فضيحة فساد في مشتريات للجيش تطيح مسؤولين كباراً في أوكرانيا

24 يناير 2023
تتعلق الفضيحة بعمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها (Getty)
+ الخط -

أعلن عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين استقالاتهم، اليوم الثلاثاء، بعدما كشفت وسائل الإعلام عن عمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها على ما يعتقد، في تغيير قالت كييف إنه يظهر تناغم الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع المجتمع، بعد اتهامات فساد.

وجاءت استقالة مسؤولين، من بينهم نائب المدعي العام، ونائب مدير مكتب الرئيس، ونائب وزير الدفاع، بعد إعلان زيلينسكي أمس الاثنين "قرارات تتعلق بالموظفين، بعضها اليوم وبعضها غداً".

وقال أحد كبار مستشاري الرئيس ميخايلو بودولياك إن "قرارات زيلينسكي المتعلقة بالموظفين تشهد على الأولويات الرئيسية للدولة... الرئيس يرى المجتمع ويسمعه. وهو يستجيب مباشرة لمطلب عام رئيسي، العدالة للجميع".

ومن المتوقع تغيير المزيد من الموظفين في الأيام المقبلة، قبل حلول الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، الذي أدى إلى تجميد السياسات الداخلية إلى حدّ بعيد مع تنحية الخصومات السياسية جانباً للتركيز على نجاة أوكرانيا.

وأعلن مكتب الرئيس أنه قبل استقالة كيريلو تيموشينكو من منصب نائب مديره. ولم يذكر تيموشينكو أي سبب لاستقالته.

وعمل الشاب البالغ من العمر 33 عاماً في الحملة الانتخابية لزيلينسكي، وظل يشغل منصب نائب مدير مكتب الرئيس منذ عام 2019، وكان يشرف على المناطق والسياسات الإقليمية في أوكرانيا. وانتقدته وسائل إعلام أوكرانية لقيادته سيارات رياضية خلال الغزو، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات، وقال إن السيارات مستأجرة.

من جهته، أعلن مكتب المدعي العام أن نائباً له هو أوليكسي سيمونينكو أقيل من منصبه "بناءً على رغبته".

وتعرّض سيمونينكو لانتقادات بعدما قالت وسائل إعلام إنه أمضى عطلة العام الجديد مع أسرته في مدينة مربلة الإسبانية لمدة عشرة أيام، رغم الحرب مع روسيا. ولم يعلق سيمونينكو علناً على هذه الانتقادات.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي أمس الاثنين، إن المسؤولين لن يكون بوسعهم بعد الآن السفر إلى الخارج لأغراض لا علاقة لها بالعمل الحكومي.

وقدّم نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف استقالته بدوره، بعدما اتهم تقرير إعلامي أوكراني وزارة الدفاع بأنها تدفع أسعاراً مبالغاً فيها للحصول على إمدادات الغذاء. وقالت الوزارة إن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، لكن استقالة شابوفالوف من شأنها أن تساعد في الحفاظ على الثقة في الوزارة.

كما استقال نائبان لوزير تنمية المجتمعات والأقاليم الأوكراني اليوم الثلاثاء. وأقالت الحكومة اليوم أيضاً، خمسة حكام مناطق وأربعة مساعدي وزراء من مناصبهم، بعد كشفت فضيحة فساد تتعلق بمعدات الجيش. وأعلن ممثل الحكومة في البرلمان تاراس ميلنيتشوك أنّ حكام مناطق دنيبروبتروفسك (وسط)، وزابوريجيا (جنوب)، وسومي (شمال)، وخيرسون (جنوب)، والعاصمة كييف سيغادرون مناصبهم.

ويقول زيلينسكي إنه يعتزم تنظيم حكومته التي تقود البلاد في وقت حرب، والقضاء على الفساد. وفي تغيير آخر بعد اندلاع الحرب، أُقيل رئيس جهاز الأمن التابع لجهاز الأمن العام والمدعي العام للدولة من منصبيهما في يوليو/تموز الماضي. وكان زيلينسكي يعتبرهما حليفين مقربين، لكنه قال إنهما فشلا في اجتثاث الخونة في منظمتيهما.

وأكد زيلينسكي، الأحد، إنه لن يجري التغاضي عن الفساد الذي يمثل مشكلة مزمنة في البلاد، وتعهد باتخاذ قرارات رئيسية بشأن القضاء عليه هذا الأسبوع، وذلك وسط مزاعم بوجود فساد على مستوى رفيع، بما في ذلك تقرير عن أساليب مريبة في المشتريات العسكرية، على الرغم من قيام المسؤولين بتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الغزو الروسي.

ولأوكرانيا تاريخ طويل في الفساد المستشري والحوكمة الهشة. وجعل الاتحاد الأوروبي القيام بإصلاحات لمكافحة الفساد أحد متطلباته الرئيسية لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد، بعد منح كييف وضع المرشح في العام الماضي.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)