فعاليات بالضفة الغربية في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76: العودة حتمية

15 مايو 2024
فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة الفلسطينية، 15/5/2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76، شهدت الضفة الغربية فعاليات تضمنت مسيرات ورفع مجسمات تجسد معاناة الفلسطينيين ومطالبة بحق العودة، مع التأكيد على رفض المحاولات الإسرائيلية لسحب صفة اللاجئ.
- الباحث عليان الهندي ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، أكدا على تمسك الفلسطينيين بأرضهم ومقاومة الاحتلال، مع الدعوة لحل سياسي لوقف العنف وإقامة دولة مستقلة بالقدس.
- إطلاق صافرات الإنذار لمدة 76 ثانية وتنظيم فعاليات في عدة محافظات لإحياء ذكرى النكبة، مع التأكيد على حق العودة وتنديد بجرائم الاحتلال، ومشاركة لاجئين يحملون مفاتيح منازلهم المهجرة.

أحيا الفلسطينيون اليوم الأربعاء ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76 بفعاليات شعبية في مختلف محافظات الضفة الغربية، مشددين على أن العودة حتمية رغم استمرار أسباب النكبة. بمجسمات أشلاء أطفال غزة، وأكياس الطحين التي تحمل شعار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، انطلقت المسيرة المركزية لإحياء ذكرى النكبة من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وصولاً إلى دوار المنارة مركز مدينة رام الله.

واختار المشاركون التعبير عن اختلاط الدم بأشلاء الأطفال بالطحين في محاكاة للمأساة التي يكابدها الفلسطينيون في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منددين بالمحاولات الإسرائيلية الحثيثة لسحب صفة اللاجئ عن الفلسطينيين، وضرب حق العودة عبر استهداف وكالة أونروا عبر سياسة التهجير التي ينتهجها الاحتلال والتي لم تتوقف منذ بدء النكبة الفلسطينية في العام 1948.

وبهذا الخصوص، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، لـ"العربي الجديد" على هامش الفعاليات، إن "دولة الاحتلال قامت على مبدأين أساسيين، الأول المذابح والثاني الطرد، وفي المقابل معادلة أخرى هي الإحلال، وهو ما يعود مرة أخرى في الحرب على غزة عبر المذابح، وفي كل مكان فلسطيني آخر كما يحصل في الضفة بشكل عام ومناطق ج والتجمعات البدوية بشكل خاص عبر المعازل"، في إشارة منه إلى المستوطنات التي يقيمها الاحتلال الإسرائيلي لعزل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض. وتابع: "المذابح والطرد بحق الفلسطينيين سياسية صهيونية تبنتها قيادات وعناصر الحركة الصهيونية منذ نشأتها وحتى اليوم، بهدف واضح ووحيد وهو إحلال اليهود مكان الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية".

وفي المقابل، يرى عليان أنه "كلما طال الزمن، وكلما امتد الاحتلال وزاد قمعه وبطشه، كلما تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه، وبقي التهديد الأول لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتبين من خلال كل استطلاعات الرأي التي تابعها منذ عام 1990 حتى اليوم، حيث ما زالت تصنف الوجود الفلسطيني في فلسطين التاريخية على أنه التهديد رقم واحد لدولة الاحتلال. وخلال الفعاليات أطلقت على دوار المنارة الساعة الواحدة بعد الظهر صافرات الإنذار لمدة 76 ثانية، تجسيداً لمرور 76 عاماً على النكبة الفلسطينية. كما رفعت مجسمات مفاتيح العودة، والأعلام السوداء، وأعلام فلسطين، ورفعت الشعارات التي تؤكد على حق العودة، وأخرى مطالبة بوقف الحرب على غزة.

وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي، لـ"العربي الجديد": "الجماهير تقول كلمتها بأنه يجب وقف إطلاق النار؛ ووقف حرب الإبادة، وإدخال المساعدات، وبدء الإعمار، ويجب وقف الدم"، مطالبا العالم بحل سياسي و"إلا فإن العنف سيستمر في المنطقة"، حسب تعبيره. وأضاف أبو هولي: "هذه النكبة إذا ما قورنت بالأحداث والنكبات السابقة؛ فهي الأكثر عنفا ودموية وإهلاكا وإنهاكا من أي نكبة في العالم، والمطلوب من العالم الذي يتحدث بلغة حقوق الإنسان والقانون الدولي أن يكون جريئا باتخاذ قرار بوقف هذه الحرب، وإلا لا معنى لكل المصطلحات، هذه النكبة رغم آلامها إلا أننا نقول: هناك أمل وفلسطين باقية والاحتلال إلى زوال".

فلسطينيون يحيون ذكرى النكبة الفلسطينية (العربي الجديد)

وأكد أبو هولي أن "الفلسطينيين على مدار 8 شهور في غزة والضفة، وخلال اجتياح (قوات الاحتلال الإسرائيلي) المخيمات، واستمرار الاستيطان ومنع العمال من العمل، فإنهم يوجهون حرباً شاملة وحرباً اقتصادية، هي مؤشر على أنه يجب على الفلسطيني أن يعلي صوته، وأن يؤكد في ذكرى النكبة الفلسطينية أنه ثابت ومصمم على حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس".

النكبة الفلسطينية لا تنسى

وكانت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة ألغت أية مظاهر احتفالية في ظل استمرار الحرب على غزة، واقتصرت الفعاليات على المسيرة، وكلمات لعدة شخصيات فلسطينية على دوار المنارة. وأقامت اللجنة فعاليات في العديد من المحافظات الفلسطينية تزامناً مع الفعاليات المركزية في رام الله. وجابت مسيرات شوارع مدينتي نابلس والخليل ونظمت وقفات في مدن أريحا، وطولكرم، والخليل، وبيت لحم، إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية وتنديداً بجرائم الاحتلال، وسط هتافات تؤكد على التمسك بحق العودة، ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وحضر لاجئون من الأراضي المحتلة عام 1948، وتحديداً الأحفاد الذين حمل أحدهم مفتاح منزل جده الذي هجر من قرية المنسي قضاء حيفا. وقال فداء الذي توفي جده فهد تركمان عام 1982، لـ"العربي الجديد" إنه يحتفظ بمفتاح جده أملا في العودة إلى قريته يوما ما. وأضاف: "بعد 76 عاماً على النكبة نقول للاحتلال الذي قال إن الكبار يموتون والصغار ينسون، إن الصغار لم ولن ينسوا، لن ينسوا تهجير أكثر من 800 ألف لاجئ فلسطيني من ديارهم إلى الملاجئ والشتات عام 1948".

وتابع: "ولن ينسوا تدمير 531 قرية فلسطينية مهجرة عام 1948، ولن ينسوا لجوء أجدادهم إلى لبنان وسورية والأردن والضفة وغزة، ولن ينسوا استشهاد 13 ألف شهيد فلسطيني على يد الاحتلال عام 1948، ولن ينسوا حدود فلسطين التاريخية ولن يقبلوا أقل من ذلك، لن ينسوا مساحة فلسطين المحتلة كاملة 27 ألف كيلومتر مربع".