يحيي فلسطينيو الداخل ذكرى مرور عامين على اندلاع "هبة الكرامة" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث خرجت تظاهرات ضخمة في المدن والبلدات الفلسطينية في أيار/مايو 2021 تضامناً مع القدس المحتلة والمسجد الأقصى وتضامناً مع قطاع غزة الذي تعرض وقتها لعدوان إسرائيلي.
ودعت لجنة المتابعة واللجنة الشعبية في اللد إلى تظاهرة تحت شعار "الدولة تستبيح أولادنا" من المتوقع انطلاقها غداً الجمعة بعد صلاة الظهر. وتأتي الذكرى الثانية لهبة الكرامة في ظل تحديات وتهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، الذي يعمل على إنشاء وحدة أمنية جديدة تحت اسم "الحرس القومي" لتعزيز أجهزة الشرطة ومواجهة فلسطينيي الداخل.
واندلعت هبة الكرامة قبل عامين، إثر الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس ومحاولتها تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وشهدت المدن الفلسطينية الساحلية وقتها مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية واعتداءات من قبل أنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف، مثل حركة لاهافا وفتية التلال، وسكان البؤر الاستيطانية التي أقيمت في قلب الأحياء العربية في مدن اللد ويافا وعكا وحيفا، ما أدى لحصول إصابات بين الفلسطينيين واستشهاد موسى حسونة من مدينة اللد، ومحمد كيوان من مدينة أم الفحم، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، ولا يزال هناك حتى اليوم عدد من المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وفي حديث مع زوجة الشهيد موسى حسونة، مروة حسونة، قالت لـ"العربي الجديد" إن "الفقدان أمر صعب كثيراً، وموسى كان نِعمَ الأب ونِعمَ الزوج"، وأضافت: "عندي ثلاثة أطفال، أكبرهم عمره ست سنوات، أبنائي يتفقدونه في البيت كل يوم"، مشيرة إلى أن القاتل ما زال "حراً طليقاً".
وتابعت: "ملف القاتل أغلق، لكن ملف موسى مفتوح، كل مرة نطلب من النيابة استئنافاً يماطلون ويؤجلون. قبل عامين خرجنا لتظاهرة مع الشيخ جراح وغزة، واليوم نطالب بالعدالة لموسى حسونة وللمعتقلين".
واستشهد محمد كيوان، 17 عاماً، في 19 مايو/أيار 2021، برصاص الشرطة الإسرائيلية، وفي حديث مع والدته الحاجة أم عمر، قالت لـ"العربي الجديد": "لا طعم للحياة بعد استشهاد محمد، فقدان ابني صعب جداً، الله لا يطعمها لأحد"، وتواظب الحاجة أم عمر على زيارة قبر ابنها: "الألم كأنه اليوم حتى لو مر عليه عامان. الشرطة أغلقت الملف ونحن نعيش في دولة إجرام، هذا الكيان كله مجرم".
وأضافت الحاجة أم عمر: "يؤلمني جداً عندما أسمع عن ارتقاء شهيد، فذلك يعيدني لاستشهاد ابني، وأفكر في الأمهات وألمهن على ففدان أبنائهن.. محمد كان شاباً مثل الوردة".
ولا يزال ملف معتقلي هبة الكرامة مفتوحاً حتى اليوم بعد مرور عامين، وشهدت مدينة عكا أكبر عدد من الاعتقالات، حيث اعتقلت السلطات الإسرائيلية قرابة 250 من أهالي المدينة، ما زال 30 منهم في السجون.
وفي حديث مع عمار عثمان، شقيق أسير هبة الكرامة محمد عثمان، قال لـ"العربي الجديد" إن شقيقه "اعتقل في 17 مايو 2021، وحتى الآن لم يصدر الحكم عليه، وهو معتقل في سجن مجيدو مع ستة آخرين من عكا"، ويبلغ عمر محمد اليوم 21 سنة، وهو "متهم بإطلاق رصاص في الهواء وإلقاء مولوتوف".
وأضاف عمار: "الأحكام والاعتقالات مجحفة وعنصرية، هناك الأسير أدهم بشير من عكا، حُكم عشر سنوات بسبب إلقائه حجارة، وكذلك الأسير ساهر حتحوت ابن خالتي، حُكم عليه سبع سنوات لإلقائه حجارة ومولوتوف.. الأحكام التي صدرت بحق شباب عكا ظالمة وجائرة ومجحفة وعنصرية".