اقتحم مئات من المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة، تخللها فرض قيود مشددة على دخول المصلين المسلمين وخصوصا الشبان، فيما أُصيب أربعة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة ترمسعيا، شمال شرقي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، بأنّ المقتحمين أدوا صلوات وطقوساً تلمودية خلال الاقتحامات والمسيرات الاستفزازية، والتي تتم بوتيرة عالية بمشاركة حاخامات ورؤساء جمعيات استيطانية وأعضاء كنيست من اليمين، وطلاب جامعيين، ووسط دعوات لتكثيف الاقتحامات من قبل جماعات يهودية متطرفة.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الدائرة محمد الأشهب لـ"العربي الجديد"، بأن نحو 1400 مستوطن اقتحموا باحات المسجد على جولتين، بارتفاع نحو الضعف عن العام الماضي الذي سجل فيه اقتحام 841 مستوطناً للمسجد في اليوم الخامس من "عيد العُرش".
وانتهت قبل ظهر اليوم، جولة الاقتحامات الأولى للمسجد الأقصى بمشاركة 1047 مقتحماً، وكان بين المقتحمين عضو الكنيست عميت هليفي، بحسب ما أكده الناطق الإعلامي باسم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس محمد الأشهب لـ"العربي الجديد".
وتمت الاقتحامات وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة ومنع الصحافيين من تصوير المقتحمين، فيما أدت مجموعات من المقتحمين حلقات رقص في منطقة باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى.
وفي السياق، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لإبقاء المسجد الأقصى مفتوحاً في وجه اليهود طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة.
وواصل المستوطنون اقتحاماتهم الاستفزازية في معظم أنحاء البلدة القديمة من القدس وخارج أسوارها، والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، كما حدث طيلة الليلة الماضية وفجر اليوم خاصة في شارع الواد، وعقبة الخالدية، وحي باب السلسلة.
ومن المقرر أن تغلق شرطة الاحتلال شوارع في القدس المحتلة وتنشر المئات من عناصرها، اليوم الأربعاء، لتأمين ما تسمى "مسيرة القدس"، والتي تعد من أبرز الاحتفالات الشعبية الاستيطانية.
وتُنظم بلدية الاحتلال في القدس هذه المسيرة سنوياً تزامناً مع عيد العرش اليهودي، حيث تنطلق المواكب من حديقة ساكر، غرب سور القدس، وتنتهي إلى مجمع محطة القطار الأولى بمشاركة عشرات آلاف المستوطنين.
يذكر أن البلدية نشرت الخيم والملصقات والتماثيل الخاصة بعيد العُرش في كافة أنحاء القدس وخاصة شقها الغربي، وبمحاذاة سور بلدتها القديمة.
وتزامناً أغلقت طرق رئيسية حول البلدة القديمة وفي محيط القدس، ما أدى إلى عرقلة حركة تنقل المقدسيين سواء من تلاميذ المدارس أو الطواقم الطبية العاملة في مستشفيات المدينة المختلفة.
وفي هذا السياق، منعت قوات الاحتلال عند حاجز الزيتونة المقام شرق القدس الطواقم الطبية من بلدة أبو ديس (جنوب شرق القدس)، من الدخول إلى عملهم في مستشفى المقاصد بالقدس.
بن غفير يقتحم رفقة قوة قمع للاحتلال أقساماً للأسرى الفلسطينيين في سجن جلبوع
واقتحم بن غفير، اليوم الأربعاء، برفقة قوات قمع إسرائيلية أقساماً للأسرى الفلسطينيين في سجن جلبوع.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إنّ "قوات القمع وعلى رأسها الوزير الفاشي (بن غفير) اقتحمت الليلة الماضية، قسمَي (3-1) في سجن (جلبوع) وشرعت بإلقاء قنابل صوتية، وعمليات تفتيش لمجموعة من الغرف". ووفق نادي الأسير، فإن إدارة سجن جلبوع تواصل إغلاق الأقسام حتّى الآن، فيما تسود حالة من التوتر في السجن.
وأضاف البيان أنّ "إدارة سجون الاحتلال تواصل التّصعيد من عدوانها على الأسرى، عبر عمليات الاقتحام لأقسام الأسرى، وعمليات النقل الجماعية، وهذا الاقتحام الثالث الذي تنفذه خلال أسبوع، بعد عملية الاقتحام التي جرت لقسم (5) في سجن (ريمون) إلى جانب عملية النقل الجماعية التي نفّذت بحقهم، كما جرى اقتحام سابق لأقسام الأسرى في سجن (جلبوع)، ليكون بذلك الاقتحام الثاني لنفس السجن خلال أسبوع".
وبيّن نادي الأسير أنّ "كافة المعطيات الراهنة في السّجون، تنذر باحتمالية كبيرة، لتصاعد المواجهة مع إدارة السّجون، لا سيما مع تصاعد عمليات الاقتحام، وعمليات النقل الجماعية، وفرض إجراءات تنكيلية بحقّ الأسرى، في محاولة جديدة منها لفرض واقع جديد في السّجون، واستهداف أي حالة من (الاستقرار) يحاول الأسرى خلقها عبر النضال والمواجهة".
ولفت نادي الأسير إلى أنّ إدارة السّجون، ومنذ مطلع العام الجاري، نفّذت عمليات نقل جماعية، واستهدفت فيها بشكل أساس الأسرى من ذوي الأحكام العالية.
يُشار إلى أنّ الأسرى وعلى مدار الفترة الماضية خاضوا جولات من المواجهة، وصلت إلى حد قرار الأسرى واستعدادهم الدائم لخوض إضراب جماعي عن الطعام. يُذكر أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال يبلغ أكثر من 5250 أسيراً، بينهم 39 أسيرة، و170 طفلاً.
في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، 12 فلسطينياً من محافظات القدس، وطوباس، ونابلس، والخليل بالضفة الغربية.
وأصيب أربعة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة ترمسعيا، شمال شرقي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، فجر اليوم الأربعاء.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة، في وقت متأخر من ليل أمس الثلاثاء، واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين، ما استدعى إحضار المزيد من التعزيزات العسكرية للبلدة.
ومن بين الإصابات ما وصفتها مصادر طبية بالخطيرة، وقد نقلت إلى مستشفيات رام الله.
وأغلقت قوات الاحتلال المدخل الرئيسي لبلدة ترمسعيا، واقتحمت محلاً للصرافة وبيع المجوهرات كانت قد اقتحمته قبل أسابيع.
وفي بلدة برقة، شمال غربي مدينة نابلس، شمالي الضفة، أصيب نحو 60 فلسطينياً بجروح مختلفة خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، ليل الثلاثاء، واعتدائها على السكان بهدف حماية المستوطنين.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة فتى (17 عاماً)، بالرصاص الحي في الفخذ، وتم الاعتداء على شاب وفتى، نقلوا جميعا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
واستهدف جيش الاحتلال بيوت البلدة بقنابل الغاز، ما أدى إلى نقل طفل (13 عاماً)، إلى المستشفى بسبب إصابته باختناق، إضافة لإصابة طفل آخر (9 أشهر)، فيما رصد الهلال الأحمر الفلسطيني أكثر من 55 إصابة بالاختناق عولجت ميدانياً.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى عائلة اعتدي على ثلاثة من أفرادها، بينهم مسن في العقد السادس من عمره، واضطرت سيارة الإسعاف لسلوك طريق أطول للوصول إلى العائلة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، واعتقلت طالباً في جامعة النجاح الوطنية، واقتحمت بلدات يطا وبيت أمر قرب الخليل، ونفذت اعتقالات طاولت أسرى محررين، واقتحمت مدينة طوباس ونفذت فيها اعتقالات.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتا، جنوب نابلس، فجر اليوم الأربعاء، ونفذت اعتقالات طاولت ثلاثة فلسطينيين، منهم أب وابنه من عائلة خبيصة، والشاب أمجد بني شمسة، بعد تفجير أبواب منازلهم وتدمير محتوياتها، بحسب مصادر محلية في البلدة.