قادة مجموعة العشرين يجتمعون في روما: تحديات المناخ والاقتصاد واللقاحات

30 أكتوبر 2021
دراغي دعا إلى التزام مجموعة العشرين بحصر الاحترار المناخي بـدرجة 1.5 مئوية (Getty)
+ الخط -

يناقش قادة دول مجموعة العشرين الذين يجتمعون اعتباراً من السبت في روما مسائل تراوح بين مكافحة وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد العالمي، وخصوصاً مسائل المناخ، لكن لا يعرف إن كانوا سيتمكنون من توجيه رسالة إيجابية قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف "كوب 26" في غلاسكو.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة في روما أنه "لا يزال الطريق أمامنا طويلاً على صعيد كل أهدافنا المناخية، وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن".

وسبق لغوتيريس أن دق ناقوس الخطر مرات عدة، محذراً من "كارثة مناخية" في المستقبل، ومشدداً على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة. وأكد أنه "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك".

وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما، إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة.

وكان رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي قد دعا، في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إلى "التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية" وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية، قائلاً: "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب 26. جلّ ما يمكننا أن نأمل به، إبطاء ارتفاع الحرارة".

جونسون يجدد على "القدرة على التخلي عن الفحم"

وجدد جونسون تأكيد "القدرة على التخلي عن الفحم" خلال اتصال هاتفي الجمعة مع الزعيم الصيني شي جينبيغ الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضورياً في قمة مجموعة العشرين، بل عبر تقنية الفيديو.

وأبدت بكين بعض المرونة في موقفها، واعدة في سبتمبر أيلول بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج، إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد كثيراً على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جداً من ثاني أوكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية، في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.

كذلك حثّ جونسون يوم الجمعة زعماء العالم على ضرورة تصعيد تصديهم لتغير المناخ، قائلاً إنّ الحضارة العالمية يمكن أن تنهار بذات سرعة انهيار الإمبراطورية الرومانية القديمة، ما لم يُفعَل المزيد.

وقال جونسون إنّ الأجيال القادمة تخاطر بالجوع والصراع والهجرة الجماعية إذا لم يُحرَز تقدم في معالجة تغير المناخ. وتابع للصحافيين في أثناء توجهه إلى روما لحضور قمة مجموعة العشرين، قائلاً: "لا شك على الإطلاق في أن هذا واقع علينا مواجهته". وحذر من أنّ الظروف المعيشية يمكن أن تتدهور بسرعة دون تغيير جماعي للمسار، وتابع: "لقد رأيتم ذلك مع تراجع الإمبراطورية الرومانية وسقوطها، ويؤسفني أن أقول إن هذا ينطبق على ما يحدث اليوم".

وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلباً في وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما يومي السبت والأحد التي ستتناول أيضاً دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كورونا.

ويتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه، بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يُقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات متعددة الجنسيات.

وبات التحدي يتمثل بتطبيق هذه الآلية في كل بلد، ما يخفف من إمكان حصول تجنب ضريبي من قبل الشركات العالمية، على أن تؤمن 150 مليار يورو من الإيرادات الإضافية، والهدف الموضوع لبدء فرض هذه الضريبة محدد في عام 2023.

ناشطون يتظاهرون في روما بالتزامن مع اجتماع قادة مجموعة العشرين

ومن المقرر تنظيم تظاهرات عدة السبت في روما دعت إليها نقابات واليسار المتطرف ومنظمات بيئية مع توقع مشاركة آلاف الأشخاص. وقد حشد أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي، وستحلّق مروحيات وطائرات مسيَّرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية، فيما تم "تحصين" الحيّ الذي تعقد فيه القمة.

وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضورياً للمرة الأولى منذ بدء الجائحة لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة.

لقاءات ثنائية بين زعماء العالم على هامش قمة العشرين

ويجتمع السبت الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانول ماكرون، فضلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للاتفاق على معاودة المفاوضات مع إيران.

ويلتقي إيمانويل ماكرون الذي كرّس الجمعة المصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات، الأحد بوريس جونسون على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن صيد الأسماك، إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

ويأمل الرئيس الارجنتيني ألبرتو فرنانديز، من جهته، البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا. 

وتتوجه كندا وهولندا إلى قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف "كوب 26" باستراتيجية مشتركة تستهدف الضغط على الدول من أجل تكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ، حسب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في لاهاي الجمعة.

والتقى ترودو في لاهاي نظيره الهولندي مارك روته، قبل قمة مجموعة العشرين في روما. وقال ترودو، في مؤتمر صحافي: "لقد كان لقاء بين أصدقاء يتشاركون الأفكار نفسها".

وأضاف أن الاجتماع "أتاح لنا وضع استراتيجية تتعلق بكيفية استمرارنا في ممارسة الضغط لضمان أن العالم يكثف (جهوده) في مواجهة هذه التحديات الهائلة".

وتابع ترودو: "نحن نعمل مع حلفاء يتشاركون أفكارنا، بينهم ألمانيا ودول أخرى، لضمان أن يفي العالم في سرعة كبيرة بالتزامه (تخصيص) 100 مليار دولار" لمساعدة البلدان النامية في مكافحة التغير المناخي. وكان مفترضاً أن يتحقق هذا الهدف السنة المنصرمة. وأصبح عجز الدول الغنية عن تحقيقه نقطة شائكة وحرجة. 

وتابع روته: "أنا متفائل جداً. فِرقنا تعمل الليلة وغداً" على المساهمة التي ستُقدّمها كندا وهولندا في اتجاه الدفع نحو نجاح مؤتمر المناخ. وأكد أنه "لا يزال ممكناً تحقيق نتيجة جيدة. لكن إذا لم نعمل بجد سنواجه مشاكل".

(فرانس برس)

المساهمون