قاعدة "باغرام" خالية من الجنود الأميركيين... الأكبر والأخطر في أفغانستان

02 يوليو 2021
انسحبت القوات الأميركية بالكامل من قاعدة باغرام (Getty)
+ الخط -

انسحبت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالكامل، فجر اليوم الجمعة، من قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة جوية للقوات الدولية في أفغانستان، بعد تحضيرات استمرت لأسابيع.
وتوصف هذه القاعدة الجوية بأنها أكبر منشأة عسكرية استخدمتها القوات الأميركية وقوات "الناتو" في أفغانستان، وأنها الأخطر، إذ إنها مركز الحرب الأميركية على حركة "طالبان" منذ عام 2001، وتعرضت على مدى عقدين من الزمن إلى هجمات عنيفة.
وتقع قاعدة باغرام الجوية، التي تعد من أكبر القواعد الأميركية في أفغانستان، شمالي كابول بجوار مدينة باغرام القديمة.
وتبعد القاعدة 11 كيلومتراً من مدينة تشاريكار عاصمة إقليم بروان الواقع شمالي كابول، كما تقع على امتداد الطريق الرئيسي بين العاصمة والأقاليم الشمالية. ولقاعدة باغرام الجوية مدرج واحد قادر على التعامل مع جميع أنواع الطائرات العسكرية الكبيرة والصغيرة. 

 

ويبلغ طول مدرج القاعدة القديم الذي تم إيقاف تشغيله الآن 3003 أمتار، بينما يبلغ طول المدرج الجديد، والذي تم بناؤه واستكماله من قبل الولايات المتحدة الأميركية في أواخر عام 2006، 3602 متر.
وثمة عدد من حظائر الطائرات الكبيرة داخل القاعدة، وبرج المراقبة والمباني السكنية، كما أن هناك خمس مناطق مختلفة داخل القاعدة لانتشار الطائرات. وكان يتمركز فيها عشرات الآلاف من العسكريين في ذروة العمليات العسكرية الأمريكية في هذا البلد.
ودمرت القوات الأميركية بعد دخولها إلى أفغانستان، عام 2001، المباني القديمة التي أسستها القوات السوفييتية عند احتلالها البلاد، وقامت بإرساء مبانٍ جديدة فيها.
ويقع مطار حامد كرزاي الدولي وسط كابول جنوب قاعدة باغرام وعلى بعد 40 كيلومتراً (25 ميلاً تقريباً)، ويربط بين قاعدة باغرام ومطار كرزاي الدولي طريقان منفصلان.
كذلك يقع سجن باغرام أيضاً إلى جانب قاعدة باغرام الجوية، وكان الصليب الأحمر قد انتقد مراراً تعامل القوات الدولية مع السجناء. وفي أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012 سلم السجن رسمياً إلى السلطات الأفغانية.
وكانت قضية سجن باغرام من القضايا الخلافية بين حكومة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي والولايات المتحدة الأميركية، إذ اشترطت كابول لتوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية تسليم سجن باغرام.

وبعد تسليم السجن إلى السلطات الأفغانية في عام 2012 تم إطلاق سراح أعداد كبيرة من سجناء، بينهم عناصر "طالبان"، لا سيما بعد توافق الدوحة.
وإذ شكل وجود القوات الأميركية والدولية داخل قاعدة باغرام خطراً على أمن المنطقة وسكانها، إلا أنه في المقابل كان سبباً في خلق فرص العمل لسكان المنطقة.
وكانت قاعدة باغرام تتعرّض على مدى العقدين الماضيين لعمليات انتحارية تارة وللهجمات بالصواريخ تارة أخرى، حتى إبرام التوافق بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة الأميركية، في الدوحة، العام الماضي.
ولم تتعرض القاعدة بعد توافق الدوحة لهجمات ضخمة باستثناء بعد الهجمات بالصواريخ والتي تبناها تنظيم "داعش".