قتيلان جراء استهداف الحوثيين سفينة أميركية وواشنطن تتوعد

قتيلان جراء استهداف الحوثيين سفينة أميركية وواشنطن تتوعد

06 مارس 2024
السفينة تلقت نداءات عبر موجات لاسلكية عالية التردد لمدة 30 دقيقة (Getty)
+ الخط -

أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، مساء الأربعاء، استهداف سفينة أميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية، "ما أدى إلى نشوب حريق فيها"، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن السفارة البريطانية في اليمن قولها إن بحارين اثنين على الأقل قُتلا جراء الهجوم.

وأفاد المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع على "إكس"، بـ"استهداف سفينة (TRUE CONFIDENCE) الأميركية في خليج عدن، وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة، ما أدى إلى نشوب الحريق فيها".

وقال سريع إن العملية جاءت بعد رفض طاقم السفينة الرسائل التحذيرية، مجدداً الدعوة للسفن كافة "بالتجاوب مع النداءات، وسرعة مغادرة السفن المستهدفة بعد الإصابة الأولى".

وأضاف أن "القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تنفيذ واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم وأن عملياتها في البحرين الأحمر والعربي لن تتوقف إلا عند توقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة".

وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، بأنها تلقت بلاغاً عن "انفجار" قرب سفينة شحن ترفع علم بربادوس ومملوكة أميركياً على بُعد 57 ميلاً بحرياً إلى جنوب غرب عدن في اليمن، يأتي ذلك فيما أصدرت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف شركتين وسفينتين قالت وزارة الخزانة إنها جميعاً سهّلت شحن السلع الأولية بالنيابة عن شبكة لإحدى جهات التسهيلات المالية لجماعة الحوثي.

وذكرت "أمبري" أن كياناً يقول إنه "البحرية اليمنية" خاطب سفينة مملوكة لجهة أميركية وترفع علم بربادوس وأمرها بتغيير مسارها.

وقالت "أمبري" إن "سفينة قريبة أبلغت عن انفجار بقرب ناقلة البضائع المملوكة للولايات المتحدة والتي ترفع علم بربادوس"، محذرة السفن التجارية الأخرى بالابتعاد عنها.

وأضافت: "لاحظت أمبري سفينة عسكرية تابعة للبحرية الهندية تنجرف بالقرب من آخر موقع محدد للسفينة المتضررة (...) وأفادت تقارير أخرى بأن عمليات الإنقاذ جارية"، موضحة أنه نُقل بعض أفراد الطاقم في قوارب نجاة.

من جانبه، قال مالك ومشغل السفينة ترو كونفيدنس إن صاروخاً أصاب السفينة، وإن حريقاً ما زال مشتعلاً على متنها.

بدوره، قال مصدر ملاحي إن ثلاثة أفراد من طاقم السفينة فُقدوا وإن أربعة آخرين أُصيبوا بحروق خطيرة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن السفينة قد هُجرت على ما يبدو.

وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد قالت، اليوم الأربعاء، إنها تلقت بلاغاً عن اعتراض سفينة تجارية غرب مدينة عدن اليمنية عبر أجهزة اتصالات لاسلكية من قبل جهة تصف نفسها بأنها البحرية اليمنية وتأمرها بتغيير مسارها.

وأضافت أنّ السفينة تلقت نداءات عبر موجات لاسلكية عالية التردد لمدة 30 دقيقة تقريباً في أثناء إبحارها على بعد حوالى 50 ميلاً بحرياً (93 كيلومتراً)، جنوب غرب مدينة عدن اليمنية.

واشنطن تتوعد الحوثيين

وفي أعقاب الهجوم، توعّدت الولايات المتحدة "محاسبة" الحوثيين على الضربة. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته".

وأضاف ميلر إن هجمات الحوثيين على السفن "لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عددا منهم".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان الهجوم الأخير يكشف فشل الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين، قال ميلر "لطالما أوضحنا بأن هذه ستكون عملية طويلة الأمد، لردع هجمات الحوثيين وإضعاف قدرتهم على تنفيذها".

كما لفت إلى أن الولايات المتحدة تشجّع بلدانا أخرى على توضيح للحوثيين أن "هذه الهجمات غير مسؤولة".

واشنطن تستهدف إيرادات الحوثيين بعقوبات جديدة

في غضون ذلك، أصدرت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، عقوبات تستهدف شركتين وسفينتين قالت وزارة الخزانة إنها جميعاً سهّلت شحن السلع الأولية بالنيابة عن شبكة لإحدى جهات التسهيلات المالية لجماعة الحوثي.

وذكرت الخزانة في بيان أن التحرك يستهدف شركتين مالكتين لسفن، مقراهما في هونغ كونغ وفي جزر مارشال، وسفينتين أخريين، لدورها جميعاً في شحن سلع أولية بالنيابة عن مموّل يعمل انطلاقاً من إيران يدعى سعيد الجمال.

وأضافت الوزارة أن الإيرادات من بيع السلع الأولية تدعم الحوثيين وهجماتهم على حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتشنّ جماعة الحوثيين اليمنية هجمات على السفن في منطقة البحر الأحمر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني تضامناً مع الفلسطينيين، ورداً على الحرب الإسرائيلية الوحشية المستمرة على قطاع غزة.

وقالت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، يوم الثلاثاء، إنها نفذت "عملية نوعية" هاجمت خلالها مدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.

من جانبها، ذكرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن القوات الأميركية أسقطت صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن وثلاث طائرات مسيَّرة ملغومة انطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون باتجاه السفينة الأميركية "كارني" في البحر الأحمر.

وأضافت القيادة المركزية في بيان أن القوات الأميركية دمرت في وقت لاحق ثلاثة صواريخ مضادة للسفن وثلاثة زوارق مسيَّرة في إطار "الدفاع عن النفس".

وأجبرت الهجمات شبه اليومية الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى كلفة حول أفريقيا، وأذكت المخاوف من أن تؤدي الحرب على غزة إلى زعزعة استقرار المنطقة. ورداً على تلك الهجمات، قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا أهدافاً للحوثيين.

ويمتد نطاق المياه الإقليمية المتأثر بقرار الحوثيين إلى منتصف الطريق إلى مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 20 كيلومتراً، وهو المدخل للبحر الأحمر الذي تمرّ عبره نحو 15% من حركة الشحن العالمية ذهاباً وإياباً من قناة السويس.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون