قتل أربعة أشخاص وجرح ثمانية آخرون، على الأقل، صباح اليوم الأربعاء، بانفجار مجهول في حي الحميدية الخاضع للنظام السوري بمدينة دير الزور شرقاً، فيما قتل وجرح عناصر من قوات النظام، مساء أمس الثلاثاء، بعمليات قنص وقصف نفذتها "هيئة تحرير الشام" في ريفي حلب وإدلب شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر محلية فضّلت عدم الإفصاح هويتها لدواع أمنية، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إنّ انفجاراً وقع في مبنى تعرّض سابقاً لقصف من قوات النظام في حي الحميدية بمدينة دير الزور، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى كانوا في المبنى ومحيطه، دون أن تتبين هوية الأشخاص الذين قتلوا حتى الآن بسبب الطوق الأمني المفروض على المنطقة التي تعرضت للانفجار.
وأضافت المصادر أنّ الانفجار نجم غالباً عن مقذوف غير منفجر من مخلفات القصف السابق للمنطقة من قبل قوات النظام السوري، فيما لا يزال من غير الواضح سبب تواجد هؤلاء في المبنى. ونفت المصادر وجود قصف جوي على المنطقة، مؤكدة أنه لا يوجد موقع عسكري واضح هناك.
من جانبه، قال راديو "شام إف إم" المقرّب من النظام السوري، إنّ ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح سبعة آخرون، في حصيلة أولية جراء انفجار جسم غريب من مخلفات التنظيمات المسلحة، في بناء آيل للسقوط في حي الحميدية ضمن مدينة دير الزور. وقال التلفزيون الرسمي أيضاً إنّ الانفجار المجهول حدث في بناء مهجور آيل للسقوط، وأدى إلى مقتل 3 مدنيين.
في المقابل، قالت مصادر إعلامية معارضة إنّ قصفاً من طائرة مجهولة طاول الموقع القريب من مبنى العيادات الصحية في الحي الذي تشرف عليه المليشيات الإيرانية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ الانفجار وقع بالقرب من معمل للأسلحة في منطقة المستشفى الإيراني (مستشفى الكوليرا) بحي الحميدية الذي تسيطر عليه المليشيات الإيرانية والنظام السوري، مشيراً إلى أنّ المليشيات فرضت طوقاً أمنياً حول الموقع، تزامناً مع سماع أصوات سيارات الإسعاف في الموقع.
وأضاف أنّ الانفجار وقع نتيجة استهداف مجهول لمبنى للمليشيات الإيرانية، مشيراً إلى أنّ الانفجار تزامن مع تحليق طائرات مسيرة فوق المنطقة، وأسفر الانفجار عن مقتل 4 أشخاص لم يعرف إذا كانوا مقاتلين، وإصابة 8 آخرين بينهم سائق سيارة شحن محملة بالأنابيب، كانت مركونة قرب المبنى.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "قتل أربعة أشخاص وأصيب ثمانية في استهداف مسيرة قرب معمل للأسلحة للفصائل الموالية لإيران وبالقرب من شاحنة محملة بالسلاح".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2017 سيطرت المليشيات الإيرانية والنظام السوري على حي الحميدية بشكل كامل بعد معارك مع تنظيم "داعش" تخللها قصف جوي عنيف أدى لمقتل وجرح العشرات ودمار جزء من أبنية الحي بشكل كامل أو جزئي.
وتعرضت المليشيات المدعومة من إيران في سورية سابقاً لقصف جوي مجهول في مواقع متفرقة من محافظة دير الزور وخاصة في محيط مدينة البوكمال قرب الحدود السورية العراقية.
قتلى من قوات النظام السوري شمال غربي البلاد
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية مقربة من "هيئة تحرير الشام"، إنّ الأخيرة نفذت، أمس الثلاثاء، ثلاث عمليات قنص في محور سراقب شرقي إدلب، أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري.
وأضافت المصادر مفضلة عدم ذكر اسمها لأنها غير مخولة بالتصريح خلال حديث مع "العربي الجديد"، إنّ الهيئة قتلت وجرحت عناصر من النظام أيضاً باستهداف موقع لهم بصاروخ على محور الفوج 46 في ريف حلب الغربي.
وفي السياق ذاته، انتشرت مقاطع فيديو تشير إلى مقتل 4 من عناصر قوات النظام وجرح آخرين، جراء استهداف مباشر لمبنى يتحصنون فيه على جبهة الأتارب غرب حلب، بقذائف هاون من قِبل "هيئة تحرير الشام".
من جانبها، قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، محيط قرية كفر تعال موقعة أضرارا مادية. وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إنّ المدنيين في المنطقة يتخوفون من ازدياد حدة التصعيد خاصة باتجاه المناطق المنكوبة من الزلزال المدمر.
وكانت قوات النظام السوري قد جددت، ظهر أمس، قصفها المدفعي والصاروخي على محيط قرية معارة النعسان ومحيط قرية معارة عليا بريف إدلب الشمالي الشرقي، كما طاول القصف محيط تلة كبانة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.