غارات تركية ليلية على مواقع لمسلحي "الكردستاني" شمالي العراق

04 أكتوبر 2023
طائرات تركية دمرت مبنى لحزب العمال الكردستاني (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية عراقية كردية في إقليم كردستان، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، إن طائرات تركية حربية وجهت سلسلة ضربات لمقرات ومواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني بمناطق ماوت وكاني ماسي، وشاربازير، بمحافظة السليمانية، والعمادية، شرقي دهوك، ليلة أمس، مخلفة خسائر في صفوف الحزب التركي المعارض الذي يتخذ من العراق ملاذاً له. 

ويعد هذا القصف التركي الثاني من نوعه الذي يستهدف معاقل الحزب داخل العراق منذ وقوع الاعتداء على مبنى وزارة الداخلية التركية في العاصمة أنقرة، الأحد الماضي، وإعلان الحزب مسؤوليته عن الهجوم. 

وقال مسؤول أمني في قوات البيشمركة لـ"العربي الجديد"، إن طائرات حربية دمّرت مبنى يتخذ منه حزب العمال مقراً لعناصره، كما استهدفت غارات أخرى كهوفاً وتجويفات داخل جبل قنديل ومتين في محافظتي السليمانية ودهوك، مضيفاً أن الهجمات تركزت في مناطق جبل قنديل، وكاني ماسي، وشاربازير، وقريتي كلاله وسفره. 

وأكّد وقوع خسائر في صفوف عناصر الحزب، دون معرفة حجمها حتى الآن كون مناطق القصف خاضعة لسيطرة الحزب ولا يسمح لأحد الدخول إليها.

بدورها، نقلت محطة تلفزيون "رووداو" الكردية العراقية عن قائم مقام قضاء ماوت كامران حسين قوله إن المناطق التي تعرضت للقصف تبعد نحو كيلومترين عن المناطق المأهولة بالسكان، مؤكداً عدم تسجيل خسائر بشرية بين الأهالي، وأضاف "لسنا متأكدين لأي دولة تتبع الطائرات، لكن الطائرات التي شنت عمليات قصف في السابق كانت تركية". 

عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان أحمد البرزنجي قال لـ"العربي الجديد"، إن حالة عدم الاستقرار الأمني التي تشهدها مدن الإقليم الحدودية مع تركيا يتحملها مسلحو حزب العمال الكردستاني، كاشفاً عن نزوح عائلات جديدة من قرأها نتيجة أنشطة مسلحة لعناصر حزب العمال في مناطق بمدن سوران، وسيدكان، والزاب، والعمادية، وزاخو، والمخاوف التي يتسبب بها القصف التركي وما قد يسفر عنه من خسائر.

واعتبر البرزنجي أن مشكلة الحزب ووجوده بالعراق "تفوق قدرة إقليم كردستان، وتستدعي أن يكون الحل من بغداد التي تمتلك صلاحيات ومقومات عسكرية وسياسية أكبر".  

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء أمس الثلاثاء، تدمير 16 موقعاً لمسلحي حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق، عبر غارات جوية قالت إنها "استهدفت معاقلهم"، في إشارة للحزب المسلح والمصنف على لائحة الإرهاب التركية. واعتبر البيان أن الغارات المذكورة تم تنفيذها تماشياً مع حق الدفاع عن النفس المنبثق عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة". 

وأوضح البيان أن الغارات أسفرت عن تدمير 16 موقعاً يضم مغارات ومخابئ ومخازن استخدمها التنظيم الإرهابي الانفصالي، مشيرة إلى تحييد العديد من الإرهابيين، بينهم قياديون، باستخدام ذخائر محلية الصنع في مجملها، وأكدت استمرار الكفاح بعزم وإصرار حتى تحييد آخر إرهابي.

ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقا لشن الهجمات بالداخل التركي. 

وأدّت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.

المساهمون