غوتيريس: البشرية على بعد خطوة واحدة غير محسوبة قد تؤدي إلى "الإبادة النووية"

01 اغسطس 2022
شدد غوتيريس على أن إزالة الأسلحة النووية هي الضمان الوحيد لعدم استخدامها أبداً (Getty)
+ الخط -

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من الضغوطات والتحديات التي يواجهها العالم على الصعيد الفردي والعالمي، والتي تفاقمت بسبب أزمة المناخ وجائحة كورونا. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح "المؤتمر الاستعراضي العاشر للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، الذي يبدأ أعماله اليوم ويستمر حتى الـ26 من أغسطس/آب في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك.

ويشهد الأسبوع الأول من المؤتمر حضور عدد من القادة رفيعي المستوى، بمن فيهم وزراء خارجية، كوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وستقدم كل دولة موقفها من المعاهدة والتحديات التي يواجهها العالم. وفي الأسبوعين الثاني والثالث من المؤتمر، ستستمر النقاشات والاجتماعات وورشات العمل والمفاوضات على مستوى اللجان، كما المنظمات غير الحكومية.

وقال غوتيريس: "إن العالم يواجه ضغطاً أكبر مما واجهناه في حياتنا في ظل أزمة المناخ، والتفاوتات الصارخة، والصراعات، وانتهاكات حقوق الإنسان، والدمار الشخصي والاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا". ويأتي كل هذا "في ظل خطر نووي لم نشهد مثله منذ ذروة الحرب الباردة". ولفت الانتباه إلى أن فترة ما بعد الحرب الباردة حملت معها بوادر أمل جديد مؤقت بالسلام، من خلال القرارات التي اتخذت من أجل تخفيض ترسانات الأسلحة النووية، وإعلان "مناطق بأكملها أنها خالية من الأسلحة النووية، وترسيخ القواعد ضد استخدام الأسلحة النووية وانتشارها واختبارها".

وحذر غوتيريس من تلاشي الأمل، وقال: "من خلال مزيج من الالتزام والحكمة والحظ، تجنّب العالم الخطأ الانتحاري المتمثل في الصراع النووي. ولكن مع مرور السنين، تذبل ثمار الأمل هذه". وأضاف: "تتعرض البشرية لخطر نسيان الدروس المستفادة من حرائق هيروشيما وناغازاكي المرعبة (استهدفت فيها الولايات المتحدة تلك المناطق في اليابان بقنابل ذرية نهاية الحرب العالمية الثانية)". ووصف غوتيريس حال العالم حالياً بالقول: "تصل التوترات الجيوسياسية إلى مستويات عالية جديدة. المنافسة تتفوق على التعاون والمشاركة. لقد حل انعدام الثقة محل الحوار، وحل الانقسام محل نزع السلاح".

ووصف سعي الدول للحصول على المزيد من الأسلحة النووية، التي تكلف مئات المليارات، وتخزينها، بالأمن الزائف. وأشار إلى وجود 13 ألف سلاح نووي في الترسانات حول العالم. ثم أشار إلى الصراعات الطاحنة الدائرة في العالم؛ الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية والاجتياح الروسي لأوكرانيا. وحذر من أن "الغيوم التي انقشعت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تتجمع مجدداً، لقد كنا محظوظين بشكل غير عادي حتى الآن. لكن الحظ ليس استراتيجية".

ثم شدد على أن العالم "بحاجة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أكثر من أي وقت مضى. ويشكل هذا المؤتمر فرصة لوضع الإجراءات التي من شأنها أن تساعد في تجنب كارثة معينة، ووضع البشرية على طريق جديدة، خالية من الأسلحة النووية، وتعزيز المعاهدة (منع انتشار الأسلحة النووية) بشكل يجعلها تتلاءم مع العالم المقلق من حولنا".

وتطرّق غوتيريس إلى خمسة مجالات يمكن العمل من خلالها من أجل تعزيز منع انتشار الأسلحة النووية واستخدامها. وفي هذا السياق، لفت الانتباه إلى "الحاجة الماسة لإعادة تأكيد القاعدة التي مضى عليها 77 عاماً وتعزيزها ضد استخدام الأسلحة النووية. ما يتطلب التزاماً ثابتاً من جميع الدول الأطراف". وقال إن ذلك "يعني إيجاد تدابير عملية من شأنها أن تقلل من أخطار الحرب النووية، وتعيدنا إلى طريق نزع السلاح".

ثم شدد على "أن إزالة الأسلحة النووية هي الضمان الوحيد لعدم استخدامها أبداً. كما شدد على ضرورة أن تبدأ الدول بالعمل على التزامات جديدة لتقليص حجم الأسلحة النووية لديها". وقال إن ذلك يعني "تنشيط اتفاقياتنا وأطرنا متعددة الأطراف حول نزع السلاح وعدم الانتشار، بما في ذلك العمل المهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتوفير الموارد لها بالكامل". كما توقف عند ضرورة "معالجة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط وآسيا. فمن خلال إضافة تهديد الأسلحة النووية إلى الصراعات المستمرة، فإن هذه المناطق تتجه نحو الكارثة". مؤكداً أننا "بحاجة إلى مضاعفة دعمنا للحوار والتفاوض لتخفيف التوترات، وإقامة روابط ثقة جديدة في المناطق التي لم تشهد سوى القليل". وشدد على الحاجة إلى الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية محفزاً للنهوض بأهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الاستخدامات الطبية وغيرها. وختم بالحديث عن الحاجة للوفاء "بجميع الالتزامات المعلقة في المعاهدة نفسها، وإبقائها مناسبة للغرض في هذه الأوقات العصيبة. نحن جميعاً هنا اليوم لأننا نؤمن بالغرض من المعاهدة ووظيفتها. لكن حملها إلى المستقبل يتطلب تجاوز الوضع الراهن".

بوتين: لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في أي حرب نووية

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بيان نشره الكرملين اليوم الاثنين، إنه لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في أي حرب نووية، وإنه يجب عدم بدء مثل هذه الحرب أبدا.

وجاء تصريح بوتين فى رسالة إلى المشاركين فى مؤتمر حول معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بعد أكثر من خمسة أشهر من حربه على أوكرانيا.

وقال بوتين: "ننطلق من حقيقة أنه لا يمكن أن يكون هناك طرف منتصر في حرب نووية، ولا ينبغي إطلاقها أبدا، ونحن ندافع عن الأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة لجميع أعضاء المجتمع الدولي".

وتابع: "كل من يحاول إعاقة عملنا... يجب أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا، وسيؤدي إلى عواقب لم تواجهوها من قبل في تاريخكم".

المساهمون