حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من تدهور الأوضاع في إثيوبيا واحتدام القتال، واصفا الوضع على الأرض بأنه يخرج عن السيطرة.
جاء ذلك خلال تصريحات له حول الوضع في إثيوبيا أمام الصحافيين المعتمدين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأضاف "لقد وصل العنف والدمار إلى مستويات خطيرة، والنسيج الاجتماعي يتمزق"، وشدد على ضرورة "وقف الأعمال العدائية في منطقة تيغراي بإثيوبيا بشكل فوري بما في ذلك الانسحاب الفوري وفك الاشتباك للقوات المسلحة الإريترية من إثيوبيا"، وأعاد التأكيد على "عدم وجود حل عسكري للنزاع، والمدنيون هم الذين يدفعون ثمنا مروعا".
وقال غوتيريس "إن الهجمات العشوائية، بما فيها تلك التي تشن على مناطق سكنية، تقتل المزيد من الأبرياء كل يوم كما تضر بالبنية التحتية والحيوية وتحد من الوصول إلى الخدمات الحيوية". وتحدث غوتيريس عن أن الأعمال العدائية، منذ استئنافها في آب/ أغسطس، أجبرت أيضاً مئات الآلاف من المدنيين على الفرار من منازلهم وعدداً لا بأس به منهم للمرة الثانية"، وأشار إلى تقارير تتحدث عن عنف جنسي وأعمال وحشية أخرى ضد النساء والأطفال والرجال.
وشدد على ضرورة أن "تلتزم جميع الأطراف بواجباتها بحسب القانون الإنساني الدولي، بما فيها حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني الذين يتعرضون للهجوم، وحتى القتل، أثناء تقديمهم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة"، ووصف مستوى الحاجة بالمذهل، ولفت الانتباه إلى مستوى الحاجة الكبير حتى قبل استئناف الأعمال العدائية قبل قرابة الشهرين، حيث كان هناك 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الغذائية أو إلى نوع من أنواع الدعم الأخرى في كل من تيغراي وأمهرة وعفر.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة اضطرت إلى تعليق تسليم المساعدات في تيغراي منذ أكثر من سبعة أسابيع، كما تعطل تقديم المساعدات لجزء من المناطق في أمهرة وعفر. وشدد الأمين العام على ضرورة أن تسمح وتسهل جميع الأطراف مرور المساعدات الإنسانية ودون عوائق لجميع المدنيين المحتاجين.
وحول المسار السياسي، أشار إلى استعداد الأمم المتحدة لدعم الاتحاد الأفريقي "بكل وسيلة ممكنة لإنهاء هذا الكابوس الذي يعيشه الشعب الإثيوبي".
وشدد على ضرورة أن يتحد المجتمع الدولي من أجل السلام في إثيوبيا، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاستئناف العاجل للمحادثات من أجل تسوية سياسية فعالة ودائمة.
وردا على سؤال صحافي حول قوله إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في حين أن الحكومة الإثيوبية والقوات الإرترية تعتقدان أنهما على وشك تحقيق انتصار وشيك، قال غوتيريس "إن مشكلة الحروب تكمن في أن كلا الجانبين يعتقد أنه قادر على كسب الحرب. وقد مررنا بظروف مشابهة أعتقد وعبر فيها كلا الجانبين عن تلك القناعة. أعتقد أنه لا يوجد حل عسكري حقًا. ومن المهم التفكير في الحاجة إلى المصالحة بين المجتمعات التي تأثرت بشكل كبير بهذه الحرب".
وحول ما إذا كان هناك دور يمكن أن يلعبه مجلس الأمن الدولي لحل النزاع أم ترك الكرة في ملعب الاتحاد الأفريقي للوساطة، قال غوتيريس "أعتقد أن هذا الصراع في إثيوبيا، الذي ولد بشكل أساسي كنزاع داخلي، له اليوم بعد دولي. لديكم قوات إريترية داخل إثيوبيا. لديك وضع حساس على الحدود مع السودان. لذا فإن هذا أمر يحتاج إلى أن ينظر إليه بجدية من قبل جميع الكيانات، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي".