استمع إلى الملخص
- أهمية "أونروا" ودورها: تأسست "أونروا" عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين، وتعمل في خمس مناطق رئيسية، مقدمة خدمات حيوية تشمل التعليم والرعاية الصحية، وتخدم حوالي 5.9 ملايين لاجئ، خاصة في غزة.
- التحديات والضغوطات: تواجه "أونروا" تحديات مثل تقليص التمويل الأمريكي في 2018 والتشريعات الإسرائيلية الجديدة، مؤكدة على ضرورة الإرادة السياسية لحل محنة اللاجئين الفلسطينيين.
في نهاية يناير يدخل القرار الإسرائيلي بحظر عمل أونروا حيز التنفيذ
لن تكون قادرة على ممارسة عملها في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل
مسؤولة في أونروا: على الكنيست الإسرائيلي التراجع عن قراره
بعد أقل من شهر، وبالتحديد في نهاية يناير/كانون الثاني الحالي، يدخل القرار الإسرائيلي بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في مناطق سيطرتها، حيز التنفيذ، بعد تصويت الكنيست على القرار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحذرت الوكالة، اليوم السبت، من أن الوقت يمر لدخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيز التنفيذ، ما سيمنعها من تقديم خدماتها لملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وقالت مديرة التواصل والإعلام في الوكالة جولييت توما في مقابلة مع راديو وتلفزيون أيرلندا، نقلت فحواها الوكالة على حسابها عبر منصة إكس: "الوقت يمر لفرض حظر محتمل على الوكالة، ما يمنعها من تقديم خدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة، بما في ذلك القدس الشرقية". وشددت توما على أن "الأمم المتحدة لا تخطط لاستبدال الوكالة بالأراضي الفلسطينية، ويجب أن يتراجع الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن قرار حظرها".
وادعت إسرائيل أن موظفين عاملين في الوكالة، كانوا جزءاً من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويعني القرار الإسرائيلي، أن الوكالة لن تكون قادرة على ممارسة عملها في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما يشمل إغلاق مكاتبها وأي حسابات مصرفية لها داخل إسرائيل. وتأسست "أونروا" بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 بفترة وجيزة، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا بعد النكبة إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.
وتنشط "أونروا" حالياً في خمس مناطق رئيسية، هي قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سورية، لبنان، وتخدم اليوم قرابة 5.9 ملايين فلسطيني، بحسب بياناتها الرسمية. وتقول الوكالة على موقعها الرسمي، إن "الوقت يمضي بسرعة نحو تنفيذ مشروع قانون الكنيست.. وإذا ما تم تنفيذه، فستمنع أونروا من العمل في الأرض الفلسطينية المحتلة. إن هذا جزء من جهود أوسع نطاقاً لطمس التاريخ والهوية الفلسطينية". وزادت: "لا توجد وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة تقوم بمثل هذا العمل.. أونروا يمكن استبدالها فقط من خلال دولة فلسطينية فاعلة تعالج محنة لاجئي فلسطين، وهذا يمكن تحقيقه من خلال الإرادة السياسية والدبلوماسية".
أهمية وكالة "أونروا"
كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) حجر الزاوية في حياة اللاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها في عام 1949، وتمتد أهميتها إلى المساعدات الإنسانية، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، ما أثر بشكل عميق على ملايين الفلسطينيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتتمثل المهمة الأساسية لـ"أونروا" في تقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين، في انتظار حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتشمل خدمات الوكالة التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة، والخدمات الاجتماعية، والبنية الأساسية للمخيمات، والتمويل الأصغر، والمساعدات الطارئة.
حرب الإبادة على غزة
وفي قطاع غزة، ومنذ بدء الحرب، أصبحت الوكالة شريان حياة لمليوني شخص، إذ قدمت الفرق الصحية التابعة لها 6.7 ملايين استشارة طبية (أكثر من 1600 استشارة يومياً)، بينما تلقى 730 ألف شخص الدعم النفسي والاجتماعي، وقامت بتحصين 560 ألف طفل دون سن العاشرة ضد شلل الأطفال، وتلقى ما يقرب من مليوني شخص مساعدات غذائية، ويعيش مئات الآلاف من النازحين في ملاجئ "أونروا"، بحسب الوكالة.
وفي قطاع التعليم، وصلت فرق الوكالة في غزة إلى 18 ألف طفل من خلال أنشطة تعليمية. وقبل الحرب، قدمت "أونروا" التعليم لأكثر من 300 ألف طفل، قائلة "إن إعادتهم إلى بيئة تعليمية بدلاً من بقائهم وسط الأنقاض يجب أن تكون أولويتنا القصوى".
وفي الضفة الغربية، فإن أكثر من 50 ألف طالب مسجلون في مدارس الوكالة، كما وفرت الرعاية الصحية الأولية لنصف مليون لاجئ فلسطيني هناك. وتدير وكالة أونروا أكثر من 700 مدرسة في مختلف مناطق عملياتها، تخدم أكثر من 500 ألف طالب، بحسب بيانات الوكالة على موقعها الإلكتروني، كما تدير وتدفع أجور قرابة 20 ألف معلم.
ووفق تقديرات الوكالة الأخيرة الصادرة نهاية 2024، تخدم "أونروا" حوالي 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل في مناطق عملياتها الخمس.
تأسيس وكالة أونروا
تأسست وكالة أونروا بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 (IV) في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1949، استجابة لاحتياجات حوالي 700 ألف فلسطيني نزحوا خلال الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو/ أيار 1950، بتفويض مؤقت لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين.
وفي البداية، ركزت "أونروا" على تقديم الإغاثة الفورية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية، وبمرور الوقت، توسعت ولايتها لتشمل خدمات التنمية البشرية، مثل التعليم والتدريب المهني، لتعزيز الاعتماد على الذات بين اللاجئين.
محطات بارزة في تاريخ أونروا
- 1950: بدأت "أونروا" عملياتها، حيث قدمت خدمات الإغاثة الأساسية للاجئين الفلسطينيين في أعقاب حرب عام 1948.
- ستينيات القرن العشرين: وسعت الوكالة خدماتها لتشمل التعليم، وإنشاء المدارس ومراكز التدريب المهني لتزويد اللاجئين بالمهارات اللازمة للتوظيف.
- 1967: بعد حرب الأيام الستة، وسعت "أونروا" خدماتها لاستيعاب موجة جديدة من الفلسطينيين النازحين، وضبطت عملياتها لتلبية الطلب المتزايد.
- 1982: أعادت "أونروا" تعريف متطلبات الأهلية لتشمل جميع أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذكور، بغض النظر عما إذا كانوا قد مُنحوا الجنسية في مكان آخر، مما يعكس الاحتياجات المتطورة للسكان اللاجئين.
- 1990: قدمت الوكالة برامج التمويل الأصغر لتعزيز الاعتماد على الذات اقتصادياً بين اللاجئين، وتوفير قروض صغيرة لدعم ريادة الأعمال وتنمية الأعمال.
- منذ عام 2000: واجهت "أونروا" تحديات بسبب الصراعات الإقليمية، بما في ذلك في سورية ولبنان، مما استلزم تقديم المساعدة الطارئة والتكيف في تقديم الخدمات لضمان سلامة اللاجئين ورفاهيتهم.
- 2018: خفضت الولايات المتحدة، وهي جهة مانحة رئيسية، تمويلها لأونروا كثيراً، ما دفع الوكالة إلى البحث عن مصادر تمويل بديلة للحفاظ على خدماتها.
- 2024: واجهت "أونروا" شللاً تشغيلياً محتملاً بسبب التشريعات الإسرائيلية الجديدة التي تقيد وصولها إلى التصاريح اللازمة والتنسيق العسكري، ما أثار مخاوف بشأن توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في المستقبل.
أكتوبر 2024: الكنيست الإسرائيلي يصوّت على قرار حظر عمل الوكالة في مناطق سيطرتها، ويدخل القرار حيز التنفيذ بعد 3 شهور من التصويت، أي نهاية يناير 2025.
(الأناضول، العربي الجديد)