"فاينانشال تايمز": واشنطن تدعو دولاً عربية وإسرائيل إلى قمة حلف شمال الأطلسي

28 يونيو 2024
من قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا العام الماضي، 11 يوليو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تدعو وزراء خارجية إسرائيل وعدة دول عربية لقمة الناتو في واشنطن، في ظل الحرب على غزة، لبحث خطة "اليوم التالي".
- إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة دوراً لدول عربية وأوروبية في إدارة غزة بعد الحرب، رغم رفض الدول العربية المشاركة دون حل شامل للصراع.
- الحرب الإسرائيلية على غزة تخلف دماراً هائلاً وآلاف الضحايا، مع فشل إسرائيل في القضاء على المقاومة، وتسعى لإيجاد بدائل لإدارة القطاع.

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة دعت وزراء خارجية إسرائيل وعدد من الدول العربية لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن الشهر المقبل. ونقلت الصحيفة عن بيان لمسؤول في الحلف، بحسب وكالة "رويترز"، أن "الأمين العام (ينس) ستولتنبرغ دعا رؤساء دول وحكومات جميع الحلفاء الاثنين والثلاثين، بالإضافة إلى قادة شركائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادي". والدول العربية المدعوة إلى قمة حلف شمال الأطلسي هي: مصر والأردن وقطر وتونس والإمارات والبحرين. وتأتي هذه الدعوة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ومحاولات واشنطن إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي إيجاد خطة قابلة للتطبيق لما يسمى "اليوم التالي" للحرب. ومن ضمن عدة سيناريوهات سابقة، طُرح تسليم القطاع لإدارة تشارك فيها دول عربية. 

ولمّح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي يوم الثلاثاء إلى أفكار تناقشها إسرائيل مع الولايات المتحدة، تتضمن أخذ دول عربية وأوروبية دوراً في إدارة القطاع. وأوضح في مؤتمر هرتسليا في جامعة رايخمان، أنه "لا يمكن القضاء على حماس، فهي فكرة، لذلك نحن بحاجة إلى فكرة بديلة، وليس فقط تدمير قدراتها العسكرية". وقال: "يجب أن تكون إسرائيل هي التي توفر الظروف الملائمة لتطهير المنطقة، ولكن الذي سيقودها قيادة فلسطينية محلية بدعم من دول عربية. الفكرة التي نناقشها مع الأميركيين أن يكون دور جماعي لدول عربية معتدلة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي". لكن الدول العربية المقصودة في خطط كهذه مثل مصر والأردن ودول خليجية، أبدت في وقت سابق رفضها الدخول في غزة بدون خطة شاملة لحل الصراع تقوم على أساس دولة فلسطينية مستقلة.

ويوم الأربعاء الماضي، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رداً على سؤال يتعلق بما يسمى "اليوم التالي" للحرب على غزة: "لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قوات إلى القطاع لتكون بديلاً عن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولن نتعامل مع الواقع الكارثي الذي أوجده نتنياهو وحكومته"، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس: "نريد خطة شاملة ليس فقط لوقف الحرب، ولكن للتوصل للسلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وهذا يعني أساساً أنه لا يمكن قبول أي مقاربة تتعامل مع غزة بشكل منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

وقتل الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستمرة على قطاع غزة المعزول والمحاصر نحو 40 ألف فلسطيني جلهم نساء وأطفال، وخلف أكثر من 85 ألف جريح ودماراً هائلاً في البنية المدنية والصحية والتعليمية، دون أن يتمكن من تحقيق هدفه بالقضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة بمعدات خفيفة وقذائف مصنعة محلياً. وفي بحثه عن الخروج من مأزق الفشل، بدأ يبحث عن بدائل تتيح إخراج حركة حماس الحاكمة في القطاع من المشهد عبر إيجاد جهات محلية أو خارجية لإدارة البقعة المحاصرة وشبه المدمرة بشكل شامل وغير مسبوق. وتدعمه في هذا التوجهة حليفته واشنطن التي أمدته بأسلحة وقنابل فتاكة كانت وراء مئات المجازر التي ارتكبت خلال نحو تسعة أشهر من حرب الإبادة.