أعلن جيش غينيا بيساو، اليوم الجمعة، تمكّنه من السيطرة على الوضع في العاصمة، بعد ليلة من القتال ضد عناصر من قوات الأمن نفّذوا عملية تعكس الانقسامات السياسية والأزمات المستمرة في البلاد.
وكان صوت إطلاق نار كثيف قد سُمع بشكل متقطع ليل الخميس وصباح الجمعة في بيساو، بين عناصر من الحرس الوطني المتحصنين في ثكنة بجنوب المدينة والقوات الخاصة التابعة للحرس الرئاسي.
وسبق أن شهد هذا البلد الفقير من غرب أفريقيا عدداً من الانقلابات، وهو يقع في منطقة سجلت منذ أغسطس/آب 2020 سلسلة من الانقلابات العسكرية والمحاولات الانقلابية، ولا سيما في مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وغينيا، وصولاً إلى سيراليون هذا الأسبوع.
وتقع هذه الأحداث في غياب الرئيس أومارو سيسوكو إمبالو الذي يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" في دبي.
وحاول عناصر من الحرس الوطني الخميس، قرابة الساعة 22:00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش) تحرير وزير الاقتصاد والمال سليمان سيدي، ووزير الدولة للخزانة العامة أنتونيو مونتيرو، الموقوفين في مقر الشرطة القضائية في بيساو، وفق المصادر العسكرية والاستخباراتية.
ووضع سيدي ومونتيرو قيد التوقيف في مركز الشرطة القضائية، بعدما استدعاهما القضاء صباح الخميس، وخضعا لاستجواب استمر ساعات عدة في قضية سحب مبلغ عشرة ملايين دولار من خزائن الدولة، وفق المصادر التي طلبت عدم ذكر أسمائها لأسباب أمنية.
وكان نواب استجوبوا سيدي الاثنين في هذه القضية، خلال جلسة في الجمعية الوطنية، فأكد أن سحب المبلغ تم بصورة مطابقة للقانون، وهدفه دعم القطاع الخاص الوطني.
وتمكن عناصر الحرس الوطني الجمعة، من إخراج الوزيرين من مكاتب الشرطة القضائية، ونقلوهما إلى وجهة مجهولة، ثم تحصنوا في ثكنة في حي سانتا لوزيا، بحسب المصادر.
وبعد محاولات وساطة عدة لم تنجح، تدخلت القوات الخاصة ضد الحرس الوطني، ما أدى إلى إطلاق نار قبل عودة الهدوء، وفق المصادر.
وشاهد صحافي في وكالة "فرانس برس" في شوارع بيساو، صباح اليوم، دوريات لعناصر من قوة الدعم لإرساء الاستقرار التي تنشرها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في هذا البلد.
وتعاني غينيا بيساو من انعدام الاستقرار بصورة مزمنة، وشهدت منذ استقلالها عن البرتغال عام 1974 الكثير من الانقلابات ومحاولات الانقلاب، آخرها في فبراير/شباط 2022.
(فرانس برس)