قتلى وجرحى بقصف لروسيا وقوات النظام استهدف مخفراً للشرطة ومرفقاً مدنياً في سرمدا شمالي سورية
قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرة آخرين، اليوم السبت، بقصف لقوات النظام والقوات الروسية المتحالفة معه استهدف مدينة سرمدا الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية.
وقال الناشط الإعلامي سعد زيدان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام والقوات الروسية استهدفت بقذائف من نوع "كراسنبول" الموجهة بالليزر، مخفر الشرطة التابع للمعارضة ومبنى النفوس في مدينة سرمدا، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، وجرح نحو 12 آخرين.
وأضاف أنّ القصف تواصل واستهدف طريق إدلب باب الهوى، ومصدره تجمع قوات النظام والجيش الروسي في قرية الشيخ علي، مشيراً إلى أنّ المنطقة تشهد تحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع الروسي.
وذكرت مصادر أخرى، أنّ قائد مخفر شرطة سرمدا، المعتز بالله سليمان، قتل خلال القصف الذي طاول البلدة المحاذية للحدود السورية التركية، والتي تشهد كثافة سكانية. وتسبب القصف أيضاً في اندلاع حريق ضخم في أحد المعامل الصناعية بالمدينة.
من جانبه، ذكر "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، أنّ 4 أشخاص قتلوا، وجرح نحو 13 آخرين، بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف مرافق حيوية وخدمية على الطريق الواصل بين باب الهوى وسرمدا بريف إدلب الشمالي.
وتعتبر سرمدا التي تقع على الحدود السورية التركية بالقرب من معبر باب الهوى، منطقة لتجمع النازحين السوريين، وتؤوي فيها مئات آلاف المدنيين الفارين من الهجمات العسكرية.
في السياق ذاته، قصفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية مناطق في دير سنبل والبارة وفليفل والفطيرة بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، ومناطق أخرى في محاور التماس بريف حلب الغربي.
وتسبب القصف بتضرر أكثر من عشر منازل في بلدتي البارة وكنصفرة، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية بين المدنيين أو العسكريين، في حين ردت القوات التركية بقصف مواقع لقوات النظام السوري في كل من معرة النعمان وكفروما بالريف الجنوبي لإدلب، وفق مصادر محلية.
وحذّر "فريق منسقو استجابة سورية" من عودة العمليات العسكرية إلى منطقة إدلب، وزيادة معاناة المدنيين، بسبب استمرار القصف المدفعي لقوات النظام وروسيا على المنطقة المأهولة بالسكان.
ونبّه الفريق، في بيان له، إلى أنَّ المنطقة "غير قادرة على استيعاب أي حركة نزوح جديدة إلى المخيمات، خاصةً في ظل الخسائر والأضرار الكبيرة في المخيمات خلال الفترة السابقة".
وأكد أنّ قصف سرمدا يعتبر خرقاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية الموقّع في 5 مارس/آذار 2020 بين تركيا وروسيا، مضيفاً أنه وثّق أكثر من 197 خرقاً للاتفاق منذ مطلع الشهر الجاري بمساهمة روسية واضحة.
واعتبر الفريق، في بيانه، قصف سرمدا "مؤشراً خطيراً لعمليات التصعيد"، كونها إحدى أكثر المناطق المكتظة بالمدنيين عموماً والمخيمات بشكل خاص، إضافة إلى المباني والمستودعات الرئيسية للمنظمات الإنسانية، كونها المنطقة الأقرب لمعبر باب الهوى الحدودي، والذي يعمل على إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وفق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، ما تسبب في حالة خوف كبيرة لدى النازحين من عودة نزوحهم في حال تكرار استهداف المنطقة من جديد.
وفي السياق ذاته، أفاد الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش، "العربي الجديد"، بأنّ بلدات وقرى جنوب إدلب باتت تشهد حركة نزوح واضحة خلال الأيام الأخيرة، بسبب تواصل التصعيد من جهة، والحديث المتزايد عن عملية عسكرية وشيكة لقوات النظام في المنطقة.
ويأتي التصعيد من قبل قوات النظام وروسيا عقب ساعات قليلة من مقتل جنديين تركيين عند مفرق بلدة كفريا بريف إدلب الشمالي في تفجير تبنت مسؤوليته مجموعة تطلق على نفسها "سرية أنصار أبو بكر الصديق".
كما يتزامن التصعيد مع حديث عن عملية عسكرية وشيكة للجيش التركي في ريف حلب الشمالي ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الأمر الذي ربطه مراقبون بإمكانية شن النظام وروسيا هجوما للسيطرة على مناطق إضافية في ريف إدلب.
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية من قوات المعارضة، "العربي الجديد"، بأنّ تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري وصلت إلى جبهات إدلب، ليلة أمس الجمعة، استقرت في مدينتي معرة النعمان وسراقب جنوبي وشرقي إدلب. وأوضحت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أنّ التعزيزات ضمت دبابات وراجمات صواريخ وناقلات جند، بالإضافة لمئات العناصر.
مقتل ثلاثة أطفال بانفجار لغم أرضي في السويداء
في تطور آخر، قتل ثلاثة أطفال وأصيب آخرون بجروح خطيرة، اليوم السبت، جراء انفجار في قرية الساقية بريف محافظة السويداء جنوبي سورية.
وذكر موقع "السويداء 24" أنّ جسماً من مخلفات الحرب، انفجر في مجموعة أطفال كانوا يلعبون داخل قرية الساقية، ما أدى إلى وفاة ثلاثة منهم، وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، موضحاً أنّ الضحايا طفلان شقيقان، وطفلة واحدة، كما أنّ الأطفال الجرحى من العائلة نفسها.
وتقع القرية التي وقع فيها الانفجار أقصى ريف السويداء الشمالي الشرقي، على مشارف البادية، وقد وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي لعدة سنوات، وهجّر التنظيم المتطرف سكانها، قبل أن تعود قوات النظام السوري وتسيطر على المنطقة عام 2017، وتتخذ منها مقرات عسكرية.
ولاحقاً سمح النظام السوري لبعض المهجرين من قرية الساقية، والقرى المجاورة لها، بالعودة إلى قراهم، التي تعاني من نقص شديد في الخدمات، وسط مطالبات متكررة من الأهالي بتحسين الواقع الخدمي، وضرورة إجراء عمليات تمشيط متكررة من وحدات الهندسة لإزالة مخلفات الحرب، وحماية أرواح المدنيين.