أكد قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، وجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سورية، مشيراً إلى مقتل الآلاف منهم، في السنوات الماضية، خلال قتالهم إلى جانب قواته، لكنه رفض أن يكون للحزب دور في إدارة شؤون شمالي شرق سورية.
في غضون ذلك، يزور وفد برلماني بلجيكي منطقة شمالي شرق سورية، حيث أجرى مباحثات هناك مع مسؤولي الإدارة الكردية، وفي مقدمتهم رئيس الهيئة التنفيذية في "مجلس سورية الديمقراطية" إلهام أحمد، التي أبلغت الوفد الزائر أن الإدارة الذاتية تسعى لتقديم نموذج مصغر عن طريقة حكم سورية كاملة.
وقال عبدي، في مقابلة مع قناة "روناهي" الكردية، أمس الجمعة، إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني "حاربوا إلى جانبنا لسنوات، وقد فقدوا 4 آلاف مقاتل. وكانوا بجانبنا حتى النهاية، قبل ظهور "داعش"، وحاربوا جبهة النصرة والقاعدة وحموا شعب "روج آفا" (الجزيرة السورية)، ونحن لا يمكننا إلّا أن نثني على الجهود التي قدمها حزب العمال الكردستاني".
وأضاف "إذا اندلعت حرب في المستقبل وتعرّضنا لهجوم من قبل أي قوة، سنطلب المساندة من القوى الكردية، وهذا أمر طبيعي للغاية، ولكن إدارة "روج آفا" موضوع آخر، البعض يخلط بين الموضوعين، نحن كقوى "روج آفا" نسعى لتطوير العلاقات مع القوى الكردية الأخرى، لأنّنا كرد وجميعاً بحاجة لبعضنا البعض".
وتأتي تصريحات عبدي في وقت راجت مؤشرات حول استعداد تركيا لبدء عملية عسكرية جديدة في مناطق شمالي غرب سورية تستهدف القضاء على وجود عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة، ومعه مليشيا "قسد" المتحالفة معه، كتنظيمين إرهابيين، إضافة إلى الضغوط الأميركية الرامية إلى إخراج الحزب من الأراضي السورية لتبديد مخاوف أنقرة بشكل نهائي.
وكان المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سورية جيمس جيفري طالب الشهر الماضي، حزب العمال الكردستاني، بمغادرة الأراضي السورية، مؤكداً أن بلاده تعتبر الحزب منظمة إرهابية، وتريده مغادرة سورية. ولفت إلى أن وجود الحزب في سورية هو سبب رئيس للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وتركيا.
وتعقد منذ أشهر مفاوضات برعاية أميركية تستهدف توحيد الصف الكردي وإخراج حزب العمال من الأراضي السورية، في مسعى لتقريب وجهات النظر مع تركيا التي ألمحت غير مرة إلى استعداد جيشها لبدء عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال عبدي إن "المحادثات لا تزال مستمرّة، لكن وفد المجلس الوطني الكردي ذهب إلى الخارج منذ مدة، وممثل الولايات المتحدة الذي كان يحضر المحادثات لم يكن حاضراً، لذا منحنا فاصلاً لتلك المحادثات".
ويرى مراقبون أن وجود "العمال الكردستاني" في سورية يعد عائقاً أساسيا أمام تقدم هذه المفاوضات، وسط معطيات عن تنسيق بين قيادة الحزب والنظام السوري، لعرقلة تلك المفاوضات.
من جهة أخرى، أجرى وفد برلماني بلجيكي مباحثات مع مسؤولين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية خلال زيارة هي الثانية هذا العام إلى مناطق سيطرة "قسد" في شمال وشرق سورية.
وعقب اللقاء، قال عضو البرلمان الاتحادي البلجيكي جورج دالماني إن المباحثات تناولت ما تبذله بلجيكا من جهود في مساعدة المنطقة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ومساهمتها المستمرة في التحالف الدولي والتي تشارك فيها عبر الجو.
وأضاف أنهم ناقشوا مع "الإدارة الذاتية" ما وصفه بـ"خطورة التهديدات التركية للمنطقة"، إضافة إلى كيفية تقديم المساعدة لضحايا الإرهاب، وملف عناصر "داعش" المعتقلين لدى قسد وخطورتهم، وكذلك عوائلهم الموجودين في المخيمات، وسبل العمل المشترك لحل هذا الملف".
من جهتها، قالت إلهام أحمد رئيسة "مجلس سورية الديمقراطية" إن "الإدارة الذاتية تسعى لتقديم نموذج مصغر عن سورية كاملة"، معتبرة أن "ما تم تحقيقه في شمال شرق سورية يتقدم على مفاوضات جنيف، لأن الحوار يتم مع سوريين وليس بين ممثلي أطراف خارجية"، حسب قولها.