غانتس يرجئ بيان استقالته بعد إعلان الاحتلال تحرير 4 محتجزين

08 يونيو 2024
غانتس خلال زيارته الولايات المتحدة الأميركية، 4 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نتنياهو يحث غانتس على عدم الاستقالة من مجلس الحرب للحفاظ على الوحدة، رغم تهديد غانتس بالاستقالة لعدم وجود استراتيجية واضحة للحرب على غزة.
- غانتس يطالب بخطة عمل واضحة لما بعد الحرب على غزة، معتمداً على استشارات مع الإدارة الأميركية التي تؤكد على أهمية المفاوضات مع حماس لصفقة تبادل أسرى.
- حركة شاس، الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم، تلمح إلى إمكانية فك الشراكة مع نتنياهو بسبب الإحباط من سياساته وتأثيرها السلبي على مكانة إسرائيل الدولية والتحديات الأمنية.

مسؤولون أميركيون لغانتس: لا ننوي التدخل بالشؤون الداخلية لإسرائيل

لا يوجد تغيير في قرار انسحاب غانتس إلا بحال حدوث تطور جدي بالصفقة

"معاريف": حركة شاس تلمّح إلى توجهها إلى فكّ الشراكة مع نتنياهو

حضّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس على عدم الاستقالة بعد تلويحه بهذا الأمر لغياب استراتيجية للحرب على غزة وما بعدها. وقال نتنياهو على منصة إكس: "أدعو بيني غانتس - لا تغادر حكومة الطوارئ"، مضيفاً أن الوقت هو "للوحدة وليس للانقسام". قبيل ذلك، أعلن غانتس الذي يتزعم حزب معسكر الدولة إلغاء مؤتمر صحافي توقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يعلن خلاله الاستقالة. وجاء الإلغاء، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس بعد أن أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها أخرجت أربعة محتجزين في وسط قطاع غزة بعد تنفيذها مجزرة في مخيم النصيرات راح ضحيتها 210 شهداء وأكثر من 400 جريح.

وقال غانتس بعد العملية: "إلى جانب الفرحة المبرّرة بالإنجاز، يجب أن نتذكر كل التحديات التي تواجهها إسرائيل"، مضيفاً: "لذلك، أقول لرئيس الوزراء والقيادة برمتها: اليوم يجب أن ننظر بمسؤولية إلى ما هو صحيح وممكن للمضي قدماً". وكان غانتس قد طالب حكومة الحرب بتبني "خطة عمل" بشأن فترة ما بعد الحرب على غزة، وإلا فإنه "سيضطر إلى الاستقالة من الحكومة"، محدداً يوم 8 يونيو/ حزيران موعداً نهائياً.

وتحدث الصحافي في موقعي أكسيوس الأميركي ووالاه الإسرائيلي باراك رافيد، عن أنّ غانتس استشار الإدارة الأميركية إزاء قراره الانسحاب من الحكومة. ونقل رافيد، عن مصادر في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قولهم إنّ المسؤولين الأميركيين أوضحوا لغانتس أنهم لا ينوون التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لإسرائيل.

واستدرك رافيد في منشور على منصة إكس، أنّ المسؤولين الأميركيين لفتوا أنظار غانتس إلى أنّ المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس "وصلت إلى مرحلة حساسة للغاية".

وكان موقع "والاه" قد نقل في وقت سابق اليوم السبت، عن مصادر في قائمة "معسكر الدولة" النيابية تأكيدها أنه لا يوجد تغيير في قرار الانسحاب من الحكومة، "إلا في حال حدث تطور جدي في ما يتعلّق بالاتصالات الهادفة إلى التوصل إلى صفقة تبادل".

ونقل الموقع عن المصادر قولها إنّ غانتس كان يخطط لإعلان الانسحاب من الحكومة، الأسبوع الماضي، لكنه آثر منح فرصة لملاحظة تأثيرات الخطاب الذي ألقاه الرئيس بايدن، يوم الجمعة قبل الماضي، على مصير صفقة التبادل. وذكر الموقع أنّ نتنياهو يخطط لإلقاء كلمة في أعقاب إعلان غانتس انسحابه من الحكومة. وكان غانتس قد منح، في 19 مايو/ أيار الماضي، نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو/ حزيران الجاري، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة ولـ"اليوم التالي" للحرب، وإلا فإنه سيستقيل من الحكومة.

وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي العام نشر نتائجه "والاه"، مساء أمس الجمعة، أنه في حال إجراء انتخابات للكنيست حالياً، فإنّ تجمّع الأحزاب الذي يدعم نتنياهو سيحصل على 51 مقعداً فقط (من أصل 120)، بدل 64 يحوزها حالياً، في حين ستحصل الأحزاب المعارضة على 64 مقعداً، وهذا الرقم لا يشمل 5 مقاعد ستحصل عليها القائمة العربية المشتركة.

وفي استطلاع آخر بثت نتائجه قناة 12، مساء أمس الجمعة، فإنّ 62% من الإسرائيليين قالوا إنهم لن يصوّتوا لأحزاب تدعم استمرار نتنياهو في الحكم، في حين رأى 56% أنّ على الحكومة الموافقة على صفقة لتبادل أسرى، والنسبة نفسها رأت أنّ الاعتبارات السياسية الشخصية تحرّك موقف نتنياهو من الصفقة.

غانتس ليس وحيداً.. حركة شاس تتجه لفكّ الشراكة مع نتنياهو

وفي سياق متصل، أشار موقع صحيفة معاريف إلى أنّ حركة شاس، الشريك الأكبر لنتنياهو في الائتلاف الحاكم، تلمّح إلى توجهها إلى فكّ الشراكة معه. وفي تحليل نشره الموقع، اليوم السبت، لفتت المعلّقة السياسية آنا بريسكي إلى أنّ البيان الذي أصدره زعيم "شاس" الحاخام آرييه درعي، عضو مجلس الحرب أخيراً، والذي أيّد فيه التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس يدلّ على توجه الحركة. وأضافت بريسكي أنّ درعي لا ينوي مواصلة الشراكة السياسية مع نتنياهو، وهذا ما أثار حفيظة الأخير وقادة حزب الليكود ضده بشكل أفضى إلى شنّهم حملة عليه.

وبحسب بريسكي، فإنّ درعي محبط من مراوحة الجيش الإسرائيلي مكانه في غزة، ومن التصعيد في الشمال، فضلاً عن انزعاجه من تهاوي مكانة إسرائيل الدولية، إلى جانب أنه لم يعد هناك طائل من عضويته في مجلس الحرب، بسبب حرص نتنياهو على عقده في أوقات متباعدة، وعدم اتخاذ هذا المجلس قرارات مصيرية.

وأبرزت بريسكي أنّ الإحباط من نتائج السياسات والقرارات التي يتخذها نتنياهو ليس مقصوراً على درعي، حيث اقتبست عن قيادي بارز في الائتلاف الحاكم قوله في جلسة مغلقة: "للمرة الأولى في حياتي أشعر بقلق على مصير دولة إسرائيل، أعداؤنا معنيون باستنزافنا والدفع بنا نحو حرب لانهائية، وعندما يستبد بنا الإرهاق والضعف ينقضون للقضاء علينا".

المساهمون