غزة ...الفرحة بـ"المصالحة" لم تحن بعد

26 ابريل 2014
غزة: فرحة "المصالحة" مؤجلة للانتهاء الجداول الزمنية(محمد عبد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
 
يسود الشارع الفلسطيني ارتياح بمصالحة حركتي "حماس" وفتح"، ولكن هذا الارتياح لم يكن كافياً لأهالي غزة لإعلان الابتهاج والأفراح، كما جرت عادتهم.
في السابق، كان الفلسطينيون يخرجون إلى الشوارع بشكل عفوي احتفالاً، ووزعوا الحلوى فرحاً، بعد اتفاقي "مكة" "والقاهرة"، لكنهم صُدموا بعد ذلك، بعد عدم تطبيق ما اتُفق عليه، فعادوا "خائبين".
اليوم، بات الفلسطينيون أكثر وعياً بالفرح ووقته، وربما لا يريدون تكرار الإحباط الآن، لأن الصدمة ستكون أكبر بكثير عليهم، مع تعلقهم بآمال تغير الواقع والحال، إلى ما هو أحسن.
ويُعول الغزيون، على أن تُخرجهم هذه الحكومة، من أزمات معبر رفح المغلق، وانقطاع الكهرباء اليومي لـ12 ساعة، والفقر والبطالة اللذين وصلا حدودا قياسية، وقبل كل ذلك، تُنهي الحصار المضروب على القطاع منذ أكثر من ثماني سنوات.
واتفقت حركتا "حماس" و"فتح"، الأربعاء الماضي، على تطبيق بنود اتفاقي القاهرة والدوحة، بجداول زمنية، وكرزمة واحدة، مع غياب شرط المزامنة في الملفات، وهو ما كان يعوق، في نظر حركة "فتح" وحلفائها تطبيق الاتفاق.
ولكي يمضي الاتفاق، تجنبت الحركتان الحديث عن الملف السياسي، وهو أعقد الملفات الفلسطينية، في ظل اختلاف الرؤى والمشاريع السياسية. وأحيل التوافق على برنامج سياسي وطني، بحسب معلومات "العربي الجديد"، للإطار القيادي المؤقت، الذي يفترض أن يجتمع في الفترة المقبلة.
ويربط مسؤول "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في قطاع غزة، جميل مزهر، نجاح اتفاق المصالحة بالاتفاق على برنامج سياسي لضمان عدم الفشل مجدداً، مشيراً إلى أن الاتفاق "خطوة في طريق إنهاء الانقسام".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أكد مزهر، أنه من أجل عدم العودة إلى مربع الصفر، علينا أن نتفق على برنامج سياسي، وأن تكون المصالحة وفق قاعدة الشراكة وليس المحاصصة، مطالباً الحركتين بتهيئة الأجواء على الأرض لتطبيق الاتفاق وتنفيذه.
وحذر مزهر، من عواقب الفشل هذه المرة، مؤكداً أن نتائج الفشل في تطبيق ما اتفق عليه "ستكون وخيمة وصادمة"، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الشعب الذي يضيق ذرعاً بالانقسام سينفجر في وجه كل معطل للمصالحة.
من ناحية ثانية، يعزو الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، غياب مظاهر الاحتفال في الشارع الفلسطيني بالاتفاق، إلى تجارب صادمة في السابق، اذ تم الاتفاق أكثر من مرة، ولم يجرِ تطبيق ما تم التوصل إليه، على أرض الواقع.
وقال الصواف في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المواطن الفلسطيني يخشى التعبير عن فرحته باتفاق المصالحة، كي لا يتعرض لصدمة جديدة في حال عدم مضيها للأمام وتطبيق ما اتفق عليه، مشيراً إلى أن الحذر مطلوب لأن التجارب الماضية جعلت المواطن، رغم آماله العريضة، مصدوماً بالواقع.
ولفت الصواف إلى أن الشعب الفلسطيني يريد من المصالحة، أكثر من مجرد فتح معبر رفح وإنهاء الحصار، على أهميتهما، مبيناً أن ما يريده الشعب "اتفاق وطني على بناء إستراتيجية شاملة تضمن حقوقه وثوابته، وتحافظ على الوحدة لمواجهة الأخطار التي تعتري المشهد الفلسطيني".