قائد "فيلق القدس" الإيراني: هزيمة أميركا في أفغانستان أكبر من فيتنام

07 سبتمبر 2021
إيران تولي اهتماماً خاصاً للوضع بأفغانستان (الأناضول)
+ الخط -

قال قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، اليوم الثلاثاء، خلال جلسة غير معلنة للبرلمان الإيراني لمناقشة آخر المستجدات في أفغانستان، إن "الهزيمة التي تكبدتها أميركا في أفغانستان كانت أهم وأكبر من هزيمتها في فيتنام"، بحسب ما نقل عنه النائب عن مدينة تبريز، شمال غربي إيران، أحمد علي رضا بيغي.
وأضاف قاآني وفق بيغي "ما يهمنا هو عدم الإضرار بأمن الجمهورية الإسلامية، وأميركا خططت لإحداث مواجهة بين إيران مع عالم أهل السنة، لكن الجمهورية الإسلامية يجب أن تعمل بطريقة تحفظ أمنها وتمنع أميركا من تحقيق أهدافها".
كما أكد قاآني أن إيران "تولي أهمية كبيرة لشيعة أفغانستان، وتسعى إلى ألا يكون الحل في أفغانستان عبر الحرب وإلى مشاركة جميع القوميات والطوائف في إدارة البلاد".
في غضون ذلك، أكد قاآني أن بلاده "على تواصل مع طالبان وترصد تطورات أفغانستان عن كثب وبدقة"، حسب ما نقل عنه المتحدث باسم المؤسسة التشريعية الإيرانية نظام الدين موسوي.
وأضاف موسوي، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية، أن هذه الجلسة ناقشت مواضيع متعددة حول أفغانستان، مشيرا إلى أن قاآني قدم "تحليلا جيدا" عن أوضاع هذا البلد الجار، لينقل عنه قوله إن "أجهزة السياسة الخارجية والأمن والدفاع الإيرانية لم تفاجأ بما حدث في أفغانستان"، قائلا إن هذه التطورات "استمرار لعشرين عاما من احتلالها".
وأضاف قاآني أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها الاستعداد الكامل لمواجهة حوادث وتطورات أفغانستان دبلوماسيا ودفاعيا"، قائلا "إننا نسعى إلى تحقيق مصالح الشعب الأفغاني والشعب الإيراني من هذه التطورات".

وقال إن "حركة طالبان كانت قد بدأت عملية السيطرة على المناطق المختلفة بعد أن ظهر ضعف الأميركيين في أفغانستان وبدأوا يواجهون المشاكل في إدارة الوضع"، مستحضراً عقد طهران جولة حوار بين "طالبان" والحكومة الأفغانية خلال يوليو/ تموز الماضي.
وتابع موسوي نقلا عن قاآني أن "هذه الجلسات حققت نتائج جيدة، ولو أنها استمرت لربما كانت اتخذت تطورات أفغانستان الأخيرة مسارا آخرا"، مضيفا أن "الأميركيين للأسف ضغطوا على الحكومة الأفغانية وحالوا دون استمرار مبادرة الجمهورية الإسلامية ومواصلة الحوار (الأفغاني الأفغاني)، إلى أن اتخذت الأحداث بعدا ميدانيا وسقطت الحكومة".


مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لـ"طالبان" بإيران


شهدت العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، اليوم الثلاثاء، مسيرتين لللاجئين الأفغان، واحدة معارضة لحركة "طالبان" وأخرى مؤيدة لها.
ونظم أفغان مسيرة أمام السفارة الباكستانية، وسط طهران، منددين بسيطرة "طالبان" على أفغانستان، وما اعتبروه دعم باكستان للحركة، وسط هتافات "الموت لطالبان" و"الموت لباكستان".
كما طالب المحتجون المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني وضد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، وعدم إقامة علاقات مع الحكومة التي ستشكلها.

على الطرف الأخر، بثت وكالات أنباء ومنصات اجتماعية مقطعاً مصوراً لأفغان في مدينة مشهد، في محافظة خراسان الرضوية الحدودية مع أفغانستان، يحتفلون بسيطرة "طالبان" على أفغانستان ويوزعون الحلويات.
ورفع هؤلاء الأفغان علم "طالبان" مع إطلاقهم هتافات داعمة لها، ورفع شعار "الموت لأميركا" و"تحيا الإمارة الإسلامية".

وفي مدينة مشهد نفسها، نظم لاجئون أفغانيون آخرون ومواطنون إيرانيون مسيرة أمام ممثلية الأمم المتحدة ضد حركة "طالبان" وباكستان، دعما للشعب الأفغاني.
وفيما اتخذت الحكومة الإيرانية موقفا محايدا تجاه ما يجري في أفغانستان، مع تأكيدها ضرورة تشكيل حكومة شاملة تضم جميع الأطياف والقوى الأفغانية، لكن على مستوى النخبة والمجتمع المدني، هناك معارضة شديدة لـ"طالبان" ودعم قوي للقوى الأفغانية المعارضة لها، وخاصة "المقاومة الوطنية" في وادي بانشير.