"فاينانشال تايمز": الصين تحقق مع وزير الدفاع وتجرّده من مسؤولياته

15 سبتمبر 2023
شوهد لي آخر مرة في بكين يوم 29 أغسطس (فرانس برس/ Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وشخصين مطلعين، إنّ واشنطن تعتقد أنّ وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، يخضع للتحقيق، وجرّد من مسؤولياته كوزير للدفاع، من دون أن تشير إلى طبيعة التحقيق.

وشوهد لي الذي يعد أحد أعضاء مجلس الدولة الخمسة في الصين، آخر مرة في بكين، يوم 29 أغسطس/ آب وهو يلقي خطاباً في منتدى أمني مع دول أفريقية، بحسب ما قالت وكالة رويترز، أمس الخميس.

وكان من المقرر أن يحضر لي اجتماعاً مع قادة الدفاع الفيتناميين، الأسبوع الماضي، إلا أنه انسحب فجأة من الاجتماع بحسب ما أوردته "رويترز" التي نقلت عن مسؤولين فيتناميين قولهم إن إلغاء لي الاجتماع يعود إلى "حالته الصحية".

وتساءل السفير الأميركي لدى اليابان رام إيمانويل، في منشور على منصة "إكس"، اليوم الجمعة، عما إذا كان وزير الدفاع الصيني رهن الإقامة الجبرية.

وكتب إيمانويل: "أولاً: لم يشاهد وزير الدفاع لي شانغ أو يسمع عنه شيء منذ ثلاثة أسابيع. ثانياً: لم يظهر خلال زيارته لفيتنام. الآن: إنه غائب عن اجتماع مقرر مع قائد بحرية سنغافورة لأنه قيد الإقامة الجبرية؟".

ويأتي غياب لي في أعقاب قرار الصين الذي لم تكشف عن أسبابه بتغيير وزير الخارجية تشين غانغ، في يوليو/ تموز، بعد غيابه لفترة طويلة عن الظهور العام وتغيير قيادة القوة الصاروخية، وهي من قوات النخبة التابعة لجيش التحرير الشعبي، في الأشهر الماضية.

وأثارت هذه التحركات تساؤلات من محللين ودبلوماسيين حول الافتقار إلى الشفافية وعدم القدرة على التنبؤ بعملية صنع القرار في القيادة الصينية.

من جانبه، قال مدير مجلس الأمن القومي الأميركي السابق لشؤون الصين دينيس وايلدر: "إذا كانت إقالة وزير الدفاع وقادة القوة الصاروخية بسبب الفساد، فهذا يشير إلى أنّ عملية التدقيق التي يقوم بها الرئيس شي (جين بينغ) لاختيار كبار المسؤولين معيبة للغاية، وتشير إلى أن الفساد أمر شائع داخل النظام على الرغم من حملة شي التي استمرت عقداً ضده".

وأضاف وايلدر، بحسب "فاينانشال تايمز"، أنّ وحدة إدارة المعدات، التي كانت تسمى سابقًا "إدارة التسلح العامة" داخل الجيش الصيني، لديها تاريخ طويل من الفساد.

وفيما كانت الصين ترفض ترتيب أي اجتماع بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الصيني لي شانغ فو الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات عام 2018 على خلفية شراء بكين أسلحة روسية، قالت خبيرة الشؤون الصينية في صندوق مارشال الألماني، بوني غلاسر، للصحيفة، إنّ إقالة لي يمكن أن تساعد في تحسن العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين من خلال إزالة العقبة التي أصرت الصين على أنها ستمنع أي اجتماع مع أوستن.

يُشار إلى أن اختفاء المسؤولين أمر شائع في الصين، وغالباً ما يتم الإعلان في وقت لاحق عن خضوعهم للتحقيق بسبب اتهامات مختلفة بالفساد وتلقي الرشى وانتهاك قواعد الحزب الصارمة، ومن ثم تجريدهم من مناصبهم وإيداعهم في السجن.