فرقة ماهر الأسد تصعّد جنوبي سورية: محاولة جديدة لإخضاع درعا

12 نوفمبر 2020
يسعى النظام لاستعادة السيطرة على كامل درعا (يوسف كرواشان/فرانس برس)
+ الخط -

حاولت "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، اقتحام بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي بجنوب سورية، بعد أيام من التوتر عقب مقتل عدد من عناصر جهاز المخابرات الجوية إثر اقتحام حاجز للأخير عند مدخل البلدة، وهو ما اعتبره الجهاز ذريعة لفرض سطوته مرة أخرى على درعا. ولكن قيادياً سابقاً في "الجيش السوري الحر"، أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ العودة إلى ما قبل عام 2011 "أمر مستحيل".

وأوضح الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، أنّ اشتباكات وقعت صباح أمس الأربعاء على أطراف بلدة الكرك في محاولة من قوات النظام لاقتحام البلدة، مشيراً إلى أنّ "اللواء الثامن" الذي يقوده القيادي السابق في فصائل المعارضة، أحمد العودة، والذي يتبع لـ"الفيلق الخامس" الذي يشرف عليه الروس، تدخل "وهو ما أدى إلى توقف الاشتباكات التي أصيب بها عدد من عناصر النظام".


أهالي الكرك يرفضون تسليم سلاحهم لقوات النظام

وذكرت مصادر محلية أنّ عناصر تابعين لجهاز المخابرات الجوية (الجهاز الأكثر دموية بين أجهزة النظام) شاركوا في محاولة الاقتحام، مشيرةً إلى أنه "من المرجح أن تجري مفاوضات بين ضباط من النظام، وأهالي البلدة لتطويق ما يجري". وأكدت المصادر أنّ "أبناء الكرك مصرون على الدفاع عنها، وهو ما يجبر قوات النظام على التفاوض". وأوضحت المصادر أنّ أهالي المنطقة "يرفضون تسليم سلاحهم لقوات النظام"، مشيرةً إلى أنّ الأخير يسعى لعقد اتفاق شبيه باتفاق أبرمه مع مقاتلي المعارضة في مدينة الصنمين في مارس/آذار الماضي، والذي قضى بخروج عدد من هؤلاء المقاتلين الرافضين للتسوية، إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي من سورية.

وكانت قوات النظام السوري استقدمت تعزيزات جديدة لأطراف بلدة الكرك الشرقي، عقب مقتل ضابطين وثلاثة عناصر وأسر 6 آخرين بهجوم شنّه أبناء المنطقة على حاجز لـ"المخابرات الجوية"، الأحد الماضي. وأشار "تجمع أحرار حوران" إلى أنّ النظام طالب "اللجان المركزية عن محافظة درعا" خلال اجتماع أخيراً، بتسليمه 6 من أبناء بلدة الكرك الشرقي مع 55 قطعة سلاح مختلفة، مؤكداً أنّ اللجان، وهي المخولة بالتفاوض مع النظام، رفضت ذلك.

وبلدة الكرك الشرقي غير بعيدة عن الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء اللتين تشهدان عمليات خطف متبادل. ولم تشهد محافظة درعا استقراراً منذ منتصف عام 2018، عندما اضطرت بعض فصائل المعارضة السورية إلى إبرام اتفاقات تسوية مع النظام تحت ضغط إقليمي وبرعاية روسية. وكانت قوات النظام حاولت منذ أيام عدة اقتحام حي درعا البلد، معقل المعارضة في مدينة درعا، ولكنها فشلت في ذلك بسبب تصدي مقاتلين يتحصنون في الحي لها، وبسبب تدخل الجانب الروسي الذي يحاول كما يبدو منع انهيار اتفاقات التسوية التي أشرف عليها في جنوب سورية. ولا يمكن عزل ما يجري في محافظة درعا من تصعيد قوات النظام والمليشيات المرتبطة بها، عن محاولات شخصيات ووجهاء وناشطين سياسيين في المحافظة لتشكيل مرجعية سياسية وعسكرية واحدة في جنوب سورية، وهو ما يعدّ حجر عثرة أمام محاولات النظام استعادة السيطرة بشكل كامل على درعا التي كانت شهدت انطلاق الثورة السورية في ربيع عام 2011.


جباوي: أجهزة النظام الأمنية تسعى دائماً لإبقاء التوتر سيّد الموقف بجنوب سورية

في السياق، رأى العميد إبراهيم جباوي، وهو قيادي سابق في فصائل المعارضة في جنوب سورية، أنّ "مليشيات إيرانية تتمركز في جنوب البلاد، وأجهزة النظام الأمنية تسعى دائماً لإبقاء التوتر سيّد الموقف في المنطقة، بهدف إفشال الاتفاق المبرم مع الجانب الروسي عام 2018، وبسط السيطرة الكاملة على المناطق التي لم يسمح لقوات النظام وأجهزته الأمنية بدخولها بموجب ذلك الاتفاق". وأشار جباوي في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ "الأجهزة الموالية لإيران تفتعل المشاكل وتستفز أهالي محافظة درعا منذ عامين، علاوة على الاغتيالات التي تنفذها بحق المعارضين للنظام سواء بشكل مباشر أو بواسطة أزلام لها في المحافظة". وأكد جباوي أنّ "مقاتلي المعارضة السورية الذين أجروا تسويات بقيت لديهم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، مضيفاً: "لذلك لا يُخشى على المنطقة، وليس بوسع النظام ومليشياته وحلفائه تحقيق ما يصبون إليه، فجذوة الثورة لا تزال متقدة في نفوس أهل المنطقة ولن يسمحوا بالعودة إلى ما قبل عام 2011".