نجاحاً كبيراً على مستوى التهدئة بين إيران والسعودية، وصولاً إلى الإعلان الأخير عن عقد جولة علنية للمفاوضات والحوارات بين البلدين"، لكن النائب بيَّن لـ"العربي الجديد" أن "الكاظمي يغفل مشاكل داخلية كثيرة في العراق، وأزمات تمس المواطن، وأن الانشغال بالخارج أودى ببعض الملفات الداخلية ومنها توغل المليشيات إلى تعاظم على حساب مدنية العراقيين".
وفي يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.
وفي إبريل/ نيسان 2021، بدأت بغداد باستضافة مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، وقد تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح في جمع الطرفين إلى طاولة واحدة.