عين الاحتلال على محور فيلادلفيا

25 ديسمبر 2023
عزز الجيش المصري وجوده على حدود غزة (جوزيبي كاكاسي/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من نفي شبه رسمي مصري الأنباء التي تحدثت عن أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي، طلب من مصر إجلاء قواتها من منطقة رفح الحدودية، وأبلغها نيته احتلال تلك المنطقة"، إلا أن مصادر أمنية رجحت أن تحاول إسرائيل تنفيذ هذه الخطة والتحرك باتجاه محور فيلادلفيا.

الجيش المصري عزز وجوده على الحدود مع غزة

ميدانياً، قالت مصادر محلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش المصري "عزز وجوده على الحدود مع قطاع غزة، ورفع مستوى الحواجز والسواتر الفاصلة بين القطاع وسيناء، في الأيام القليلة الماضية، من خلال وضع قطع إسمنتية في محيط أبراج المراقبة والمواقع العسكرية المختلفة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي للمنطقة الفاصلة بين الجانبين الفلسطيني والمصري".

مصادر أمنية: المؤشرات الميدانية ترجح تحرك جيش الاحتلال باتجاه محور فيلادلفيا

وعززت مصر قانونياً، وجودها العسكري في منطقة رفح الشرقية الحدودية شمالي شبه جزيرة سيناء، وذلك بعد تعديل الترتيبات الأمنية المتفق عليها مع إسرائيل في الملحق الأمني لمعاهدة السلام المبرمة بين الدولتين في 26 مارس/آذار عام 1979.

وتأتي التعديلات، المعلن عنها من مصر وإسرائيل في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، استناداً إلى الملحق الأول في معاهدة السلام، والتي تتيح تعديل ترتيبات الأمن المتفق عليها بناء على طلب أحد الطرفين وباتفاقهما.

وأوضحت المصادر المحلية الفلسطينية أن "الجهود المصرية تأتي بالتزامن مع اقتراب النازحين الفلسطينيين ومراكز الإيواء من الحدود بشكل لافت، في ظل تزايد أعداد النازحين في مدينة رفح بشكل غير مسبوق، ما دفع المواطنين للجوء إلى المناطق الحدودية، خصوصاً غربي مدينة رفح للبحث عن الأمان".

وحول التوغلات الإسرائيلية المتكررة من منطقة كرم أبو سالم إلى الحدود، قالت المصادر إن "الاحتلال يتوغل لمسافات قصيرة في محيط معبر وموقع كرم أبو سالم العسكري شرقي معبر رفح البري، في إطار تأمين منطقة المعبر، الذي عاد للعمل قبل أيام لإدخال المساعدات الإنسانية، وفي ظل تخوفات الاحتلال من استهداف قواته العاملة في المعبر ومحيطه".

وفي السياق، قال خبير حفظ السلام الدولي السابق في البلقان، أيمن سلامة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه سبق لمصر أن حذرت إسرائيل غير مرة، باتخاذ كل الاحتياطات والحذر، حين قامت الأخيرة بقصف معبر رفح من الناحية الفلسطينية، غير مرة، وحين قامت أيضاً إحدى الدبابات الإسرائيلية بالخطأ بقصف إحدى نقاط المراقبة المصرية، وقامت إسرائيل، على الفور، بالاعتذار لمصر، مخافة أن يفضي ذلك الحادث- في خضم الصراع المسلح في غزة- إلى اشتباكات عسكرية محدودة على الحدود بين مصر وإسرائيل".

مخاوف من تصاعد الأحداث

ولفت إلى أنه في الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وفي الصدارة والقلب منه القضية الفلسطينية، فضلاً عن الرفض الشعبي العارم في المنطقة العربية ويأس الفلسطينيين والعرب من إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، يمكن أن تتصاعد الأحداث بسرعة، والتحول من الاحتقان السياسي والعسكري الحاصل، وربما في الحالة المصرية الإسرائيلية، إلى أزمة، ثم إلى اشتباكات حدودية مسلحة، في حال توفر كل الأسباب والبواعث التي سبق أن ذكرناها.

أيمن سلامة: الصراع الإقليمي قد يتصاعد إلى اشتباكات حدودية مسلحة

وعن كيفية نزع فتيل الاحتقان السياسي والعسكري، قال سلامة إنه دوماً هناك آليات وإجراءات بناء الثقة بين دول الجوار، عندما تحدث مثل هكذا احتقانات، هي التي تنزع فتيل التحول من حالة الاحتقان إلى حالة حرب حقيقية، وأهم أداة ووسيلة لتعزيز إجراءات بناء الثقة بين مصر وإسرائيل، هي التواصل على مدار الساعة استخباراتياً وعسكرياً وأمنياً.

وأضاف: "لكن ما يفقد مصر ثقتها في إسرائيل، هو التعنت في المراقبة والتفتيش وعرقلة المساعدات الإنسانية الآتية من معبر رفح إلى المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والغطرسة والتعنت للحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب الإسرائيلي والإصرار على القضاء على حماس، وعدم وجود اعتبار لحماية المدنيين الأبرياء العزل في قطاع غزة".

مصير محور فيلادلفيا

وكان مصير المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، أو ما يسمى بمحور فيلادلفيا، محور الحديث في الأيام القليلة الماضية، لا سيما في ظل تحركات قوات الاحتلال في المناطق الحدودية شرق رفح جنوبي قطاع غزة، والتسريبات الإسرائيلية عن نوايا لاحتلال المحور، وإنشاء حاجز أرضي مضاد للأنفاق على طول الحدود بين غزة وسيناء. إلا أن هذه النوايا الإسرائيلية تصطدم برفض مصري.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد زعمت، أمس الأول السبت، أن هناك "تحركا بريا باتجاه محور فيلادلفيا بهدف احتلاله"، فيما أعلنت هيئة المعابر الفلسطينية في غزة، في بيان، أن "الجانب المصري نفى لنا أية معلومات لديه عن نية العدو التحرك عسكرياً في محور الحدود الفلسطينية المصرية".