قائد الجيش السوداني يتعهد بالقضاء على المتمردين وتشكيل حكومة حرب

24 اغسطس 2024
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بورتسودان 28 أغسطس 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **موقف البرهان من المفاوضات وتشكيل حكومة حرب:** رفض البرهان التفاوض مع قوات الدعم السريع إلا باسم الحكومة، وأعلن نيته تشكيل حكومة حرب مدنية من التكنوقراط، مع رفضه لمشاركة الإمارات في المفاوضات.

- **رفض المشاركة في محادثات سويسرا وتوسعة منبر جدة:** رفضت الحكومة السودانية المشاركة في محادثات سويسرا لوقف الحرب، وأكد البرهان رفضه لوجود الإمارات وسيطاً وتوسعة منبر جدة.

- **التوترات الإقليمية والممرات الإنسانية:** يرفض الجيش السوداني دور الإمارات في المفاوضات، بينما يرفض زعيم قوات الدعم السريع مشاركة مصر. وافق الطرفان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية بعد مباحثات في سويسرا.

أكد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، يوم السبت، أنه لن يدخل مفاوضات مع قوات الدعم السريع إلا باسم الحكومة، معلناً نيته تشكيل حكومة حرب ورافضاً في الوقت ذاته مشاركة الإمارات في المفاوضات.

وكانت الحكومة السودانية قد رفضت المشاركة بالمحادثات التي دعت الولايات المتحدة لإجرائها في سويسرا من أجل وقف الحرب في السودان والتي انطلقت في 14 أغسطس/آب الجاري بحضور ممثلين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والسعودية والإمارات، وفي حين شارك في الاجتماعات ممثلون عن قوات الدعم السريع غاب عنها مجلس السيادة السوداني برئاسة البرهان.

وأوضح البرهان في لقاء مع صحافيين سودانيين بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، السبت، أن أي مفاوضات ستكون باسم الشعب السوداني والحكومة وأنه لن يسمح "باختزال الحرب بين مليشيا الدعم السريع والقوات المسلحة"، مبيناً أن "حق السودانيين لن يضيع طالما هناك قوات مسلحة تدافع عنهم". 

وأشار البرهان إلى أن القائمين على مفاوضات جنيف "قدموا دعوة منقوصة لذلك رفضنا المشاركة فيها"، كما جدد رئيس مجلس السيادة رفض السودان وجود دولة الإمارات وسيطاً في المفاوضات بالإضافة لرفضه توسعة منبر جدة، الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، والذي توصل في مايو/أيار 2023 لوثيقتين وقع عليهما كل من الجيش والدعم السريع حول حماية المدنيين وتسهيل المساعدات الإنسانية. 

وسبق أن اشترطت الولايات المتحدة، مشاركة وفد باسم الجيش في المفاوضات وليس وفد باسم الحكومة التي لا تعترف بها واشنطن منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 عقب انقلاب عسكري قاده البرهان على حكومة مدنية شُكلت بعد الثورة السودانية التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير 2019. وأعلن البرهان، أنه خلال الفترة القادمة، سيتم تشكيل حكومة حرب مدنية من التكنوقراط تضطلع بإدارة العمل التنفيذي. 

وتوعد البرهان بعدم ايقاف الحرب إلا بعد الإنتهاء "من هذا التمرد الغاشم" مبيناً أن الشعب السوداني والقوات المسلحة والأجهزة النظامية قادرة على ذلك، مشيراً إلى أن "الشعب لن يسامح المتمردين والمرتزقة"، وأكد أنه "لا وجود لمليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان"، متهماً قوات الدعم السريع بإعاقة عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية متعهداً للسودانيين بقرب تحقيق الانتصار وعودة المواطنين إلى منازلهم ومناطقهم.

ويرفض الجيش السوداني بقيادة البرهان وجود دور لدولة الإمارات العربية المتحدة في مفاوضات حل النزاع، بدعوى دعمها وتمويلها قوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، بينما يرفض زعيم قوات الدعم السريع مشاركة مصر ضمن آلية مقترحة من جانب مجلس السيادة لحل النزاع، تتضمن مشاركة القاهرة مع دول جوار أخرى في مراقبة تنفيذ اتفاق جدة.

وقام رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، أمس الجمعة، بزيارة مفاجئة للسودان حيث التقى مع البرهان في مسعى لحثه على المشاركة في المفاوضات، وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد" حمل كامل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحث البرهان والمؤسسة العسكرية السودانية على المضي في المفاوضات.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد وافقا، الجمعة، على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام، وجاء ذلك في بيان ختامي صدر الجمعة بعد مباحثات في سويسرا، وأكدت دول الوساطة في البيان أنها استحصلت "على ضمانات من طرفي النزاع لتوفير نفاذ آمن ومن دون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول الى الشمال والغرب من بورتسودان". وشددت الدول على أن "الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما سلاحاً في الحرب".

واندلعت المعارك في السودان منتصف إبريل/ نيسان من عام 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. واتسع نطاق الحرب لتطاول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.