تجمع متظاهرون في جنوب أفغانستان بعد اعتراف الأمير البريطاني هاري في مذكراته الجديدة أنه قتل 25 شخصًا وصفهم بأنهم من مقاتلي حركة "طالبان"، خلال مشاركته في الخدمة العسكرية أثناء الحرب على أفغانستان، التي بدأت في 2001 وانتهت بالانسحاب الأميركي في 2021.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أن عدد المتظاهرين وصل إلى حوالي 20 شخصا، وهم من أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة محلية في هلمند، المقاطعة التي تركزت فيها القوات البريطانية بشكل كبير خلال عمليات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان.
وقال أحد المتظاهرين "ندين تصرفه (الأمير هاري) الذي يتعارض مع جميع أعراف الإنسانية"، فيما حمل آخرون ملصقات تظهر صورة هاري عليها علامة "إكس" حمراء.
أما سيد أحمد سيد، الأستاذ بالجامعة، فدان هاري لدوره في العمليات العسكرية البريطانية في أفغانستان، وقال سيد خلال مشاركته في الاحتجاج إن "الأعمال الوحشية التي ارتكبها الأمير هاري أو أصدقائه أو أي شخص آخر في هلمند أو في أي مكان في أفغانستان غير مقبولة وقاسية ... هذه الأعمال سوف يتذكرها التاريخ".
وانسحبت قوات حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس/ آب 2021، بعد 20 عامًا من الحرب هناك وإدارة العمليات الجوية لدعم قتال الحكومة الأفغانية التي كانت مدعومة من الغرب ضد تمرد "طالبان".
وفسح انسحاب القوات الدولية المجال لعودة "طالبان" السريعة إلى السلطة في ذلك الشهر.
وأقر هاري بأنه قتل أكثر من عشرين من مقاتلي "طالبان" أثناء خدمته كمساعد طيار لطائرة أباتشي في أفغانستان في 2012-2013.
جاء ذلك في كتابه "سبير"، وهو عبارة عن مذكراته التي من المنتظر إصدارها في وقت لاحق، لكن تم عرض النسخة الإسبانية منها للبيع في مدريد عن طريق الخطأ. وتناولت المذكرات فترة مشاركة هاري في الحرب التي شنتها دول غربية على رأسها الولايات المتحدة، ضد عناصر من "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان.
وكشف هاري في المذكرات أنه كان ينظر لهؤلاء الأشخاص الذين استهدفهم بطائرته على أنهم "قطع شطرنج" تمت إزالتها من اللوح المخصص لها، كما نقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية، التي قالت إنها حصلت على النسخة الإسبانية من الكتاب.
وبحسب ما ورد في الكتاب، أكد هاري أنه لم يشعر "بالفخر أو بالخزي" من عمليات القتل التي تسببت في سقوط ضحايا مدنيين. واعتبر الأمير، الذي تنحى عن مهامه الملكية وغادر المملكة المتحدة مع زوجته ميغان ماركل، القتلى الذين سقطوا بطائرته "أشراراً حاولوا قتل الأخيار".
وأثار تحديد هاري عدد من قتلهم، ومقارنتهم بقطع الشطرنج، غضب مسؤولي "طالبان".
قال الملا عبد الله، الذي فقد أربعة من أفراد عائلته في غارة جوية بريطانية عام 2011 أصابت منزلهم في منطقة نهر السراج في هلمند: "نطلب من المجتمع الدولي محاكمة هذا الشخص (الأمير هاري)، ويجب أن نحصل على تعويض عن خسائرنا".
وأضاف أثناء زيارته لمقابر أفراد الأسرة الذين فقدهم في الغارة "لقد فقدنا منزلنا وحياتنا وأفراد عائلتنا. لقد فقدنا مصدر رزقنا وأحباءنا".
من جهته، قال المدير الإعلامي لحاكم هلمند، مولوي محمد قاسم، إن مزاعم هاري في مذكراته "كشفت الوجه الحقيقي للعالم الغربي"، مضيفا "إنها مؤشر واضح على أفعالهم القاسية والمروعة".
(العربي الجديد، أسوشييتد برس)