عيد سيئ أيضاً على السوريين

16 يونيو 2024
طفل في مخيم للنازحين السوريين بإدلب، 13 يونيو 2024 (عزالدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السوريون يواجهون عيد الأضحى بآمال ضئيلة لتحسن الأوضاع المعيشية، الأمنية، والسياسية، مع تجاهل دولي لقضيتهم وتوجه نحو التطبيع مع النظام المسؤول عن معاناتهم.
- تراجع المساعدات الإنسانية والدعم للبنى التحتية يدفع بالفقر إلى مستويات قياسية، مع ازدياد المخيمات وتهديد إغلاق منشآت صحية وتوقف مشاريع المياه والصرف الصحي.
- استمرار الفلتان الأمني والاحتجاجات ضد السلطات في مناطق مختلفة، وتجميد العملية السياسية مع تحول المجتمع الدولي للتطبيع مع النظام، مما يزيد من معاناة السوريين داخليًا وخارجيًا.

يستقبل السوريون عيد الأضحى اليوم بآمال شبه معدومة بتحسن أوضاعهم المعيشية والأمنية والسياسية، في الوقت الذي يدير فيه المجتمع الدولي ظهره لقضيتهم في التحرر من الاستبداد، فيما يسعى قسم من هذا المجتمع للتطبيع مع النظام الذي تسبب في كل المآسي التي يعيشونها.

فعلى المستوى المعيشي، تتراجع المساعدات الإنسانية الأممية للفئة الأكثر احتياجاً، الأمر الذي أوصل نسبة الفقر إلى مستويات قياسية بالتزامن مع شبه انعدام في فرص العمل وتدني الأجور إلى أقل من ربع الحد الأدنى من متطلبات المعيشة، وزاد من عدد المخيمات إلى أكثر من 30 مخيماً إضافياً منذ بداية العام الحالي.

ولم يقتصر تراجع الدعم على الإغاثي، بل تعداه إلى تراجع الدعم عن مشاريع البنى التحتية والمشاريع الحيوية التي تساعد السكان في البقاء على قيد الحياة. فعلى المستوى الصحي، هناك أكثر من 140 منشأة ومركزا صحيا مهددة بالإغلاق في شمال غرب سورية. وعلى مستوى التعليم لا يزال مئات الآلاف من الأطفال خارج الخطط التعليمية في كل المناطق السورية، وكذلك فإن معظم مشاريع خدمات المياه والصرف الصحي قد توقفت، الأمر الذي ينذر بكوارث قادمة لا يمكن التكهن بنتائجها.

أما على المستوى الأمني فلا تزال معظم مناطق السوريين تشهد فلتاناً أمنياً في ظل سلطات أمر واقع لا يزالون يتظاهرون ضدها في كل مناطق سيطرة تلك السلطات، من إدلب التي يتظاهر سكانها ضد استبداد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، إلى مناطق شرق الفرات التي يتظاهر سكانها بين الحين والآخر ضد سلطة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وصولاً إلى السويداء التي لا تزال تتظاهر منذ أكثر من 300 يوم ضد نظام بشار الأسد، من دون أي بارقة أمل في التغيير. طبعاً هذا عدا عن التهديدات الخارجية لكل منطقة بتصعيد عسكري يدمر ما تبقى من بنى تحتية وبيوت للمدنيين.

أما على المستوى السياسي، فقد أصبحت العملية في حكم الميتة. ويبدو أن المجتمع الدولي قد سلّم بموتها وبدأ يتجه لبدائل عن الحل السياسي، تتمثل في التطبيع مع النظام والتعامل معه كأمر واقع، لأجل غير مسمى. ولا تختلف أوضاع السوريين في الخارج و"خاصة في دول الجوار" كثيراً عن أوضاعهم في الداخل السوري، إذ يتعرض السوريون في معظم دول الجوار لحملات مناهضة لوجودهم في تلك الدول، بالإضافة إلى مواجهتهم قرارات وممارسات تعسفية تفضي إلى ترحيل قسري لبعضهم، وإلى عدم تمكن البعض الآخر من الحصول على وثائق رسمية من إقامات وغيرها تشعرهم ببعض الأمان، الأمر الذي يجعلهم يعيشون في قلق دائم على مستقبل وجودهم في تلك الدول، في ظل عدم وجود مكان آمن يعودون إليه في سورية.

المساهمون