فوز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بولاية ثانية.. ونتائج مخيبة لمنافسيه

08 سبتمبر 2024
عبد المجيد تبون أثناء إدلائه بصوته في الجزائر، 7 سبتمبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **فوز الرئيس تبون بولاية ثانية**: فاز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية رئاسية ثانية في الجزائر بنسبة 94% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على منافسيه عبد العالي حساني ويوسف أوشيش. حصل تبون على 5.3 ملايين صوت من مجموع 5.6 ملايين صوت معبر عنه.

- **ردود فعل المرشحين المنافسين**: رفضت حملتا المرشحين حساني وأوشيش النتائج، ووصفتها بالعبثية. انتقد مدير حملة حساني الأرقام المعلنة واعتبرها غير مطابقة للواقع، بينما نددت حملة أوشيش بالتفاوت الكبير بين الأرقام المعلنة.

- **نسبة التصويت المنخفضة**: بلغت نسبة التصويت 24% فقط، وهي أدنى من نسبة انتخابات 2019. يعكس هذا العزوف الانتخابي فقدان الثقة بالعملية الانتخابية واستياء شعبي من الظروف المعيشية والسياسية.

أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية رئاسية ثانية، بعد حصوله على نسبة 94% في الانتخابات التي جرت أمس السبت، متقدما على منافسيه رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش.

وقال رئيس السلطة الوطنية للانتخابات محمد شرفي، في ندوة صحافية للإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، إن الرئيس تبون حصل على 94% من الأصوات، بعدما حصل على 5.3 ملايين صوت، من مجموع 5.6 ملايين صوت معبر عنه في هذه الانتخابات. وأضاف شرفي أن منافس تبون حساني حصل على 3.17%، بعدما جمع 178 ألف صوت، فيما حصل منافسه الآخر أوشيش على 2.16%، بعدما جمع 122 ألف صوت.

واستبق رئيس سلطة الانتخابات كل الانتقادات التي قد توجه إلى السلطة بشأن مطابقة النتائج مع الواقع الانتخابي، وقال إن الانتخابات "جرت في ظروف من الشفافية والنزاهة وتمت في ظروف هادئة، والسلطة حرصت على تمكين الجزائريين من التعبير الحر عن إرادتهم وتحمي أصواتهم من كل تزوير وتحريف، وسهرت على توفير منافسة نزيهة بين المترشحين، وترسيخ الممارسة الديمقراطية".

ولم تتجاوز نسبة التصويت 24%، وهي أدنى من نسبة التصويت في 2019. وتعد نسبة التصويت هذه غير متوقعة ومنخفضة مقارنة مع نسبة تلك التي سجلت في انتخابات عام 2019. وكانت نتائج عمليات الفرز الأولية للأصوات قد أظهرت في وقت سابق تقدم الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون بحصوله على نحو ثلاثة أرباع الأصوات أمام منافسيه حساني وأوشيش.

وأظهرت عمليات فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع في الولايات، في وقت سابق، تفوقاً كبيراً لتبون على منافسيه، ففي مقاطعة سيدي نعمان بولاية المدية (120 كيلومترًا جنوب العاصمة الجزائرية) على سبيل المثال، حصل تبون على 2594 صوتاً، في مقابل 294 صوتاً لحساني، و81 صوتاً لأوشيش، وفي مركز الرغاية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، حصل الرئيس الجزائري على ستة آلاف صوت، بينما حصل حساني على أكثر من 700 صوت، وأوشيش على أكثر من 500 صوت.

وفي مقاطعة عين الكبيرة بولاية سطيف، حصل تبون على أكثر من أربعة آلاف صوت، في مقابل 420 صوتاً لحساني و334 لأوشيش، مع تسجيل أكثر من ألف ورقة تصويت، ونسبة مشاركة متدنية بأقل من 25%، وتنطبق نفس النتائج على الفرز في الخارج، حيث فاز عبد المجيد تبون على منافسيه أيضا، ففي قنصلية الكاف بتونس، حصل تبون على 1890 صوتاً، مقابل 60 صوتاً لأوشيش، و59 لحساني، من مجموع أكثر من ألفي صوت.

مديرية حساني: نرفض النتائج "العبثية"

وبدت الخيبة كبيرة على أنصار المرشحين المنافسين لتبون، عبد العالي حساني ويوسف أوشيش، بعد هذه النتائج المعلنة، خاصة أنهم كانوا يأملون تحقيق نسبة أفضل تتيح لهما إعادة التموقع في المشهد السياسي.

وسريعاً ردت مديرية حملة المرشح عبد العالي حساني على هذه الأرقام، ووصفتها بـ"العبثية". ووصف أحمد صادوق، مدير حملة المترشح حساني، هذه النتائج بأنها "إعلان المهزلة من قبل رئيس سلطة الانتخابات، تابعنا باستياء واستهجان الأرقام التي أعلنت، والتي لا علاقة لها بالأرقام التي بحوزتنا من المحاضر الانتخابية، لدينا محاضر التصويت في 41 ولاية من مجموع 58 ولاية، تحصل فيها المرشح عبد العالي حساني على 328 ألف صوت، ثم نفاجأ بالرقم الذي أعلنه شرفي (178 ألف صوت)".

وتابع حساني: "بينما كنا قد جمعنا في مرحلة التوقيعات 105 آلاف توقيع"، مضيفا: "نحن نرفض هذه النتائج ونعتبر أنها عبث بهذه الانتخابات وتشويه لصورة البلد وإفساد للصورة الجميلة والحضارية التي أشاد بها الجميع، ونحمل المسؤولية لمن أعلن عنها". ومضى قائلاً: "نتساءل أيضاً: أين هي نسبة التصويت، لماذا لم يعلن عنها؟، وهي معلومة رئيسية في تقدير الأصوات، ونسبة الأصوات الملغاة، ولذلك نستهجن هذه الأرقام ونعتبر أنها لا تمثلنا ولا تمثل صورة الانتخابات التي عشناها".

حملة أوشيش تندد بنتائج الانتخابات الرئاسية المعلنة

من جانبها، رفضت حملة المرشح يوسف أوشيش، الإقرار بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عنها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الأحد. وأعلنت الحملة، في بيان، أنها "تندد بالتفاوت المثير للغرابة بين الأرقام المؤقتة المعلن عنها من طرف السلطة الوطنية للانتخابات مساء الأحد. وأضاف البيان: "ستعلن غداً عن تفاصيل أخرى تخص الموقف من نتائج وسير الانتخابات الرئاسية، التي حصل فيها أوشيش على 2.16%".

من جهته قال سمير عقون، المتحدث باسم مديرية حملة الرئيس عبد المجيد تبون الذي فاز بعهدة رئاسية ثانية، إن "هذا الفوز هو نجاح للشعب الجزائري كاملا، ويعكس الوعي السياسي للشعب الجزائري". وأشاد "بالمستوى العالي الذي أبان عنه المترشحون للرئاسيات عبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش، حيث كانت فرصة لمناقشة الأفكار والبرامج خدمة للجزائر.

لكن الخيبة الكبرى كانت لدى السلطة السياسية نفسها، بسبب حجم العزوف الانتخابي والمقاطعة غير المسبوقة للتصويت، إذ لم تتجاوز نسبة التصويت 25%، بحساب مجموع المصوتين في حدود سبعة ملايين صوت من مجموع ما يقارب 24 مليون صوت، وهو معدل تصويت أقل بكثير من انتخابات عام 2019، (39%)، برغم أن الأخيرة جرت في ظروف توتر سياسي وحراك شعبي، ورغم ذلك، كانت قد سجلت تصويت عشرة ملايين صوت.

وقال الباحث في علم الاجتماع السياسي فيصل ازغدارن إن "الفائز الأول هو الامتناع، وهو في حد ذاته موقف سياسي بامتياز يجب فهمه ومحاولة تحليله بعمق، ولكن فشل منظومة الحكم، والمسؤولية جماعية أو بالأحرى طريقة الحكم، والأدهى والأمر هو هزيمة للدولة ومؤسساتها، للتنمية، للوعي الجمعي، ولكل الأحزاب والمؤسسات".

وأضاف ازعدارن أن "الانتخابات هي آلية لفرض اختيار الشعب بلا قيود وعن قناعة، وتقوية المؤسسات الدستورية للدولة التي تسهر على تواترها عبر الأجيال، وأيضا هي وسيلة أيضا لقياس درجة حرارة الشعب، الكل يعتقد أن البحث عن الشرعية يكمن في داخل صناديق الاقتراع، ولكن الانتخاب في حد ذاته قد يعبر عن التذمر، اللوم، العقاب أو الانتقام، وقد يكون عدم التعبير شكل من أشكال التعبير".

حراك صامت ضد الصندوق

وفي نفس السياق، وصف المحلل السياسي عبد الرحمن سعيدي نسبة التصويت بأنها "انسحاب تجاوز العزوف الانتخابي، وبرأيي، فهو حراك صامت ضد الصندوق". وأشار سعيدي إلى أن الرسائل السياسية التي تفهم من هذا العزوف الانتخابي الكبير "تعني عدم انتهاء من تراكمات العهد السابق، وفقدان الشعب الثقة بالعملية الانتخابية، التي لم تصبح حلاً في التغيير، ووجود عدم رضا بمخرجات العهدة الرئاسية الأولى للرئيس تبون، ورفض عودة الوجوه القديمة التي تصدرت المشهد الداعم لتبون، ورفض خطاب التهريج السياسي، إضافة إلى التعبير عن استياء شعبي للظروف المعيشية ومتاعبها".
المساهمون