قتل 9 أشخاص، بينهم امرأة، وجرح 11 آخرون، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مدينة حمص، وسط سورية، ليل الثلاثاء- الأربعاء، إثر دمار مبنى في شارع الحمرا القريب من مقر فرع أمن الدولة التابع للنظام السوري بشكل كامل، وتعرض محيطه لشظايا، وسط أنباء عن مقتل شخصين مجهولي الهوية كانا في المبنى.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، مقتل تسعة مدنيين على الأقل، بينهم امرأة وابنها، في شارع الحمرا من جراء دمار المبنى والشظايا الناجمة عن القصف، فيما أصيب 11 آخرون، مضيفة أن المبنى أصيب بصاروخ شديد الانفجار أدى إلى انهياره فوق ساكنيه بالكامل.
ونقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري عن مدير الخدمات الفنية أحمد حبيب قوله إن "مرأب المديرية دُمر بالكامل وخرج عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدفه بعد منتصف ليل أمس، وتقوم اللجان المختصة حالياً بتقدير القيمة الإجمالية للأضرار".
من جانبه، ذكر المكتب الصحافي التابع لمحافظة حمص أن فرق الدفاع المدني "مستمرة بعملها في رفع الأنقاض وأعمال الإنقاذ".
وفي وقت سابق، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "قُتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة مدنيين، هم امرأة وطفل ورجل، وأُصيب سبعة آخرون بجروح نتيجة قصف إسرائيلي على مبنى بحيّ الحمرا في مدينة حمص".
وطاول القصف أيضاً مواقع بالقرب من مصفاة حمص، شمال غربي المدينة، ومواقع في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الخاضع فعليا لسيطرة "حزب الله" اللبناني.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن البناء المستهدف يقع على بعد 400 متر فقط من مقر فرع أمن الدولة التابع للنظام السوري، أحد أكبر الفروع الأمنية في المدينة، تليه مجموعة من المنشآت العسكرية الأخرى في شمال غربي المدينة، على رأسها الكلية الحربية، التي شهدت قصفاً مجهولاً في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام، ومدنيين كانوا يحضرون حفل تخريج مجموعة من الضباط".
وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن المنطقة شهدت استنفاراً كاملاً لكافة الفروع الأمنية المحيطة بها، وتتبع للأمن السياسي والأمن العسكري وأمن الدولة، وقوات النظام المتمركزة في مبنى حزب البعث، وحضر محافظ النظام في المدينة إلى مكان المبنى المنهار، وحال الاستنفار الأمني دون التأكد من وجود أشخاص أجانب في المبنى المقصوف.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، قال الدفاع المدني التابع للنظام السوري، في بيان له، إنه "لا يزال يعمل على إزالة أنقاض المبنى المدمر الذي خلفه القصف الإسرائيلي في شارع الحمرا بمدينة حمص"، مشيراً إلى وقوع ضحايا مدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "هناك قتيلين آخرين في المبنى من جنسية غير سورية، يرجح أنهما من المستشارين الإيرانيين أو المرتبطين بالمليشيات الإيرانية في سورية".
وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن أبرز المليشيات المرتبطة بإيران في تلك المنطقة هي "مليشيا الرضوان، التي تتمركز بشكل رئيسي في شمال غربي المدينة في قرية المزرعة ومحيطها، وكان لها الدور البارز في حصار حي الوعر سابقاً".
من جهتها، قالت وزارة دفاع النظام السوري، في بيان، إنّ "العدوّ الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً من اتجاه شمال طرابلس (في شمال لبنان)، مستهدفاً عدداً من النقاط في مدينة حمص وريفها، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوّي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، وأسفر العدوان عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين".
وبثّ التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر عناصر إغاثة يبحثون بين أنقاض ما يبدو أنّه مبنى منهار ويخلون شخصاً على نقّالة.
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد أفاد في وقت سابق بأنّ "عدواناً صهيونياً يستهدف بعض المناطق في حمص وريفها".
حمص هلق pic.twitter.com/ndqtioY8k8
— Gabriel | ܓܒܪܐܝܠ | غابرييل 𖤍 (@ThisTweet212) February 6, 2024
وقالت وسائل إعلام النظام السوري إنّ "عدواناً إسرائيلياً استهدف المنطقة الوسطى"، مؤكدةً أن "الدفاعات الجوية السورية أسقطت عدداً من الصواريخ الإسرائيلية، بينما سقطت أخرى بريف القصير، جنوب غربي محافظة حمص، متسببة باندلاع نيران في المنطقة".
وبحسب وسائل إعلام النظام، فإن "عدة شظايا من الصواريخ المنفجرة سقطت بمزارع الوعر وشرق دوار تدمر مخلفة حرائق دون تسجيل أي إصابات"، فيما أشارت وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن شظايا تساقطت على بعض الأحياء في حمص، نتيجة انفجار صواريخ الدفاعات الجوية التابعة للنظام، دون تحقيق أهدافها.
وأوضحت وكالة "أثر برس" الموالية للنظام أن "العدوان الإسرائيلي استهدف مرأب مديرية الخدمات الفنية، جنوبي مدينة حمص، وتعمل فرق الإطفاء على إخماد الحريق الناجم عنه".
وأشارت المصادر إلى أن "الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع عسكرية للمليشيات الإيرانية داخل مدينة حمص، وفي منطقة الأوراس، وريف مدينة القصير، غربي محافظة حمص، دون معرفة حجم الخسائر الناجمة عن الاستهداف حتى لحظة إعداد هذا الخبر"، مبينةً أن "أحد صواريخ الدفاعات الجوية التي أطلقتها قوات النظام سقط في شارع الحمرا، وسط مدينة حمص، ما تسبب بأضرار جسيمة في أحد المباني السكنية".
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد استهدف، يوم الجمعة الفائت، موقعاً عسكرياً تُسيطر عليه المليشيات الإيرانية في محيط السيدة زينب، جنوبي العاصمة دمشق، سبقه مقتل 4 أشخاص، بينهم مستشار لدى الحرس الثوري الإيراني وآخر من جنسية عراقية، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت 3 مبان تستولي عليها المليشيات الإيرانية في المنطقة الممتدة بين السيدة زينب وبلدة عقربا في ريف دمشق الجنوبي الشرقي.
وقُتل مسؤول الاستخبارات بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد الحاج صادق"، في 20 يناير/ كانون الثاني الفائت، إلى جانب نائبه، ومستشارين آخرين في الحرس الثوري الإيراني، جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى مؤلفاً من 4 طوابق في منطقة المزة في الطرف الغربي من العاصمة السورية دمشق، سبقها في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2023، تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مزرعة تسيطر عليها مليشيات موالية لإيران في محيط بلدة السيدة زينب بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضا موسوي، المُقرب من قاسم سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس".