أعلنت فصائل فلسطينية عقب اجتماع طارئ، في غزة مساء الثلاثاء، رفع حالة الاستنفار العام في صفوفها على كافة المستويات تحسباً لأي عدوان جديد على المسجد الأقصى أو ارتكاب "حماقات جديدة" من قبل الاحتلال والمستوطنين.
وعقد الاجتماع الطارئ غير المعلن عنه مسبقاً في مكتب رئيس حركة حماس يحيى السنوار في مدينة غزة.
ووجهت الفصائل التحية للجماهير الفلسطينية التي تتصدى للاحتلال في كل مكان في الضفة الغربية والقدس، خاصة المرابطات والمرابطين في المسجد الأقصى الذين يمثلون الجدار الأول في الدفاع عن الأقصى وكافة المقدسات.
وفي بيان، حذرت الفصائل الاحتلال الإسرائيلي من المساس بوالد الشهيد رعد حازم، الذي تلاحقه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ تنفيذ نجله عملية تل أبيب الفدائية وكافة عوائل الشهداء.
كما وجّهت الفصائل التحية للمقاومة الفلسطينية على تصديها الجريء للعدوان الصهيوني على غزة الليلة الماضية.
ودعت الفصائل إلى استمرار حالة الاشتباك الدائمة بكل أشكالها مع الاحتلال في الضفة الغربية والقدس والخليل، دفاعاً عن المقدسات ورفضاً للاحتلال والاستيطان والتهويد.
وأكدت الفصائل أن الهجمة الشرسة التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى لن تقتصر على اليومين المتبقيين من عيد الفصح اليهودي، وهي مستمرة خلال الثلث الأخير من شهر رمضان والأيام التي تلي عيد الفطر السعيد، مؤكدة أنها ستبقى على حالة الجاهزية العالية.
وحذرت من دعوات اليمين المتطرف لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية، التي كانت أحد الدوافع لمعركة "سيف القدس" في العام الماضي.
وطالبت الفصائل الأمة العربية والإسلامية وكافة هيئات واتحادات وروابط العلماء بالقيام بدورها في حماية الأقصى ونصرة فلسطين وشعبها، وتعبئة الجماهير على امتداد العالم العربي والإسلامي للقيام بما عليها من واجبات تجاه القضية الأولى للعرب والمسلمين.
ودعت الفصائل إلى الضغط من أجل تجريم التطبيع ووقفه، فالاحتلال يستغل التطبيع لتمرير مشاريعه ومخططات تهويد مدينة القدس وفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك.
وأشادت الفصائل بحالة الوحدة الوطنية التي تتجسد في الميدان في كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن، واعتبرت أن هذه الوحدة هي مصدر اعتزاز وفخر لكل أبناء شعبنا وأنها دافع لاستمرار المواجهة ورافعه للعمل الوطني الوحدوي، وأكدت أنها ستحمي حالة الوحدة الميدانية وتحافظ عليها وستدفع نحو تعزيزها وتطويرها.
جهود عربية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
على صعيد ردود الأفعال العربية، جرت اليوم اتصالات عربية، جزائرية وفلسطينية وأردنية وتونسية، بشأن الدفع لمواقف عربية أكثر حزماً ضد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس وضد الفلسطينيين.
وأجرى وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مشاورات مع نظرائه، الفلسطيني والأردني والتونسي، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ناقش فيها "الحاجة الملحة لرد فعل سريع وكاف من المجموعة الدولية في مواجهة تصعيد القمع وزيادة أعداد الضحايا الفلسطينيين".
وأفاد بيان للخارجية الجزائرية أن هذه المشاورات تركّزت حول "دراسة سبل تنشيط آليات العمل العربي المشترك لتمكينها من الوفاء بواجب التضامن تجاه الشعب الفلسطيني والإسهام في خلق ديناميكية مواتية على المستوى الدولي تفضي إلى المسار التفاوضي بغية ضمان تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية وفـق مقتضيات القانون الدولي".