استمع إلى الملخص
- أوضح غوتيريس أنه لا يتوقع توقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل رغم استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني، وأكد التزام الأمم المتحدة بقرارات محكمة العدل الدولية.
- وصف غوتيريس انفجار أجهزة الاتصال في لبنان بالخطير، مشدداً على ضرورة المساءلة والتحقيق في مقتل موظفي الأمم المتحدة في غزة، وأعرب عن قلقه من الأزمات الإنسانية في السودان.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس في تصريح لـ"العربي الجديد" يوم الأربعاء، إن "مستوى القتل والدمار الذي نراه في غزة غير مسبوق ولم أرَ له مثيلاً منذ بدء ولايتي أميناً عاماً"، مضيفاً أن "الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني غير مقبولة، وقد أدنت ذلك مرات عديدة".
جاءت تصريحات غوتيريس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل افتتاح أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى في دورتها الـ79 بحضور قادة الدول الثلاثاء القادم.
وأشار الأمين العام كذلك إلى إدانته العملية التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يستدرك بالقول: "ما يحدث الآن في غزة غير مقبول على الإطلاق، وأنا أتابع مداولات محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص باهتمام كبير".
ورداً على سؤال آخر لـ"العربي الجديد" عن موقفه من توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وخصوصاً في ظل استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين في غزة، قال غوتيريس: "ليس لدي وهم (في أن توريد الأسلحة لإسرائيل سيتوقف) إذا نظرنا للوضع اليوم والقرارات التي تتخذ من القوى (الدول) ذات الصلة، وهذا ما جعل الوضع على ما هو عليه". وبخصوص ما يقصده "ليس لدي وهم" في أن توقف دول فاعلة توريدها للسلاح وأن ذلك يجب ألا يعني ألا يستخدم "سلطته الأخلاقية" ويتحدث عن ذلك، قال: "لا أعتقد أن ذلك سيحدث، وأركز على الأمور التي أعتقد أنه يمكننا إحداث تغيير فيها".
ورداً على سؤال صحافي عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم وتبنيها لقرار يتعلق بإنهاء الوجود الإسرائيلي غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتوى محكمة العدل الدولية التي صدرت في يوليو/تموز الماضي حول ذلك، قال: "نحن ملتزمون قرارات محكمة العدل الدولية ونحترمها ويجب أن تحترم من قبل الجميع بما فيها الفتاوى الصادرة عن محكمة العدل الدولية. وسأنفذ أي قرارات صادرة عن الجمعية العامة في هذا السياق دون شك".
غوتيريس ينتقد تفجيرات لبنان
ووصف غوتيريس، خلال رده على أسئلة صحافية خلال المؤتمر، انفجار أجهزة الاتصال في لبنان بالخطير للغاية، مؤكداً في الوقت ذاته وجود "خطر جدي لتصعيد دراماتيكي في لبنان، ومن الضرورة أن نبذل كل ما لدينا من جهد لتجنب التصعيد". ووصف ما حدث في لبنان بالخطير "ليس بسبب عدد الضحايا فحسب، ولكن بسبب المؤشرات التي تشير إلى أنه تم تفجير تلك الأجهزة... بسبب وجود خطر باكتشاف ذلك، ومن الواضح أن المنطق وراء ذلك هو القيام بضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبيرة".
وشدد غوتيريس على ضرورة عدم استخدام الأجهزة المدنية باعتبارها أسلحة، داعياً إلى "أن تكون هذه قاعدة تحترمها وتنفذها كل الحكومات حول العالم". وشدد على وجود رابط بين ما يحدث في غزة ولبنان، لافتاً إلى أن "حزب الله كان واضحاً وقال إنه بدأ عملياته بسبب غزة وأنه سيتوقف عند التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة". وتحدث كذلك عن موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا في غزة وخصوصاً موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ووصف ذلك "بالأمر الذي لا يطاق".
وشدد غوتيريس على ضرورة المساءلة وضرورة التحقيق بمقتلهم، وأضاف: "إن عدد العاملين الإنسانيين الذين قتلوا لا مثيل له (مقارنة) بأي جزء آخر من العالم." وشدد على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي "ممارسة كل الضغوط من أجل تحقيق المساءلة". وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة كذلك عن الإفلات من العقاب في الكثير من الصراعات، بما فيها السودان، وأشار كذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ومستوى الجوع وتزايد عدد القتلى. وتحدث عن المبادرات العديدة حول السودان التي لم تحقق أي تقدم على الإطلاق حول وقف إطلاق النار وآفاق لعملية سلام.