أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء اليوم الجمعة، مقتل اثنين، أحدهما مواطن سعودي والآخر مقيم من الجنسية اليمنية، جراء سقوط مقذوف على إحدى الورش الصناعية في صامطة بمنطقة جازان في السعودية، قبل أن يردّ بـ"عملية عسكرية فورية".
وبالإضافة إلى القتيلين، صرّح متحدث رسمي للمديرية العامة للدفاع المدني في السعودية بأن الدفاع المدني تلقى بلاغاً عن "سقوط مقذوف معادٍ" أطلقته عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية تجاه محافظة صامطة في منطقة جازان، وأنه نتجت عنه أيضاً إصابة 7 مدنيين، وهم 6 مواطنين سعوديين ومقيم من الجنسية البنغلادشية، بإصابات خفيفة ومتوسطة نتيجة تطاير الشظايا، فضلاً عن تضرر محلين تجاريين و12 مركبة بأضرار مادية إثر الشظايا المتطايرة.
وسبق ذلك هجوم مماثل قبل نحو ساعة، إذ أعلن التحالف سقوط مقذوف آخر في إحدى القرى الحدودية بنجران، مشيراً إلى أن القذيفتين انطلقتا من مدينة صعدة اليمنية.
وشن طيران التحالف "عملية عسكرية فورية" في مناطق عدة شمال العاصمة اليمنية صنعاء، فيما طاول القصف محافظات لأول مرة منذ عدة سنوات.
وأفادت مصادر عسكرية وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، بأن الغارات ركزت على محافظة صعدة، كما طاول القصف لأول مرة محافظة المحويت، حيث جرى استهداف مواقع ومخازن أسلحة، ومنصات إطلاق الصواريخ لدى الحوثيين؛ فضلاً عن استهداف قيادات حوثية، بحسب ما ترجح المصادر.
#عاجل#التحالف: سقوط مقذوف معادٍ على إحدى الورش الصناعية في صامطة بمنطقة جازان.#واس_عام pic.twitter.com/UCxzd5f4j5
— واس العام (@SPAregions) December 24, 2021
وأكدت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن قوات التحالف تمكنت من تدمير 4 مخازن للصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة في محافظة المحويت شمال غرب صنعاء، وتدمير التحالف كهفين جبليين لتخزين الصواريخ البالستية والأسلحة في محافظة صعدة.
وتأتي هذه الغارات ضمن العمليات العسكرية الجوية لطيران التحالف ضد الحوثيين، من خلال التركيز على قدرات وقيادات الحوثيين، بالتزامن مع تصريحات الخارجية الأميركية التي اتهمت الحوثيين وخلفهم إيران باستخدام أسلحة سامّة في محافظة مأرب، مؤكدة أن استمرار إيران في دعم الحوثيين "يطيل من أمد الحرب".
دور أميركي؟
ويجمع كثيرون على أن هناك دوراً كبيراً للولايات المتحدة في تطور العمليات العسكرية الجوية لطيران التحالف ضد قدرات وقيادات الحوثيين، خصوصاً بعد أن تمكن التحالف من الحصول على خريطة مخازن سلاح الحوثيين وتحركات قياداتهم، مع إعطاء الضوء للتحالف بتوسيع عملياته ضدهم، وهو ما يفسر تصريحات الخارجية الأميركية الأخيرة ضد الحوثيين وإيران.
قتلى للحوثيين
وكانت قوات التحالف قد أعلنت، اليوم الجمعة، مقتل 243 حوثياً خلال الساعات الـ24 الماضية في محافظة مأرب وسط اليمن.
وقال التحالف، في بيان مقتضب نقلته وكالة "الأناضول"، إن قواته "نفذت 42 عملية استهداف ضد مليشيا الحوثي في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية"، مضيفاً أن "هذه الاستهدافات أدت إلى تدمير 20 آلية عسكرية ومقتل أكثر من 243 عنصراً حوثياً"، من دون تفاصيل أخرى.
ومنذ فبراير/ شباط الماضي، ضاعف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، لكونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.
تظاهرة بشبوة
من جهة أخرى، تظاهر آلاف اليمنيين، اليوم الجمعة، دعماً لمحافظ شبوة محمد صالح بن عديو، فيما اتهم مسؤول حكومي التحالف بقيادة السعودية بالسعي لإقالة المحافظ، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وردد المتظاهرون هتافات أبرزها: "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، كذلك رفعوا شعارات طالبت الرئيس عبد ربه منصور هادي بالامتناع عن تغيير محافظ المدينة.
من جانبه، اتهم مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني، عبر "تويتر"، التحالف بالضغط لإقالة محافظ شبوة، معتبراً ذلك "عملية عدوانية ضد الشعب ومصالح الناس".
وأضاف: "لا يوجد تفسير لهذا السلوك سوى أن التحالف يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع كل ما يمثله بن عديو من مصالح عامة"، من دون توضيح أكثر.
وأواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، عيّن الرئيس اليمني بن عديو محافظاً لشبوة، وهو أحد القادة اليمنيين المناوئين للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتقع شبوة ضمن ما تعرف بالمحافظات الجنوبية، وتعد واحدة من أهم محافظات اليمن، لكونها غنية بالنفط.