وفيما كانت شبكة "سي.إن.إن" نقلت عن مسؤول أميركي لم تسمه، أن "هناك شعوراً مؤكداً بأنها كانت عبوة ناسفة زرعت في الأمتعة أو في مكان ما بالطائرة"، يوضح مصدر أمني أميركي "أن ما توصلت إليه الاستخبارات العسكرية الأميركية (دي آي أي) من معلومات مستقاة من صور وتسجيلات أقمار التجسس توافقت مع المعلومات المستقاة من المصادر البشرية ميدانياً، كما تطابقت إلى حد كبير مع استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) المقدّمة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء" تطرح بمؤشراتها الأولية احتمال تورط تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب".
وبحسب المصدر، فإنه بناء على المعلومات الأولية التي تم إيصالها للرئيس الأميركي ونائبه ووزيري الدفاع والخارجية، فإن استنفاراً قد بدأ خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية في أوساط كل الوكالات ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب، للرد على تكليف من البيت الأبيض يتضمن ضرورة الحصول على إجابات سريعة لأسئلة محددة سوف تبنى عليها الاستراتيجية الأميركية المقبلة لمواجهة "داعش".
ويوضح المصدر، أن الأسئلة التي يريد البيت الأبيض الحصول على إجابة لها بأقصى سرعة ممكنة، تتعلق بالدور المفترض الذي قد يكون الزعيم الجديد لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، اليمني قاسم الريمي، قد قام به عن طريق تكليف أي من تلاميذ خبير المتفجرات السعودي إبراهيم العسيري بصنع القنبلة، أو تدريب من قام بزرعها في إحدى الحقائب أو في الطائرة مباشرة أثناء وجودها على أرض شرم الشيخ.
اقرأ أيضاً: بريطانيا وأميركا ترجحان فرضية "العبوة الناسفة" في الطائرة الروسية
وينفي المصدر أن تكون الأجهزة الأميركية قد تأكد لها مقتل العسيري خلال الغارات العديدة التي استهدفته في الماضي، لافتاً إلى أن العسيري "حتى وإن كان قد قُتل فإنه قد نقل خبراته بلا شك إلى عدد كبير من عناصر القاعدة الأحياء".
يذكر أن تنظيم القاعدة في اليمن كان قد تبنى عدداً من العمليات، بما في ذلك محاولة تفجير طائرة فوق ديترويت الأميركية في عام 2010، فضلاً عن أن تنظيم "القاعدة" أعلن، في سبتمبر/أيلول 2010، أنه قام بتفجير الطائرة التابعة لشركة "يو بي اس" في الإمارات، وإرسال طرود مفخخة جواً.
ويعرب المصدر الأمني عن امتعاضه لمحاولات تسييس معلومات الأجهزة الاستخبارية، نافياً أن تكون الاستخبارات العسكرية الأميركية أو وكالة الاستخبارات المركزية قد وجّهت أي اتهام لـ"داعش" بالصورة التي تناولتها المحطات التلفزيونية. ويوضح أن "داعش" لم يُذكَر إلا في سياق عابر في أحد التقارير المعدة للنشر، والذي أورد أن هناك شعوراً لدى بعض المحللين بأن من زرع القنبلة قد يكون أحد عناصر "داعش" أو مرتبطا بأحد عناصر التنظيم، لافتاً إلى أن هناك فرقاً بين الشعور وبين "الترجيح بنسبة عالية"، العبارة التي تشير إلى إرجاع سبب الكارثة إلى عمل إرهابي من دون تحديد المسؤول عن هذا العمل.
كما يشير المصدر نفسه إلى أن الأجهزة الأمنية بنت استنتاجاتها على مؤشرات مادية مستقاة من صور وتسجيلات أقمار التجسس، ومن معلومات مستقاة من مصادر بشرية في سيناء، ومع ذلك فإن الاستخبارات تستخدم عبارة "احتمال عالٍ" عندما تكون المعلومات بمثابة أدلة قاطعة. أما في ما يتعلق بتوجيه الاتهام إلى "داعش" أو "القاعدة"، فإن الأمر يحتاج إلى أدلة مادية تكتنفها بعض الصعوبات والمخاطر.
اقرأ أيضاً: بالفيديو..تنظيم "ولاية سيناء" يجدد زعمه إسقاط الطائرة الروسية