تسببت فطريات خطيرة في تربة قطاع غزة بموت جندي إسرائيلي فيما أصيب 10 آخرون، وسط مخاوف إسرائيلية من انتشار المزيد من الأمراض المعدية والخطيرة في صفوف جنود الاحتلال.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي "كان" عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، بأن الجندي الذي فارق الحياة وصل إلى مستشفى "أسوتا" في أسدود قبل نحو أسبوعين، مع إصابة خطيرة في الأطراف، حيث تم هناك تشخيص إصابته في ساحة المعركة بفطريات لديها القدرة على مقاومة العلاجات.
وحاول الأطباء في المستشفى علاج الجندي مستخدمين كل علاج متاح، بما في ذلك علاجات تجريبية من الخارج وجلبوا كل خبير يمكن الاستعانة به، لكن في نهاية المطاف تمكّنت الفطريات الغزية من السيطرة على أعضاء الجندي ما تسبب بموته.
وقالت رئيسة الاتحاد الإسرائيلي للأمراض التلوّثية والمديرة السابقة لوحدة الأمراض التلوّثية والمعدية في مستشفى "شيبا" الإسرائيلي، البروفيسور غيلا راهاف، صباح اليوم في حديث إذاعي، إن هناك نحو 10 جنود حتى الآن، جُرحوا في غزة (أي خلال المعارك) وأصيبوا بعدوى هذه الفطريات الموجودة في التربة المحلية في القطاع، مضيفة أن الحديث عن فطريات لم تظهر من قبل في الحروب السابقة.
وأشارت راهاف إلى احتمال أن يكون مصدر هذه الفطريات الملوثة هو تلوث التربة بمياه الصرف الصحي، ويتم فحص إن كانت متعلّقة بالأنفاق، على حد قولها.
وسيعقد اتحاد الأمراض التلوثية، الأسبوع المقبل، جلسة طارئة بشأن هذه الفطريات، بمشاركة خبراء الأوبئة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت منظمات صحية وبيئية حذرت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة من وقوع "كارثة صحية وبيئية خطرة" من جرّاء استمرار تسرّب مياه الصرف الصحي إلى البحر، في مناطق مختلفة وليس فقط في مدينة غزة.
وحذرت بلدية غزة من خطر غرق مناطق في شمال المدينة بمياه الصرف الصحي، في 14 ديسمبر/كانون الأول الحالي، مع توقّف عمل المضخّات الخاصة بشبكاتها بعد نفاد الوقود المطلوب لتشغيلها، الأمر الذي يظهّر تهديدات بيئية وصحية.
وحذّر المتحدّث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، من "انتشار الأمراض في حال غرقت الشوارع بمياه الصرف الصحي"، إذ من شأن ذلك أن "يفاقم الأوضاع الإنسانية" المتدهورة أساساً.
ويُذكر أنّ مدينة غزة الواقعة في شمال قطاع غزة، الذي تحوّل إلى "جحيم" بحسب وصف أكثر من مسؤول في وكالات أممية ومنظمات إنسانية، تعاني كما بقيّة مناطق الشمال من انهيار شبه تام، ولا سيّما مع سقوط النظام الصحي والدمار الهائل والتهجير غير المسبوق، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.