عودة فادي باعوم إلى عدن: محاولة لتجاوز الخلافات الجنوبية

21 اغسطس 2022
قال باعوم "يمين" إن عودته تأتي في إطار استكمال بناء الدولة الجنوبية (تويتر)
+ الخط -

في تطور لافت على الساحة اليمنية، عاد رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي فادي حسن باعوم، إلى العاصمة المؤقتة عدن، صباح اليوم الأحد، بعد سنوات من الخلافات مع "المجلس الانتقالي الجنوبي" والحكومة التابعة للشرعية، منذ انطلاق الحرب، معلناً لدى وصوله عن بدء صفحة جنوبية جديدة.

واستقبل باعوم في مطار عدن، الرجل الثاني في "المجلس الانتقالي" رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية التابعة للمجلس، اللواء أحمد سعيد بن بريك، بعدما كانت مصادر محلية قد تحدثت في وقت سابق عن تقارب بين التيار الذي يتزعمه باعوم وبين "المجلس الانتقالي" في إطار دعوات الحوار وتوحيد الصف الجنوبي. وكان المجلس "الانتقالي" قد دعا كل الأطراف الجنوبية إلى العودة لعدن، وتوحيد الجهود وإجراء حوارات جنوبية-جنوبية.

وقال باعوم لوسائل الإعلام لدى وصوله إلى مطار عدن، إن عودته تأتي في إطار بدء صفحة جديدة، وطي الماضي، والعمل من أجل استكمال بناء "الدولة الجنوبية"، مؤكداً أن إعلانها سيكون قريباً، شاكراً التحالف بقيادة السعودية والإمارات على جهوده في دعم الجنوبيين.

وفي أول تغريدة له على "تويتر" بعد وصوله، قال باعوم إن عودته "بدعوة من نائب رئيس المجلس الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي، ورعاية اللواء أحمد بن بريك، وذلك بعد وساطة مكوكية قادها المناضل الشاب مروان الحمومي، وأثمرت مصالحة وطنية جنوبية رائعة". وأضاف: "أحرقنا كل صفحات الخلاف، ونحن أبناء اليوم والغد الجنوبي المتصالح المتسامح المتآزر والتي ستكون المداميك الحقيقية لمشروعنا الوطني العظيم".

من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية أحمد سعيد بن بريك، في تصريح لوسائل الإعلام، إن عودة باعوم وأسرته تأتي ضمن الدعوة التي وجهها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للجنوبيين للوقوف صفاً واحداً نحو مزيد من استحقاقات مهمة جداً، والتي ستكون أمام الأعين في الأيام المقبلة، لإقامة "الدولة". وأعلن أن عدداً آخر من القيادات الجنوبية سيعود خلال الأيام المقبلة إلى عدن، نحو وحدة جنوبية متكاملة. وأضاف أن "أبناء الجنوب اليوم ليسوا أبناء الجنوب في 1994، فهم اليوم متكاتفون هدفهم واحد، وهو استعادة "الدولة"، وبالتالي لملمة الصفوف ولملمة الجراح، لذلك نحن ضد كل من يعمل ضد هذا الشعب وكلنا نحبه ونخوض معركة الاستحقاقات المقبلة".

وفي السياق، قال مسؤول رفيع في "المجلس الانتقالي" لـ"العربي الجديد"، إن عودة باعوم إلى عدن وتقاربه مع "الانتقالي" يأتيان ضمن مساعي المجلس لحل كل الإشكاليات والتباينات بين المكونات والأطراف الجنوبية، وتقريب وجهات النظر، والتي تقوم فيها لجنة الحوار التي شكّلها المجلس منذ أكثر من سنة لهذا الغرض وبدأت ثمارها تظهر يوما بعد آخر. وأكد أن المجلس يفتح أبوابه للجميع لتوحيد الجهود والحفاظ على المكاسب والاستحقاقات التي تمكّن الجنوبيين وقواتهم الأمنية والمسلحة من باب المندب حتى المهرة شرقاً.

ولم يذكر المسؤول ما إذا كان باعوم سينضم إلى "الانتقالي" أو يدخل في تحالف معه خلال الفترة المقبلة، لكنه أشار إلى أن الجنوبيين اليوم أكثر من أي وقت مضى باتوا على مقربة من بعضهم البعض، والذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم، لذلك الأيادي مفتوحة من الانتقالي ومن غيره من المكونات والشخصيات الجنوبية.

ويرى بعض المراقبين أن عودة باعوم والحديث عن عودة قيادات أخرى خلال الأيام المقبلة؛ يأتيان على خلفية التطورات الميدانية شرقي البلاد بعد سيطرة "قوات العمالقة" و"دفاع شبوة" على محافظة شبوة، وبسط يدها على حقول النفط فيها، فيما تقترب من بسط نفوذها على ما تبقى من وادي وصحراء حضرموت، بقبول إقليمي يضم التحالف السعودي الإماراتي، وإبعاد ما يسمونها "قوات الإخوان المسلمين" من كل مناطق الجنوب وشرقيه.

المساهمون